الجسر العملاق يعزل حي الطريق الغابي بقسنطينة تكاد معالم الطريق الغابي بمدينة قسنطينة تختفي تماما، بعد أن اكتمل مشروع جسر «صالح باي»، الذي كان من نتائجه إزالة أجزاء من المحور الذي كان يربط بين حي باب القنطرة و سيدي مبروك السفلي، فيما تحولت المنطقة إلى تجمع سكني معزول، أما ملحق الجسر العملاق الذي يفترض أن يعوض المقطع المُزال، فالأشغال متوقفة به منذ مدة طويلة. حي الطريق الغابي الواقع بين وسط المدينة و الأحياء الشمالية لقسنطينة و الذي كان إلى وقت قريب منطقة تتميز بالهدوء و كثافة الأشجار المتنوعة، فقد معالمه بشكل كبير، بعد أن تم شقه من خلال إنجاز طريق واسع يربط بالجسر العملاق، و هو ما قسّم المنطقة إلى جُزأين، و عزلها عن المدينة التي كانت جزءا هاما منها، حيث كان يعبرها طريق معبد اعتُبر بمثابة منفذ مختصر بين وسط المدينة و أحياء سيدي مبروك و المنصورة. و لاحظنا عند زيارة المكان اختفاء عشرات البيوت التي أزيلت لإنجاز ملاحق الجسر العملاق، الذي يُعد واحدا من أهم المشاريع الضخمة التي استفادت منها قسنطينة، أما البيوت القليلة التي لا تزال موجودة، فيتطلب الوصول إليها سيارة دفع رباعي خاصة للقادمين من باب القنطرة، حيث أن المنفذ نحو هذه المساكن أصبح عبارة عن مسلك ترابي ضيق يصعب اجتيازه، كما أنه لا يبدو طريقا يؤدي نحو تجمع سكاني، غير أن هذا المحور هو الجزء الوحيد المتبقي من الطريق القديم، حيث يربط فقط بين باب القنطرة بالقرب من محافظة الغابات، و بين ملحق الجسر العملاق بالمنصورة، و على امتداد هذا المقطع المهترئ تقع عشرات البيوت، التي أصبحت معزولة تماما، حتى أن الشخص الذي لا يعرف المكان قد يُخيّل له أن الحي مهجور، حيث لا أثر للسكان تقريبا. زرنا المكان و لم نعثر سوى على بعض الأطفال الذين كانوا يلعبون بالشارع، و بعض كبار السن الذين كانوا يجلسون و يتجاذبون أطراف الحديث، حيث اشتكوا من "العزلة" التي صاروا يعيشونها، و التي جعلتهم غير قادرين على التنقل إلا باستعمال سياراتهم الخاصة، فيما يعاني سكان آخرون أسفل مقر محافظة الغابات، من اهتراء الطريق التي أصبحت مقطوعة على مستوى حد معين، و قد وضعت لافتة تحذر مستعملي هذا المحور بأن الطريق مغلق، و يمكن استعماله فقط من طرف السكان، و ذلك على الرغم من أنه غير صالح تماما للاستعمال، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث أكد بعض من تحدثنا إليهم أن الوصول إلى البيوت يصبح شبه مستحيل، حتى عبر السيارات التي تعبر المكان بصعوبة كبيرة. و على مستوى سيدي مبروك السفلي، فقد تم إغلاق الطريق الغابي بحواجز إسمنتية وضعت لدى انطلاق مشروع الجسر العملاق و لا تزال على حالها، بعد أن أصبحت هذه الطريق التي كانت تختصر الوصول إلى وسط المدينة، خاصة لطلبة كلية الطب، من دون جدوى، فيما تحولت، حسب بعض السكان، إلى مرتع للمنحرفين و الممارسات غير الأخلاقية. و يبقى مشروع الجسر المعلق الذي يمتد من أمام الطريق المحاذي لثانوية خزندار و إلى غاية حي سيدي مبروك السفلي، متوقفا منذ أشهر و لا أثر لعودة الأشغال به، حسب ما وقفنا عليه في عين المكان، حيث أن هذا المشروع الذي يعد أحد ملاحق الجسر العملاق، قد يتطلب إنجازه إزالة الطريق الغابي القديم. للإشارة فإن الطريق الغابي كان قبل الانطلاق في ورشة الجسر العملاق سنة 2012، يضم طريقا مختصرا بين سيدي مبروك و باب القنطرة، إضافة إلى عشرات البيوت التي تم هدمها و ترحيل سكانها نحو مدينة علي منجلي، فيما تم قطع مئات الأشجار، من أجل السماح بتنفيذ المشروع.