في ساعة متأخرة من يوم أول أمس، فشلت إدارة أرسيلور ميطال، بمنجم الحديد بالونزة، 90 كلم شرق مدينة تبسة في التوصل إلى تلبية مطالب العمّال المضربين عن العمل لمدّة أسبوع، حيث بعد الإجتماع المطول الذي ضم السّلطات المحلية والمدير العام وممثل إدارة أرسيلور ميطال، إلى جانب رئيس الدائرة وممثلي فرعي النقابة للمؤسسة والعمال، وذلك في خطورة للوصول إلى حل يرضي الأطراف وإنهاء الإضراب الذي شل حركة إنتاج خام الحديد بمناجم الونزة، وفي الوقت الذي تمسّك فيه العمّال 520 بلائحة مطالبهم المتضمنة تسوية الأوضاع الإجتماعية والمهنية، رافضين في ذات الوقت كل أساليب التعسف المسلط عليهم -حسب تصريحاتهم، ووفق ما ورد في تقرير العمال الذي أرسل إلى السلطات المحلية والإدارة العامة والسلطات العليا، كما طالبوا بالمنح والعلاوات وتحسين الأجور، ولقد استمر الإجتماع إلى ساعات متأخرة من مساء أول أمس، لينتهي بتصريح مدير منجم الونزة، على أن أبواب مكتبه ستظل مفتوحة لأي حوار مع العمال، طالبا بضرورة استئناف العمل ومواصلة الحوار، وفي اتصالهم ب"النهار" أكدّوا العمّال على أن شيئا لم يتحقق والإضراب سيتواصل، مؤكدين على تصعيده خلال الأيام القادمة، حيث سيتم تأجير حافلات لنقل العمال إلى العاصمة الجزائر، والإعتصام أمام مقر وزارة الطاقة والمناجم إلى غاية تلبية جميع المطالب ورفع كل أشكال التعسف، وأضاف نفس المصدر على أن العمال لا يطالبون بتنحية المدير الحالي ولا أي مسؤول، بل مطالبهم وقف أشكال التّعسف في حق العمال وتلبية أرضية المطالب المهنية والإجتماعية المصادق عليها سابقا، وتعتبر مناجم ونزة وبوخضرة للحديد، من أكبر الممولين لمصنع الحجار بولاية عنابة، ومع الإصرار على الإضراب المفتوح، مصادر "النهار" أشارت إلى جانب آخر ويتمثل في الخسائر الكبيرة التي تكون قد لحقت بخزينة المؤسسة، جراء الحركة الإحتجاجية الأخيرة، ومعلوم أنّ عمال المنجم قد عملوا بكل قوة خلال السنوات الماضية وحقّقت المؤسسات العمومية والأجنبية فوائد مالية كبرى، وفي سياق متصل؛ عقد اجتماع بمقر مديرية مناجم الفوسفات ببئر العاتر، البالغ عددهم أزيد من 300 عامل حيث ضم الإجتماع ممثلي العمال والنقابة ومدير المناجم وذلك على خلفية الإضراب عن العمل، الذي قاموا به العمال نهار أول أمس، احتجاجا على عدم استفادتهم من المنح والعلاوات وخاصة الفوائد وتحسين الأجور، وقد علمت "النهار" أنّ الإجتماع قد انتهى بالإتفاق على حفظ حقوق العمال ونقل انشغالاتهم ومطالبهم للوصاية، مع ضرورة العودة للعمل، خاصة وأن إنتاج الفوسفات أغلبه يصدّر نحو الخارج.