رغم أن القضاء على أسامة بن لادن يمثل في حد ذاته ضربة في الصميم لتنظيم القاعدة التي كان يعتبر زعيمها و مرجعيتها،إلا أن العديد من المراقبين و خبراء أجهزة الأمن الغربية يتوقعون ردات فعل انتقامية من قبل التنظيمات الجهادية، و تزايدا في التهديدات الإرهابية عبر العالم.و في سياق هذه المخاوف، حذر جهاز الشرطة الدولية ( الأنتربول ) من المرحلة القادمة، و قال أن مستوى التهديد فيها سيكون مرتفعا،ذلك أن الجماعات الإرهابية التي تنشط تحت لواء القاعدة ، أو تدين لها بالولاء مثلما أشار إلى ذلك الأمين العام للأنتربول رونالد نوبل سيدفعها مقتل بن لادن إلى الإسراع للقيام بعمليات إرهابية لتأكيد حضورها و تأكيد بأن التنظيم مستمر، و قادر على توجيه الضربات إلى المصالح الغربية بشكل خاص. وقامت العديد من الدول الغربية بتعزيز الإجراءات الأمنية على ترابها و على مستوى المطارات و الموانئ مخافة من عمليات انتقامية قد تقدم عليها القاعدة أو الجماعات الإرهابية الموالية لها. و برأي مراقبين، فإن شبكة القاعدة التي استغلتها الاستخبارات الغربية لسنوات طويلة كفزاعة للتخويف من الإسلاميين لخدمة أجندات سياسية معينة، لن تبقى في موقف المتفرج، و ستستنفر جماعاتها لتنفيذ عمليات ضد المصالح الأمريكية و الغربية بشكل عام في أقرب الآجال. فقد هدد أعضاء في منتديات جهادية بالانتقام إذا كان «خبر مقتل تنظيم القاعدة أسامة بن لادن صحيحا»، في حين توقعت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية «تهديدات» انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة. وتوعد هؤلاء بالاستمرار في «الجهاد»، وقالوا إن «بن لادن ربما يكون قتل، ولكن رسالته للجهاد لن تموت أبدا». على صعيد متصل، قال قائد «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية حسن طاهر أويس إن «الرسالة وصلت»، وإن مقتل بن لادن «لا يعني أن القضية انتهت»، مضيفا أن «الكثير من الرجال ماتوا على هذا». كما وصف الشيخ صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر، مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، بأنه يمثل «صدمة نفسية»، ولكنه أكد «أن هذا الحادث لن يكون نهاية الصراع بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة».وتوقع عبد الغني، أن يمتد رد تنظيم القاعدة لاستهداف المصالح الأمريكية في عدد من دول العالم وألا يقتصر على البلاد التي تتواجد بها قوات أمريكية فقط، لأن «الرد سيكون أسوأ من ذلك بكثير، فهذا الحادث سيشعل نار الصراع والصدام بين تنظيم القاعدة وأمريكا»، مضيفا: «أمريكا تتعامل مع العالم الإسلامي بنفس عقليات الأنظمة المستبدة، بعيدا عن الحكمة والسياسة والعقلانية، فهي تزيد الإرهاب اشتعالا بدلا من معالجة أسبابه». كما توقع الإسلامي الراديكالي عمر البكري أمس قيام القاعدة بعمليات ثأرية في أوروبا. بالجهة المقابلة، أكدت مصادر دبلوماسية أمريكية أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تتوقع «تهديدات» انتقاما لمقتل بن لادن. وأوضحت شبكة سي.أن.أن الأمريكية أن واشنطن وضعت كافة المنشآت الدبلوماسية الأمريكية حول العالم في حالة تأهب، وأعلنت حظرا على السفر بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعلن فيه مقتل بن لادن. محمد. م