صدمة كبيرة بفرنسا بعد ظهور ستروس كان مكبل اليدين مثل المجرمين فجرت كاتبة فرنسية أمس فضيحة جديدة ضد مواطنها دومينيك ستروس كان المدير العام لصندوق النقد الدولي الذي يقوم القضاء الأمريكي في الوقت الحالي بالتحقيق معه بتهمة الاعتداء الجنسي على خادمة فندق كان يقيم فيه بنيويورك . و قالت الكاتبة والصحافية الفرنسية، تريستان بانون، إن دومينيك ستروس- كان اعتدى عليها جنسيا في 2002 ، وإنها تعتزم رفع شكوى ضده، حسب ما أعلن محاميها ديفيد كوبي لوكالة الأنباء الفرنسية . و برأي مراقبين فإن المتاعب التي تتوالى على المنافس الأقوى للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رئاسيات 2012 ليست وليدة الصدفة، وأن صعودها إلى الواجهة في هذا التوقيت بالذات ينطوي على رائحة مخطط مدروس لإنهاء المشوار السياسي لستروس كان، و قبر طموحه نهائيا لاعتلاء كرسي الإيليزي تحت مظلة الاشتراكيين. مدير صندوق النقد الدولي، دومينيك ستروس كان، خرج في حدود الساعة الثالثة من فجر أمس، الحادية عشر بالتوقيت المحلي الأمريكي، من مفوضية الشرطة في نيويورك، وهو مكبل اليدين خلف ظهره، وكأنه من المجرمين، لنقله إلى وجهة غير معروفة، بعد توقيفه بتهمة محاولة الاعتداء الجنسي على موظفة بسيطة في فندق "سوفيتيل" حيث كان ينزل في نيويورك. وخرج ستروس كان، وهو يبدو متعبا من مركز الشرطة، الواقع في حي هارلم، ولم يقل شيئا للصحافيين المحتشدين منذ مساء اليوم السابق في انتظار خروجه، بعد حوالي ثلاثين ساعة على توقيفه على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية، قبيل إقلاعها، وصعد بعدها في سيارة للشرطة، حيث جلس على المقعد الخلفي محاطا بشرطيين. وأعلن المتحدث باسم شرطة نيويورك، جون غريمبل، أول أمس أن ستروس كان "لا يحظى بالحصانة الدبلوماسية"، وأنه "غادر وحدة الضحايا الخاصة"، وهي وحدة الشرطة الواقعة في حي هارلم، والمكلفة لجرائم الجنسية . وأفاد المتحدث من جهة أخرى أن شرطة نيويورك حصلت على مذكرة جديدة لتفحص ملابس مدير صندوق النقد بحثا عن أثار جديدة للحمض الريبي النووي، وقال انه تم إصدار مذكرة جديدة "لملابسه، موضحا أن أثار حمض الريبي النووي التي يتم البحث عنها يمكن أن تكون "شعرا أو سائلا منويا" أو غيره، وأضاف أن الشرطة تسعى للحصول على تفويض آخر لتفتيشه جسديا، كما أكد بحث الشرطة عن أثار أظافر، مثلما أفادت وسائل الإعلام الأمريكية، حيث قال "نعم، هذا ما يجري" . وذكرت تقارير إخبارية أمس أن عاملة التنظيف، تعرفت على ستروس كان من بين مشتبه بهم آخرين في طابور عرض أجرته الشرطة الأمريكية. وفي فرنسا التي مازالت تعيش وقع الصدمة،أعربت زعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين أوبري عن ذهولها أمام ما يحدث لمرشح الفيلة لرئاسيات العام المقبل، وقالت أن الصورة التي تظهر ستروس كان مكبل اليدين فيها إهانة عميقة صدمتها إلى حد كبير. و رفضت أوبري الخوض في مسألة إمكانية تعويض حزبها لترشيح ستروس كان، مؤكدة أنها تركز في الوقت الحالي على معرفة الحقيقة. و رأت وزيرة العدل السابقة إليزابيث غيغو في هذه الصور " عنفا و قسوة كبيرة"، و قالت أنه من حسن الحظ أن فرنسا لا تملك نفس النظام القضائي الموجود في الولاياتالمتحدة. أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي، و الذي هو من أبرز المسؤولين الذين ينتمون للأغلبية اليمينية في فرنسا، فقال أن ما يجري لستروس كان حدث ذو تأثير بالغ جدا لا سيما على السمعة الدولية لفرنسا، لكنه أضاف بأنه لا يجب استباق الأحداث خلال مرحلة التحقيق و أن العدالة الأمريكية هي التي ستظهر الوقائع و تكشف الحقيقة.