عرفت أشغال الجمعية العامة تزكية الأغلبية الساحقة لمحمد روراوة مسبقا، والذي طالبته بالترشح لخلافة نفسه على رأس الفاف، إلى درجة أن هذه الدورة تحولت إلى فضاء للتنويه بإنجازات الرجل خلال العهدات السابقة، مع القيام برفع شعارات حملت عبارة «كلنا روراوة». هذه الخرجات كانت منتظرة، بعد أن شهدت الأيام القليلة الماضية تهاطل بيانات المساندة لروراوة، تزامنا مع انتهاء عهدة المكتب الفيدرالي الحالي، لكن الغريب في الأمر أن بعض الأعضاء استغلوا فرصة التصويت على تبرئة ذمة العهدة للكشف عن موقفهم، إذ بادر أحد الأعضاء إلى رفع ورقة عن رفض التبرئة، ما فاجأ الحضور، وكأن المعني تحفظ على حصيلة عهدة روراوة، إلا أن الأوراق المرفوعة تزايد عددها بشكل ملحوظ، ليتبين بأنها حملت عبارات مساندة لروراوة، مع تعالي الأصوات داخل القاعة للمطالبة بضرورة بقائه على رأس الفيدرالية لعهدة ثالثة على التوالي. المساندة كانت من خلال تناول بعض الأعضاء الكلمة، انطلاقا من رئيس جمعية وهران نورو، مرورا برئيس رابطة بومرداس الولائية ضرباني سليمان، وصولا إلى رئيس رابطة إيليزي بشير منصوري، حيث أعرب كل عضو عن دعم الهيئة التي يمثلها لروراوة، مع الإلحاح على ضرورة بقائه كرئيس للفاف. من هذا المنطلق أكد روراوة بأنه لم يحسم بعد في مستقبله، لكنه لمح إلى إمكانية ترشحه لخلافة نفسه، مادامت الأغلبية الساحقة لتركيبة الجمعية العامة محسوبة عليه، حيث قال بالحرف الواحد: «إن شاء الله فيها خير، وسأواصل رفع الراية الجزائرية عاليا، كما أوضح بأن الباب مفتوح أمام الجميع للترشح، خاصة من يتخذون من «بلاطوهات» التلفزيونات فضاء للكشف عن معارضتهم لي، وانتقادهم لسياستي». وتعمد روراوة ذكر 3 أسماء أصبحت متداولة خلال الآونة الأخيرة للترشح لرئاسة الفاف، لكنها اصطدمت بإشكال قانوني يتمثل في عدم حيازة العضوية في الجمعية العامة، حيث ذكر روراوة ماجر، ليكون رد فعل أعضاء الجمعية العامة بالتصفير، تعبيرا منهم عن الرفض المسبق لهذا المرشح، وهو نفس الموقف الذي كان مع مصطفى كويسي، ولو أن المفاجأة كانت الرفض العلني لفكرة ترشح رئيس نادي بارادو خير الدين زطشي، لأن رؤساء الأندية والرابطات عبروا عن رفضهم بالتصفير، قبل أن يرددوا بصوت واحد عبارة «روراوة هو الرئيس».