أشاهدُ فيلم نعاسكِ خائباً كمن يشاهد فيلم حربٍ. أنا جبانٌ فيما خصّ بُعدكِ ولا أقوى على قتل ذبابةٍ واحدةٍ تحطّ على جبين نومكِ. أنا وحيدٌ أيضا وبائسٌ وفقيرٌ جداً دونكِ أوزّعُ نفسي بين أشياءَ كثيرة، أشياء قد تبدو غريبةً لوهلةٍ وتافهة في نظر سريرك! أبقى مثلاً في الغُرفةِ لساعاتٍ وأخرج مثل عفريتٍ في آنٍ أسقي نبتة الصبّار الكسيحةِ قربكِ. غرستها وفي ظنّي أنّها مثل حبّةِ فول سحرية وأنّها ستطلعُ بي يوماً نحو سحابة نافذتك. غرستها ولم يمنعني سريركِ اللّعينُ من لسعتها نتبادل الأدوار الخطيرة في كلّ مرةٍ كما في السّينما لفرط الشّبه الكبير بيننا. أرتدي معطفاً زهرياً ثمّ أمرّ إلى الغرفة الثانية وأخلعهُ.
ألتقيني هناك جالساً أدعو إلى قهوتي صورةً مائلةً لامرأةٍ بلا رأسٍ تتباهى بلمعة أسنانها في صورةٍ مقابلة. أشرب من فنجانها الأرقيّ الذي أملأهُ بالحديثِ الطّويل عن تفاصيل يومي المملّ أشربُه بارداً حفاظاً على لياقةِ جثّتي. كم أنا وحيدٌ داخل جُمجمتي! أشغلُ المذياع والتّلفاز معاً ولا أحمل أية ضغينةٍ للضّجيجِ على العكس تماماً أنا أصاحبهُ وأدعوه في كلّ مناسبةٍ مواتية. أقعصُ غيظي بأعقاب سيجارة معطوبةٍ أهيّئها محرقةً على شكل باقةٍ حمراء. كلّ أغراض غُرفتي آلةٌ حادةٌ كلّ هواء ثقيلٍ غازٌ سامٌ ومثيرٌ لأعصابي كلّ نافذتي احتمالٌ غبيٌّ وساذجٌ للصّعودِ كل أرضيتي مقبرةٌ جماعيةٌ لأطفالٍ لم يولدوا بعد كلّ صفحتي سلاحٌ أبيض غير مرخصٍ كلّ فمي فوّهةٌ مسنّنةٌ نحوي كلّ أسناني ألغامٌ مدسوسةٌ وشفرات حلاقة كلّ أصابعي تهمةٌ مؤجّلةٌ باللّمسِ كلّ أفكاري قابلةٌ للنّسفِ أو الإنفجار كلّ جمجمتي قنبلة كلّ جثّتي وأنا أعيد دودةً سمينةً إلى فمي وجبةٌ لقوارض ووحوش مشؤومة قابلة للزّحفِ