أولياء يعرضون صغارهم للخطر و سوء التدبير يحوّل عطلهم إلى كوابيس تتحوّل لحظات الاستجمام إلى كابوس بالنسبة للكثير من الأولياء، بسبب وعكات صحية يتعرّض لها أطفالهم الصغار، بعد قضائهم ساعات بالشاطئ، و التي يرى المختصون بأن الأولياء يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية فيما يظهر لديهم من أعراض، لعدم اتخاذهم التدابير الكافية لحمايتهم. حذر الدكتور علي بوالجدري، مختص في طب الأطفال بالمستشفى الجامعي ابن باديس، من التهابات المعدة التي قد تصيب عادة الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنتين، فضلا عن حالات الجفاف التي أكد بأنها من أكثر الحالات المسجلة في الصيف و التي أعزى أسبابها، إلى التحولات المناخية من جهة، و عدم اهتمام الأمهات بشكل خاص بإعداد الطعام المناسب لصغارهم، لتجنيبهم مثل هذه المشاكل الصحية التي تتفاقم مع الحر، مشيرا إلى تهاون بعض الأولياء و ترك صغارهم يتناولون وجبات الأكل السريع و المشروبات و الحلويات التي تباع بالشواطئ أو المعروضة تحت أشعة الشمس الحارقة.المختص شدّد على ضرورة تقديم الماء لصغارهم الرضع، و الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، حتى لو لم يطلبوه، تفاديا لمشاكل الجفاف، كما حث على أهمية اختيار أوقات السباحة، التي قال أن أفضلها يكون بعد الرابعة مساء، أو قبل العاشرة صباحا، مشيرا إلى الترتيبات التي يجب اتخاذها لتجنب أشعة الشمس القوية، معلّقا بأن الكثيرين يعتقدون بأن الشمسيات توفر الوقاية التامة من أشعة الشمس، بالنسبة للرضع الذين يتركونهم أحيانا لساعات عديدة تحت شمسيات في شكل خيمات، و هناك آباء و أمهات يجلبون معهم رضعا لا يتجاوز سنهم ستة أشهر، و هو ما اعتبره تصرّفا غير واع، لما فيه من خطر على صحة الأولاد في مثل هذا العمر، لأنهم لا يكونون في منأى من الأشعة.المختص تحدث أيضا عن الحروق التي يتعرّض إليها الأطفال فوق الخامسة، و التي قال أنها تصل لدى بعض الحالات إلى حروق من الدرجة الثانية، ناصحا بالابتعاد عن استعمال الخلطات التقليدية لتخفيفها، خوفا من الإصابة بالالتهابات جلدية و أية مضاعفات خطيرة أخرى، إشارة إلى رواج استعمال معجون الطماطم لدى الإصابة بحروق مهما كان نوعها، و قال أن مواد طبيعية بالمنزل يمكن استعمالها، دون قلق مثل العسل و زيت الضرو، للتخفيف من آثار الحروق، لكن هناك مواد أخرى قد تتسبب في مشاكل جلدية و تعفن الجرح، لذا فإن أفضل طريقة لعلاج الحروق يبقى هو المراهم التي ينصح باقتنائها من الصيدليات. و من المشاكل الصحية المسجلة لدى الأطفال خلال فترة الاصطياف، تلك الناجمة عن الاستعمال السيء لبعض الإكسسوارات و بشكل خاص النظارات الشمسية التي يشتريها الآباء لأبنائهم من باعة الأرصفة و محلات بيع اللعب ، دون الاكتراث بمصدر و نوعية المادة التي صنعت منها، و مدى خطورتها على صحة عيون الصغار الذين يرتدونها من باب التأنق و مواكبة الموضة. و من جهتها حذرت الدكتورة آمال رزاق من بعض ألعاب الشاطئ رغم المتعة الكبيرة التي يجدها الصغار فيها، و يساعدهم الأولياء في تجسيدها كدفن أجسادهم الصغيرة في الحفر الرملية و تركهم تحت أشعة الشمس أو مساعدتهم على إحداث حفر عميقة قرب الشاطئ، ثم تركهم بمفردهم، خشية من اقتراب مياه البحر و غمرها فجأة لتلك الحفر، مما يهدد الأطفال بالغرق إذا كانت الأمواج قوية، لأنها قد تجرف كل شيء في لمح البصر، و شددت على ضرورة اختيار الأماكن التي يوجد بها الظل من جهة ، و ضرورة فحص الآباء للمكان الذي سيلعب فيه الصغار، و إزالة كل ما يمكن أن يعرّضهم لجروح كقطع الزجاج و بقايا المعلبات و الأغراض الحادة التي عادة ما يتركها المصطافون وراءهم.كما أوصت الطبيبة بحث الصغار على ارتداء أحذية البحر و تجنب المشي على الرمل بأقدام حافية، لتفادي احتمال الإصابة بجروح، أمام الرمي العشوائي للأوساخ في الشواطئ، خاصة بقايا الأكل المعلب كالسردين و التونة و عبوات المشروبات الغازية و غيرها.