بن شيخة أعاد الروح للخضر و التعادل أمام المغرب يكفي للتأهل أبدى اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي، تفاؤله الكبير بخصوص قدرة المنتخب الوطني على إقتطاع تأشيرة التأهل إلى النسخة القادمة من نهائيات كاس أمم إفريقيا، خاصة بعد النجاح في إستعادة الروح المعنوية عقب الفوز الثمين المحقق على حساب المنتخب المغربي. في البداية ما تعليقك على النتيجة التي سجلها المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي ؟ المباراة كانت صعبة للغاية، لأن منتخبنا الوطني خاض هذه المواجهة تحت تأثير ضغط نفسي رهيب، وذلك بسبب إنعكاسات الإنطلاقة المحتشمة المسجلة في بداية التصفيات، سيما الهزيمة أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، و الحقيقة أنني شخصيا كنت أخشى تأثر العناصر الوطنية بنقص الإنسجام مقارنة بالمنتخب المغربي، لكنني وقفت على منتخب برهن بأنه قادر على رفع التحدي في المواعيد الكبرى، و الإنتصار المحقق كان ثمرة الروح القتالية التي تسلح بها اللاعبون، دون تجاهل الدور الكبير الذي لعبه الجمهور، لأن الأنصار ساهموا بقسط وفير في تحرير العناصر الوطنية من الضغوطات النفسية التي خاضوا بها اللقاء. لكن الفوز كان على حساب الأداء، لأن الخضر لم يقدموا الشيء الكثير.. أليس كذلك ؟ الحقيقة أن النقاط الثلاث تبقى أهم مكسب للمنتخب الوطني في مثل هذه الوضعيات، لأننا لو ننظر إلى الوضعية من الزاوية المعاكسة سندرك حتما خطورة الأمر، على إعتبار أن الهزيمة كانت ستقضي كلية على حظوظنا في التأهل إلى " الكان " و عليه فإننا لا بد أن نثمن الإنجاز المحقق، مادامت التشكيلة قد حققت ما كان ينتظره كل الجزائريين، لأن هذا الإنتصار تحقق بعد فترة طويلة لم يفز فيها المنتخب، و المخاوف كانت كبيرة من تواصل النكسات، و الكل يعلم بان المنتخب الوطني خاض هذه المواجهة في ظروف إستثنائية، لأن إصابة بوقرة، و ترسيم غياب زياني في آخر لحظة عاملان من الصعب تجاهلهما، بالنظر إلى مكانة كل من بوقرة و زياني في التشكيلة الوطنية، هذا بصرف النظر عن الحسابات التي لعبت على وقعها المباراة، لأن الحاجة الماسة إلى نقاط الفوز زادت من درجة الضغط النفسي المفروض على اللاعبين، خاصة و أن البعض منهم يلعب لأول مرة أمام جمهور قياسي، و بالتالي فإننا كجزائريين لم نطالب بالأداء، بقدر ما كنا نحلم بتحقيق الإنتصار، و بعد هذا الهدف نشرع في التفكير فيما تبقى من المشوار. بعض التقنيين إنتقدوا الخطة الدفاعية التي إنتهجها بن شيخة خاصة في الشوط الثاني من المقابلة ؟ كما سبق و أن قلت فإن النتيجة تنصب دوما في المقام الأول في مثل هذه الوضعيات، لكن الحقيقة أن السيناريو الذي سارت على وقعه المباراة كان مثيرا للأعصاب، لأن هدف السبق الذي جاء في الدقائق الأولى جعل كل مدرب يضبط حساباته وفق حاجته للنتيجة، و الناخب الوطني فضل تعزيز خطي وسط الميدان و الدفاع من اجل المحافظة على التفوق، حتى و لو إنعكس ذلك على اللاعبين، بتحمل ضغط المنافس، لكن خيارات بن شيخة كانت ناجحة مادامت التشكيلة قد نجحت في الحفاظ على التفوق، و معاتبة المدرب تكون بعد الفشل في تحقيق الغاية المرجوة من طرف الجميع، لأنه ليس من السهل تجاوز فترة فراغ طويلة مر بها المنتخب تزامنت مع إنطلاق التصفيات القارية. و ما هي نظرتك الأولية لمباراة العودة المقررة بعد نحو شهرين ؟ الأكيد أن لقاء الإياب سيختلف كلية عما شاهدناه في مباراة عنابة، لأن المعطيات تغيرت، و كل المنتخبات أصبحت لها نفس الحظوظ في التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا، و عليه فإن المنتخب المغربي سيلعب تحت تأثير ضغط نفسي كبير، كونه مطالب بإستغلال عاملي الأرض و الجمهور لتحقيق الإنتصار، و هو الضغط الذي لا بد على عناصرنا الإستثمار فيه، لأن المنتخب الجزائري برهن في الكثير من المناسبات بأنه منتخب المواعيد الكبرى و الحاسمة. نلمس في كلامك الكثير من التفاؤل بالقدرة على العودة بنتيجة إيجابية من المغرب.. فما سر ذلك ؟ ليس هنالك أي سر، و كل ما في الأمر أن الروح القتالية و الإرادة التي خاضت بها العناصر الوطنية المباراة الأخيرة بعنابة كانت دليلا قاطعا على نجاح المدرب بن شيخة في إعادة الروح التي إفتقدتها التشكيلة منذ مونديال جنوب إفريقيا، و هو أهم و أبرز سلاح سنخوض به لقاء العودة، لأن لاعبي المنتخب الوطني عودونا على رفع التحدي في المواعيد الكبيرة مثلما حدث أمام مصر في تصفيات المونديال، و كذا ضد كوت ديفوار في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، إضافة إلى الأداء البطولي المقدم أمام إنجلترا في كأس العالم، ويمكن للتشكيلة تكرار الأمر نفسه أمام المغرب، باللعب بروح قتالية في مباراة يدرك اللاعبون جيدا أنها مصيرية، و الخروج منها بنتيجة إيجابية سيضع المنتخب الوطني على مشارف التأهل إلى " الكان ". غير أن المهمة لن تكون سهلة أمام منافس بحجم المنتخب المغربي ؟ منتخب المغرب يضم في صفوفه لاعبين في المستوى، ينشطون في أوروبا، لكنهم ليسوا أحسن من العناصر الجزائرية، لأن المنتخب المغربي بقي غائبا عن الساحة الكروية في إفريقيا، و لم يشارك في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، كما أنه لم يتأهل إلى المونديال، بينما لاعبينا يملكون أكثر خبرة من هذه الناحية، وهو عامل مهم، كما أن لاعبينا أحسن فنيا من منافسيهم، و قد تبيّن ذلك بصورة جلية في مباراة عنابة، إلا أن الفرق الوحيد يكمن في أن المحترفين المغاربة يلعبون أكثر في أنديتهم،على العكس من العناصر الوطنية، لكن لا بد من التسلح بالثقة في النفس و الإمكانيات، لأن المغرب ليس المنافس الذي يستحق التضخيم، فالمستوى الذي قدموه في عنابة لم يكن كافيا لإظهار قوة الخصم، فضلا عن كون المغاربة تعثروا في أول مباراة لهم من التصفيات بملعبهم، وكان الحظ حليفهم في المباراة الثانية بتانزانيا· و هل تنتظر عودة بعض الركائز الأساسية إلى التشكيلة أمثال مطمور، قادير، مغني و حليش ؟ هذه القضية تبقى من صلاحيات الطاقم الفني، و لا بد علينا أن نحترم قرارات المدرب الوطني الذي يملك السلطة في استدعاء اللاعبين الذين يرى فيهم أكثر جاهزية لهذا الموعد، و لو أن بن شيخة انتقى في اللقاء الأخير اللاعبين الذين يتواجدون في المنافسة رفقة أنديتهم، عكس ما كنا نراه في السابق رفقة الشيخ رابح سعدان، حيث كانت القائمة تشهد تواجد لاعبين لا ينشطون باستمرار مع فرقهم، أو يعانون من الإصابات، وهو ما كان يعرقل تحضيرات المنتخب الوطني، وحتى العناصر المحلية التي وجهت لها الدعوة في المباراة السابقة بعنابة كانت قد ظهرت بمستوى مقبول في منافسة كأس إفريقيا للمحليين، و عليه فإن الأكيد أن الأكثر جاهزية سيكون حاضرا في مواجهة المغرب، لأن اللقاء يعد حاسما و مصيريا، و لا داعي للمغامرة بعناصر غير جاهزة بدنيا أو معنويا، سيما و أن هذه المواجهة تتزامن مع نهاية الموسم، و الجانب البدني سيكون له تأثير كبير، و قد يكون من المفاتيح الهامة في المباراة. بعد الفوز في عنابة لابد من الشروع في التفكير من الآن في لقاء العودة، لأن الطاقم الفني سيجد نفسه في سباق ضد الساعة لضبط آخر الروتوشات تحسبا لهذه المواجهة، و بالتالي فيجب أخذ وضعية كل لاعب مع ناديه، و معظم الدوريات ستنتهي في منتصف شهر ماي، و هي الفترة المناسبة لبن شيخة من أجل برمجة تربص متوسط المدى، و تفادي ما وقع في مباراة الذهاب، لأن سياسة الشيخ سعدان كانت ناجحة، حيث أنه كان يراهن على التربصات لتجميع اللاعبين، لكن المدرب الوطني الحالي لم يكن أمامه الوقت الكافي للاجتماع بالعناصر الوطنية وإجراء تجمع، خاصة بعد إلغاء المباراة الودية التي كانت مبرمجة أمام المنتخب التونسي،و خوض مقابلة ودية قد تسمح للطاقم الفني الوطني بترتيب الأمور من جميع الجوانب، و جعل التشكيلة أكثر جاهزية للقاء المقرر بعد نحو شهرين. تبدو متفائلا بنجاح الجيل الحالي في إعادة السيناريو الذي صنعتموه بالمغرب قبل نحو 30 سنة ؟ التفاؤل سر النجاح، و الحقيقة أن المباراة التي فزنا فيها على المنتخب المغربي بنتيجة (5-1) بمدينة الدارالبيضاء سنة 1979 لم نكن مرشحين إطلاقا لإحراز الإنتصار، لكننا تسلحنا بروح وطنية عالية و نجحنا في إحزار فوز عريض أهلنا إلى الألعاب الأولمبية، كما أنني أحتفظ بذكرى غالية في لقاءاتي أمام المنتخب المغربي، لأنني سجلت هدف التعادل في نهائيات كأس إفريقيا بنيجيريا، و كان الهدف برأسية من على بعد 20 مترا في مرمى الحارس بادو زاكي، و عليه فإنني متفائل بقدرة المنتخب الوطني على العودة من المغرب بفوز يضعه على مقربة من التأهل، بصرف النظر عن الحصيلة من الأهداف، لأن الأوضاع تختلف، و لا يوجد أي مجال للمقارنة بين الجيلين السابق و الحالي. نعرج الآن على الحديث عن التكريم الذي حظيتم به من طرف الإتحادية الجزائرية رفقة عدد من اللاعبين الدوليين السابقين، على هامش أشغال الجمعية العامة للفاف ز فما تعليقك؟ أريد استغلال الفرصة لتوجيه شكري إلى المنظمين لهذه المبادرة، وعلى رأسهم رئيس ''الفاف'' روراوة، حيث يعتبر هذا التكريم تنويها بما قدمناه للمنتخب الوطني طيلة السنوات الفارطة، و التكريم كان له طعم خاص، كونه تزامن مع فوز ''الخضر'' على المغرب ، و قد جاء تقديرا لمجهودات جميع الأجيال التي مرت في صفوف المنتخب الوطني خلال السنوات الماضية، إضافة إلى أنها فرصة مواتية للإلتقاء بالعديد من الأصدقاء، و دون مجاملة فإن راوراوة برهن بأنه الرجل الأنسب لتسيير شؤون كرة القدم الجزائرية ، بعدما أعاد الإستقرار للإتحادية، و وفر كل الظروف التي سمحت للمنتخب بالتأهل إلى " الكان " و المونديال، فضلا عن المكانة المرموقة التي يحظى بها على الصعيدين القاري و العالمي، خاصة بعد ظفره بمقعد في المكتب التنفيذي للفيفا، لأن الكرة الجزائرية كانت في السنوات السابقة ضحية مؤامرات الكواليس · و بماذا تود أن نختم هذا الحوار ؟ ما عساني أقول سوى أن المدرب بن شيخة كسب الثقة في النفس بعد هذا الإنتصار، و بالتالي فلا بد أن نثق أكثر في التشكيلة الوطنية قبل التنقل إلى المغرب، لأن لقاء عنابة ليس المقياس الحقيقي للوقوف على مستوى المنتخب، مادامت التصفيات تلعب في بطولة مصغرة بين أربعة منتخبات، و كل مدرب يسيّر المرحلة التصفوية وفق حسابات مضبوطة، لأن المهم في نهاية المطاف هو إقتطاع تأشيرة التأهل، و المنتخب الوطني إستعاد روحه، و عليه فإنني شخصيا أرشحه للتأهل عن المجموعة الرابعة، و نقطة التعادل في الدارالبيضاء قد تكفي لتعبيد الطريق إلى " الكان "، لأن المنافسة على تذكرة التأهل ستكون بين الجزائر و المغرب، لأن تانزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى سينهاران في النصف الثاني من التصفيات.