ملصقة مهرجان وهران للفيلم العربي تخلد السينما والتاريخ في «معركة الجزائر» كشفت مساء أول أمس محافظة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي عن ملصقة الطبعة التاسعة، و التي تتميز عن اللافتات السابقة للمهرجان، بوضع صورة للقطة من رائعة «معركة الجزائر»، وبالضبط اللقطة التي يظهر فيها الشهيد علي لابوانت و الطفل المجاهد عمر. المحافظة بينت بأن لجوءها لهذا التركيب ولاختيار هذه اللقطة بالذات يعود الى كون الملصقة تعكس البعد الفني للمهرجان ولبرنامج الطبعة التاسعة، وكذا لكون فيلم «معركة الجزائر» ،هو فخر السينما العربية والوطنية على حد سواء، لما تحمله اللقطة من عمق فني ووطني، حيث أنها تظهر الشهيد علي لابوانت والطفل عمر، فترمز لحوار بين جيلين من أبطال الجزائر، جيل ضحى بنفسه وأعطى روحه فداءا للوطن وهو جيل الشهداء، وجيل حمل مشعل البناء والتطور والتحرر من الاستعمار والعبودية. أضفى على الملصقة نوستالجيا التاريخ، التقاط الصورة بحي القصبة العتيق، رمز الكفاح وتحدي المستعمر، وكذا إبراز اللباس التقليدي للجزائريين آنذاك وهو الحايك و القشابية، فخلدت الملصقة الثورة الجزائرية في المدن الكبرى و أكدت بأن كل شبر في الجزائر، يشهد على مرور الثورة و الثوار ذات يوم. من جانب آخر، وقبل الكشف النهائي عن الأفلام المشاركة في الطبعة التاسعة للمهرجان، المرتقب يوم الاثنين القادم بمقر ديوان بلدية وهران خلال ندوة صحفية سينشطها طاقم المحافظة، تبين أن 34 فيلما سيشارك في التظاهرة، منها 12 فيلما روائيا طويلا، على غرار «البئر» للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي، وهو العمل الذي شارك في عدة مهرجانات دولية هذا العام، وكان له صدى جيدا في تلك المحافل.و من المنتظر أن يترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، المخرج السوري محمد ملص. و سيعرض خلال فعاليات المهرجان 12 فيلما قصيرا على غرار «قنديل البحر» لمخرجه الفرانكو جزائري داميان أونوري، و سيترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الفنان والمخرج الجزائري رشيد بن علال الذي يحمل برصيده العديد من الأفلام القصيرة و آخرها فيلم «المحطة» الذي لم يكن مخرجه، لكن بطله وقد عرض الفيلم ضمن منافسات الطبعة الماضية، وكان بمثابة تكريم خاص لرشيد بن علال. كما سيتم عرض 10 أفلام، ضمن فئة الأفلام الوثائقية، منها الفيلم الجزائري «في راسي رونبوان» للمخرج حسان فرحانين وسيترأس لجنة تحكيم هذه الأفلام المخرج التونسي خالد غربال. وفي فقرة التكريمات، سيخص المهرجان عدة وجوه سينمائية بالتكريم خلال سهرة الافتتاح، وعلى رأس المكرمين المخرج الجزائري محمد سليم رياض الذي توفي مؤخرا، و قد أنجز عدة روائع للسينما الجزائرية وأبرزها «ريح الجنوب» سنة 1975 وغيرها، وسيحتفي المهرجان في طبعته التاسعة برائعة «معركة الجزائر» وهو العمل الخالد الذي حصد الكثير من الجوائز العالمية، إضافة إلى تكريم طاقم الرائعة السينمائية التي عكست وضعية المجتمع الجزائري غداة الاستقلال، «عمر قتلاتو» لمخرجه مرزاق علواش. أما من خارج الجزائر، فسيكرم المهرجان المخرج السوري نبيل المالح و سيحتفي بالكاتب العالمي ويليام شكسبير، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 400 لرحيله، وهذا بالاتفاق مع المركز الثقافي البريطاني بالجزائر، حيث سيتم عرض ثلاثة من أهم الأعمال السينمائية التي تم اقتباس نصوصها من الروايات العالمية لشكسبير. بالنسبة لضيوف المهرجان من السينمائيين العرب، يوجد الفنان المصري فاروق الفيشاوي، كضيف شرف، وصفية العمري التي تعود للمرة الثانية للمهرجان، وكذا آسر ياسين الذي سيكون عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، ومن سوريا تعود للعام الثاني على التوالي الفنانة سلاف فواخرجي التي شاركت في الطبعة الماضية بفيلم «الأم» لمخرجه باسل الخطيب و الذي تحصل على عدة جوائز بالمهرجان.