خسائر تجاوزت 100 مليار والعمّال مصرّون على تحقيق مطالبهم يدخل إضراب عمّال المركّب المنجمي للفوسفات ببئر العاتر والبالغ عددهم نحو 1270 عاملا يومه ال 23 دون الوصول إلى حلّ ينهي هذا الإضراب الذي كبّد خزينة الدّولة أكثر من 100 مليار سنتيم إذا علمنا أن خسائر اليوم الواحد تتراوح ما بين 5 و 8 مليار سنتيم ، وينهي حالة القلق والتوتّر التي يعيشها العمّال طيلة هذه الفترة دون الوصول إلى حلّ يرضيهم ويرضي المستخدم . فكلّ اللقاءات والحوارات المارطونيّة التي جمعت بين أعضاء نقابة المؤسّسة وممثّلي الشّركة باءت بالفشل ، ذلك أن ممثّلي العمّال يطالبون بتطبيق أرضيّة المطالب التي انطلقوا بها في أوّل الأمر بكاملها دون نقصان وهي الزيّادة في الأجر لا تقلّ عن 12 ألف دينار جزائري والأرباح الخاصّة بسنة 2010. وهو ما رفضه ممثّلو الشّركة واعتبروا هذه المطالب تعجيزيّة ومبالغ فيها ووضعية المؤسسة المالية لا تسمح بذلك ، واقترحوا في بداية انطلاق الحوار زيادة بنسبة 15 بالمائة ثم الرّفع منها إلى 19 بالمائة ولكن ممثّلي العمّال رفضوا هذا العرض . وبعد لقاءات واتصالات أخرى جمعت بين الطّرفين و كان رئيس الإتحادية الوطنية لعمّال المناجم والأنشطة المشابهة طرفا فيها تمّ تقديم اقتراح جديد من قبل ممثّلي شركة مناجم الفوسفات على أن تكون زيّادة في الأجر القاعدي بنسبة 21 بالمائة وبأثر رجعي ابتداء من السنّة الجاريّة ، و10 بالمائة شهريّا في المردوديّة الفرديّة والجماعيّة ، وترسيم العمّال المتعاقدين الذين عملوا لمدّة 24 شهرا في أماكن عملهم بالمركّب . أعضاء نقابة المؤسّسة طلبوا من الطّرف الآخر منحهم مهلة لعرض ما تم اقتراحه على العمّال وعادوا إلى مدينة بئر العاتر وقدّموا لهم عرضا مفصّلا عمّا جرى في الاجتماع ، غير أن العمّال رفضوا ما اقترحه المستخدم جملة وتفصيلا وأصرّوا على التمسّك بأرضيّة المطالب المرفوعة ، ولأن ممثّلي العمّال تأخّروا في الردّ عن اقتراح الإدارة ورئيس إتحادية عمّال المناجم فقد اضطرّ هؤلاء ومعهم رئيس الإتحاد الولائي للإتّحاد العام للعمّال الجزائريّين إلى التنقّل إلى مقرّ إدارة مركّب الفوسفات ببئر العاتر لمعرفة الرد ، غير أنهم فوجئوا بأعداد كبيرة من العمّال تحاصر مقر الإدارة وتمنعهم من المغادرة إلى غاية تلبيّة مطالبهم كاملة غير منقوصة ، وغادروا المكان بصعوبة كبيرة . وبذلك زادت الأمور تعقيدا في ظلّ وضع متشنّج بين الطّرفين ، يحتاج إلى تدخّل عاجل من السّلطات العليا في البلاد لإيجاد مخرج للوضعيّة التي تعيشها مؤسّسة سوميفوس منذ 4 أسابيع وبلغ صداها قبّة المجلس الشعبي الوطني أين طرح أحد النوّاب أول أمس وعلى الهواء مباشرة مشكلة إضراب عمّال شركة مناجم الفوسفات وعلى مسمع السيد وزير الطّاقة والمناجم الذي كان موجودا حينها، الذي وعد في ردّه على تدخّل النّائب بإيجاد مخرج لهذا الإضراب ، ولم يخف السيّد يوسف يوسفي المشاكل التي يعانيها قطاع المناجم ببلادنا ، وتفاءل بحلّها بعد انشاء شركة مناجم الجزائر ( منال) التي تمّ تنصيب مديرها مؤخّرا وهو الذي كان يشغل منصب الرئيس المدير العام لمؤسّسة مناجم الفوسفات ( سوميفوس) ، وحسب أحد النقابيّين بمركّب الفوسفات فقد تقرّر عقد جمعيّة عامّة للعمّال اليوم السبت لوضع العمّال في صورة ما جرى ويجري مع الوصاية ، والخروج برأي موحّد للحفاظ على المكاسب التي حقّقها العمّال.