استعدنا الروح وسنعمل المستحيل من أجل العودة بتعادل على الأقل من المغرب تلقيت عرضين من مرسيليا ومالقا ولم أحدد وجهتي بعد - أبدى المدافع الدولي الجزائري جمال الدين مصباح الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة " الخضر " على إقتطاع تأشيرة التأهل إلى النسخة المقبلة من نهائيات كأس أمم إفريقيا، وذهب إلى حد التأكيد على أن الفوز الأخير المحقق على المغرب كان بمثابة نقطة التحول في مسيرة النخبة الوطنية في هذه التصفيات، لأن اللاعبين كانوا يعيشون تحت ضغط نفسي رهيب جراء سلسلة النتائج السلبية المسجلة عقب المونديال، لكن النجاح في إحراز إنتصار مهم سمح بإستعادة الثقة في النفس و الإمكانيات... مصباح الذي إتصلت به " النصر " هاتفيا صبيحة الخميس الماضي بدا متفائلا بالقدرة على العودة من المغرب بنتيجة إيجابية. حاوره هاتفيا : صالح فرطاس في البداية كيف هي أحوالك رغم أن حقيقة الميدان تؤكد بأنك تتواجد في فورمة عالية ؟ الحمد لله.. فإنني في صحة جيدة، و معنوياتي منذ مباراة عنابة مرتفعة، لأن الفوز المحقق على المغرب حررني و بقية الزملاء من ضغط نفسي رهيب، و الآن فإن التفكير منصب على مسيرة فريقي ليتشي، لأننا نسعى لضمان البقاء في " الكالشيو "، و المهمة ليست سهلة، و تتطلب منا بذل قصارى الجهود. لكنك أصبحت من بين هدافي الفريق في المباريات الأخيرة .. أليس كذلك ؟ حقيقة فإن الهدف الذي سجلته في الجولة الماضية في مرمى نادي كالياري كان مهما و ساهم في إنقاذ الفريق من هزيمة، إلا أن هذا الهدف لا يعني بأنني تحولت إلى مهاجم، و كل ما أقوم به هو السعي لتطبيق تعليمات و توجيهات الطاقم الفني، لأنني فعلا سجلت أول أهدافي في " الكالشيو " في منتصف شهر فيفري الماضي في مرمى نادي جوفنتوس، و هدف الجولة المنصرمة هو الثاني لي هذا الموسم، و المهم في هذه الوضعيات ليس تسجيل الأهداف، و إنما المساهمة في إنقاذ الفريق من السقوط. و كيف ترى حظوظ ليتشي في البقاء ضمن أندية الدرجة الأولى في إيطاليا ؟ الصراع يبقى شديدا بين مجموعة من الفرق لتفادي السقوط، و الرزنامة المتبقية تتضمن خمس مباريات، إلا أن مأموريتنا تبدو صعبة، و تتطلب منا رفع التحدي، لأننا سنلعب مقابلتين متتاليتين خارج الديار، الأولى يوم السبت ( الحوار أجري يوم الخميس) ضد جنوة، و الأخرى في الجولة الموالية أمام كييفو فيرونا، و تنقلنا الثالث سيكون إلى باري حيث سأواجه زميلي في المنتخب عبد القادر غزال، بينما سنلعب مباراتين هامتين بملعبنا ضد كل من نابولي و لازيو، والحسابات تبقى معقدة، لأن ستة فرق تصارع من أجل تجنب السقوط، بعدما تأكد سقوط نادي باري، حيث أننا نصارع إلى جانب نوادي بريشيا، سامبدوريا، سيسينا، بارما و كاتانيا من أجل تجنب السقوط المباشر و حتى خوض المباراة الفاصلة، و نحن مطالبون بحصد أربعة إنتصارات للخروج نهائيا من جميع الحسابات . مع إقتراب الموسم راجت بعض الأخبار عن تلقيك عروضا من بعض الفرق الأوروبية، فما مدى صحة ذلك ؟ ما عساني أقول في هذا الشأن سوى أن الحديث عن تغيير الأجواء و الإلتحاق بفريق آخر سابق لأوانه، لأنني و كما سبق و أن قلت لا زلت مرتبطا مع نادي ليتشي بعقد يمتد إلى غاية نهاية الموسم، و إنشغالي الراهن منحصر في السعي للمساهمة في ضمان بقاء النادي في الدرجة الأولى، و مثل هذه الأمور تبقى من صلاحيات " المناجير " المكلف بالتفاوض مع الأندية التي ترغب في الإستفادة من خدماتي، و الحقيقة أن أحد مسؤولي نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي تحدث مع مناجير نادي ليتشي في الأسابيع القليلة الماضية من دون الغوص في تفاصيل العرض المقترح، كما أن نادي مالقا الإسباني كان قد طلب خدماتي، لكن الرؤية لم تتضح بعد، و إذا أتيحت لي الفرصة فإنني سأغير الأجواء و أفضل الإلتحاق بفريق كبير في القارة الأوروبية مثل مرسيليا، رغم أنني مرتاح في ليتشي، و اللعب في " الكالشيو " ليس في متناول أي لاعب، إلا أن طموحاتي الشخصية تبقى كبيرة. نعرج الآن على الحديث عن المنتخب الوطني، فما تعليقك على قرار الطاقم الفني القاضي بإختيار إسبانيا للتحضير لمباراة المغرب ؟ هذه الأمور تبقى من مهام الطاقمين الفني و الإداري للمنتخب، لأن الأكيد أن بن شيخة درس القضية من جميع الجوانب قبل إختيار مكان إجراء التربص، لأن التحضير في أوروبا يساعدنا كثيرا على المحافظة على التركيز و التوازن، و قد كانت لنا تجربة سابقة مع الشيخ سعدان قبل خوض المونديال، هذا بصرف النظر عن عامل قرب إسبانيا من المغرب و تشابه الظروف المناخية، لأن هذا المعسكر سيخصص بالأساس للعمل النفسي و البسيكولوجي، لأن مشكل المناخ ليس مطروحا، و البحث عن ظروف التحضير الجيد لإبعادنا عن الضغط الخارجي، و رئيس الفاف الحاج راوراوة له خبرة طويلة في هذا المجال. و ما هي نظرتك الأولية لهذه المباراة ؟ الأكيد أن هذه المواجهة ستكون صعبة للغاية للجانبين، لأنها هامة و مصيرية ، و ستكون حاسمة بنسبة كبيرة في أمر التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكنها ستلعب بمعطيات تختلف كلية عن معطيات لقاء الذهاب، لأن الضغط سيكون على " المغاربة "، بعدما كنا قد خضنا مقابلة عنابة تحت ضغط كبير إلى درجة لا تتصور، و هذا بفعل أهمية النقاط التي لو ضاعت، لكان مصيرنا الخروج الحتمي من السباق، كما أن الإقبال الجماهيري رفع من الضغط المفروض علينا، رغم أنه زادنا حماسا، وضاعف أيضا من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، على العكس من المقابلة القادمة، و التي سيكون فيها الضغط على المنتخب المغربي. نفهم من كلامك بأن المنتخب الوطني قادر على العودة بنتيجة إيجابية من المغرب ؟ هذا أمر مؤكد، لأن الفوز المحقق في عنابة ساعدنا على التخلص من ضغط نفسي رهيب، كما أننا إستعدنا الثقة بالنفس و الإمكانيات، و الحقيقة أنني ما زلت أحتفظ بذكريات ملعب عنابة، و قد أخذت بعض الأشرطة معي إلى إيطاليا، حيث إنبهر زملائي في ليتشي من الأجواء المميزة التي صنعها المناصرون الجزائريون، و هو مكسب ثمين للمنتخب، لأن جمهورنا من ذهب، و يستحق التأهل إلى المونديال و " الكان "لأن الإيطاليين متعودون على تلك الأجواء في المباريات الكبيرة، و ما قام به جمهور عنابة في التدريبات و طيلة فترة التربص زادنا حماسا و إصرارا على الفوز، و هي من أغلى الذكريات في حياتي طبعا بعد ذكريات المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا. و كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في كسب ورقة التأهل في المجموعة الرابعة؟ بعد الفوز المحقق على المغرب عدنا بقوة في التصفيات، و أصبحنا نتساوى في الرصيد النقطي مع بقية المنتخبات، لكننا لا بد أن نثق في إمكانياتنا، لأننا شاركنا في المونديال الأخير و خبرتنا في العرس العالمي تضعنا في خانة المرشح الأول للتأهل ، لذا فأنا متفائل بالمستقبل، لسبب واحد، وهو أن روح الجماعة عادت للتشكيلة الوطنية ، وعليه فإن كل شيء ممكن في المقابلات القادمة، لكن الأكيد أننا سنقاتل من أجل الألوان الوطنية، والتركيز سيكون على مباراة المغرب، لأننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل العودة بنقطة التعادل على الأقل قبل التفكير في سفرية تانزانيا، لأن الرؤية ستتضح بنسبة كبيرة في اللقائين القادمين.