خبراء يدعون إلى إشراك الجامعات و المخابر في وضع استراتيجية لمواجهة الكوارث الكبرى دعا خبراء و مختصون في ندوة جهوية حول الأخطار الكبرى و تسيير الكوارث، رؤساء البلديات، إلى العمل على تفعيل تدابير الوقاية من الزلازل و الفيضانات و الأخطار الطبيعية المختلفة، وإلى ضرورة إشراك الجامعات و المخابر الوطنية في وضع استراتيجية وقائية. و كشف المندوب الوطني للوقاية من الأخطار الكبرى بأن العمل جارٍ على عدد من النصوص قصد تطوير استراتيجية وطنية في هذا الخصوص. و عرفت الندوة التي أقيمت نهاية الأسبوع بمقر ولاية قسنطينة، مشاركة مسؤولي جميع القطاعات الفاعلة في هذا المجال لأربع ولايات هي قسنطينة و سكيكدة و ميلة و جيجل، و كشف المندوب الوطني للوقاية من المخاطر الكبرى أن اللقاء يأتي بهدف إعداد استراتيجية وطنية فعالة ضد مختلف المخاطر الطبيعية التي قد تحدث بشكل مفاجئ، و تلحق أضرارا بشرية و اقتصادية كبيرة. و عرف اللقاء تقديم عدة مداخلات، أولها تمحورت حول تطور الاستراتيجية الدولية للحد من مخاطر الكوارث، قدمها جيلالي بن نوار مدير مخبر بجامعة هواري بومدين، موضحا بأن هناك ارتفاعا متزايدا في نسبة وقوع الكوارث، كما دعا إلى ضرورة إشراك الجامعات و المخابر الوطنية في وضع استراتيجية وقائية، و تلتها مداخلة قدمها شاوش عبد الكريم مدير مركز الأبحاث في علم الفلك و الفزياء الفلكية و الجيوفيزياء، حول مهام المركز و التقدم الملحوظ في معرفة و فهم خطر الزلازل و البحوث العديدة التي أنجزت في هذا الميدان. من جانبه تحدث مدير المركز الوطني للأبحاث الوطنية في هندسة الزلازل محمد بلعزوقي، عن مهام المركز و الأطوار التي قطعها في تقدم المعرفة الخاصة بخطر الزلازل، مؤكدا بأن شمال إفريقيا و خاصة الجزائر تقع في منطقة نشطة زلزاليا، و لذلك وجب اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، و كذا اتباع طرق البناء الحديثة المضادة للهزات الأرضية. و قدم إبراهيم معمر و هو مدير سابق في الديوان الوطني للأرصاد الجوية مداخلة حول الاضطرابات الجوية القصوى و طريقة إعداد النشرة الجوية الخاصة و كيفية توزيعها، حيث شرح أهمية هذا الإجراء في الحدّ من خطورة الظواهر الطبيعية كالعواصف و الأمطار و الثلوج القوية، التي قد تكون سببا في وقوع الفيضانات، كما قدم مداخلة ثانية حول خطر الجراد و طرق التصدي له و منع انتشاره. و شرح أحسن آيت عمارة مدير مركزي بوزارة الموارد المائية و البيئة، الإستراتيجية الوطنية لحماية المدن من الفيضانات من نظرة استشرافية حول خطر الفيضانات و انعكاساتها على الاقتصاد، و كذا الإجراءات المختلفة التي تقوم بها الدولة للحدّ من هذا الخطر، و في الأخير قدم عقيد من الحماية المدنية مداخلة حول تسيير الأزمات عند حدوثها و كيفية التحضير لها. و في ختام الندوة أكد المندوب الوطني بأن مصالح وزارة الداخلية تعمل على استحداث نصوص تنفيذية ستمكن من تطوير استراتيجية وطنية ضد المخاطر الكبرى و تسيير الكوارث، كما كشف عن تنصيب مجالس قطاعية بكل ولايات الوطن تتكون من رؤساء البلديات و الدوائر و كافة القطاعات المعنية تلتقي شهريا من أجل التباحث و أخذ التدابير الضرورية في هذا المجال، و أعطى تعليمات لرؤساء البلديات تقضي باتخاذ بعض الإجراءات الضرورية، بداية بتعيين مسؤول مهمته التنسيق مع كافة القطاعات على رأس كل بلدية، و كذا تخصيص ميزانية للوقاية من الكوارث، و هدم و إزالة المباني العشوائية، إضافة إلى التطبيق الصارم لقواعد و نصوص البناء.