سعدان أخطأ في ضبط التعداد وفي الكوتشينغ أيضا أشعر بالندم على المؤامرة ضد الجزائر والهزيمة أمام الخضر أسوء ذكرى في حياتي بعد مرور 24 سنة عن ما اصطلح على تسميته بلقاء العار بين المنتخبين الألماني والنمساوي في مونديال اسبانيا، المهاجم الشهير كارل هانز رومينيغي يعترف في حوار هاتفي خص به النصر بوجود مؤامرة دبرها الطرفان لسد الطريق أمام الجزائر للتأهل. النجم الألماني وإن اعتبر تواطؤ الجرمان والنمساويين فرض نفسه لعدة اعتبارات، إلا أنه أصر على وضعه في طي النسيان واصفا منتخب 1982 بالجيل الذهبي للكرة الجزائرية لأنه من الصعب في اعتقاده العثور في زمننا هذا على عناصر موهوبة في شاكلة عصاد، بلومي و ماجر. كما حرص على التأكيد بأن خسارة منتخب بلاده على يد الأفناك في مونديال اسبانيا تعد أسوأ ذكرى له في مساره الكروي مضيفا بأنه يكن احتراما كبيرا للجزائر وفريقها الوطني الذي لم يلعب بكامل إمكانياته في جنوب أفريقيا وكان باستطاعته الذهاب بعيدا في هذه الدورة على حد تعبيره. ما هو شعورك وأنت تتحدث لأول مر للصحافة الجزائرية؟ في الواقع تفاجأت باتصالكم هذا، كوني لم أتعود الحديث مع الصحافة الجزائرية. لذلك أشعر بحالة من السعادة ولو أنني تحفظت كثيرا قبل أن أفتح لكم قلبي للتعبير عن ما يجول في خاطري وأزيل اللثام عن لغز ظل يلاحقني منذ 24 سنة وأقصد هنا مباراة ألمانيا والنمسا التي يمكن أن أعتبرها مسرحية من تنشيط 22 لاعبا وإخراج مشترك. معنى هذا أنك تعترف بوجود مؤامرة لإقصاء الجزائر؟ نعم، سيدي،هناك تواطؤ حصل بين المنتخبين الألماني والنمساوي لإنهاء لقائهما بنتيجة التعادل التي تؤهلهما دون بذل مجهود كبير للحفاظ على طاقة اللاعبينتوسد الطريق أمام الجزائر لركوب القطار المؤدي إلى الدور الثاني. بعد مرور قرابة ربع قرن من هذه المقابلة ما هو إحساسك اليوم؟ أشعر بحالة من الندم والخجل بحكم أننا دسنا على الضوابط الأخلاقية حتى وإن كان الألمان أرادوا من خلال تواطؤهم مع النمساويين الثأر للخسارة المخزية على يد الجزائر وتقزيم هذا الانجاز. على ذكر فوز الجزائر على ألمتنيا، ماذا يمثل بالنسبة إليك هذا الحدث؟ أعتقد بأن هزيمتنا أمام الجزائر تمثل أسوأ ذكرى في حياتي الرياضية،لأننا لم نكن نتوقع إطلاقا مثل هذه النكسة ولو أننا دفعنا ضريبة الاستهزاء واحتقار الخصم واللعب بعقلية الانتصار المسبق قبل أن نصطدم بفريق منظم، يمتاز بالكثير من الشجاعة والجرأة والروح القتالية. أكيد أنك تابعت لقاءات الفريق الجزائري في مونديال جنوب أفريقيا، كيف تقيم مشوارهم؟ الجزائر كانت ضحية سذاجة لعبها وعقم هجومها الذي شكل نقطة ضعفها.ورغم أن الخضر كان بإمكانهم المرور إلى الدور الثاني دون عناء كبير بالنظر لضعف مستوى بقية المنافسين للمجموعة الثالثة، إلا أن مشوارهم يمكن وصفه بالإيجابي والمشجع. وأرى بأن التشكيلة الجزائرية رسمت إقصاءها بعد خسارتها أمام سلوفينيا،ولو أنها أدت مباراة بطولية ضد انجلترا وأخرى متوسطة أمام أمريكا. وكيف ترى التعداد الحالي مقارنة بتشكيلة 82؟ من باب الأمانة، أقول بأن تشكيلة 1982 يصعب العثور عليها في الوقت الحالي واعتبر بأن العناصر الموهوبة المتشبعة بالأخلاق والإبداع على شاكلة دحلب وماجر وعصاد وبلومي تمثل الجيل الذهبي للكرة الجزائرية.ومع ذلك فإن المنتخب الحالي يملك بدوره مهارات وطاقات شابة يمكن أن تراهن عليهم الجزائر في المستقبل حتى وإن كان الكثير منهم يبقى بحاجة إلى عمل واحتكاك وخبرة دولية بعيدا عن النجمومية. حسب رأيك ماذا كان ينقص الخضر للتألق أكثر في جنوب افريقيا؟ الصرامة في اللعب والنجاعة الهجومية بالإضافة إلى الخبرة الضرورية والنفس الطويل. وهو ما تجسده الأهداف التى تتلقاها التشكيلة في اللحظات الأخيرة لكل مباراة. كما أن الثقة بالنفس كانت الغائب الأكبر لبعض اللاعبين وعدم منح الفرصة للبعض الآخر للبروز. الكثير من التقنيين وأهل الاختصاص حملوا المدرب سعدان مسؤولية الإقصاء هل توافقهم في ذلك؟ أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين اللاعبين، والمسؤولين والطاقم الفني. فالمدرب سعدان أخطأ عند ضبط قائمة ال23 التي لم تكن متجانسة ومتكاملة ومدروسة حسب الاحتياجات انطلاقا من اقتصارها على ثلاثة مهاجمين لا غير في وقت كان من المفروض أن تضم 6 عناصر للقاطرة الأمامية على الأقل. ثم هناك بعض الخيارات التكتيكية والفشل في عملية تعويض اللاعبين أثناء اللقاءات ومن وراء ذلك " الكوتشينغ" الذي لم يكن ناجعا. كما أن بعض اللاعبين ورغم شجاعتهم إلا أنهم لم يقدموا ما كان منتظرا منهم لكن المدرب لم يعوضهم. على ضوء حصيلة المونديال كيف تتوقع مستقبل المنتخب الجزائري؟ دون ديماغوجية، الخضر ينتظرهم مستقبل واعد في وجود طاقات ووجوه شابة شريطة المراهنة على عامل الاستقرار في التعداد والطاقم الفني. فالاعتماد على نفس التعداد من شأنه أن يضمن التواصل والانسجام ويحافظ على الروح الجماعية للفريق ويجنب الانكسار وسط التشكيلة.كما أن تجديد الثقة في المدرب سيساعد كثيرا على تحسين المستوى والتطلع لما هو أحسن وأفضل. لكن عقد سعدان انتهت مدته هل تزكي بقاءه؟ رغم أن الأمر يخص القائمين على الكرة الجزائرية، إلا أنني أحبذ تجديد الثقة في المدرب الحالي بالنظر للعمل الذي قام به ودرايته الكبيرة بخبايا المنتخب الوطني.كما أن المواعيد الرسمية للمنافسات القارية على الأبواب مما يتطلب تفادي إحداث أي تغيير في العارضة الفنية ويبقى هذا مجرد رأي شخصي. لنعود إلى مشوارك الكروي، لقد لعبت 95 مباراة دولية مع الفريق الألماني وسجلت 45 هدفا لكنك لم تتذوق حلاوة كأس العالم ولا مرة لماذا؟ هي أسباب متعددة وظروف خاصة لم تسمح لي بنيل التاج العالمي مع المنتخب الألماني رغم كوني شاركت في دورتين وهما 82 و86 .لكن قدمت الكثير للكرة الألمانية وسجلت أهدافا حاسمة ومصيرية.وكان من أبرز الأهداف التي ستبقى في ذاكرتي ذلك الذي وقعته في شباك الحارس الجزائري سرباح في مونديال اسبانيا كونه لم يكن كافيا للفوز على الجزائر التي أعطتنا درسا في الواقعية والشجاعة والتحدي.