الاختناق المروري بمدينة باتنة يتحول إلى كابوس تشهد مدينة باتنة، اختناقا مروريا يزداد تفاقما من سنة إلى أخرى، بسبب عوامل عدة ترجعها السلطات العمومية إلى تضاعف الحظيرة وغياب دراسات ناجعة، بإقرار الجهات الوصية ذاتها من مصالح البلدية و مديرية النقل، بعجزها على إيجاد حلول لامتصاص وفك حالة الاختناق المروري، و تلقي باللوم على سلوكيات مستخدمي المركبات لغياب ثقافة مرورية تسمح بتفادي الازدحام، وإلى جانب ذلك تساهم أيضا مركبات النقل الحضري خاصة الحافلات منها التي يفوق عددها 500 مركبة في حالة الخناق، الذي لم تجد مخططات تغيير اتجاهات السير معه نفعا، مع تفاقم الظاهرة من سنة لأخرى. أمام حالة الاختناق التي صارت كابوسا في مدينة باتنة لجأت لجنة النقل المكونة من عدة مصالح على غرار البلدية ومديرية النقل في السنوات الأخيرة إلى إعداد مخططات اقتصرت على تغيير اتجاهات السير عبر طرقات وسط المدينة، لكنها لم تأت بنتيجة حيث ظلت حالة الاختناق عبر جل طرقات شوارع وسط المدينة خاصة منها المؤدية إلى المقرات الإدارية وجامعة الحاج لخضر و المداخل، و قد نجمت عن حالة الاختناق أزمة كبيرة في أماكن الركن و حظائر توقف السيارات. بمجرد تجاوز عقارب الساعة الثامنة صباحا يستحيل إيجاد مكان بشوارع وسط المدينة و حتى ساحات اللعب و الفضاءات الجوارية تحولت إلى حظائر واكتظت بمختلف المركبات، و يتفق كل من رئيس بلدية باتنة و مدير النقل على عامل غياب الثقافة المرورية لدى أصحاب السيارات بالمدينة من خلال استغلالهم المفرط لمركباتهم الخاصة في التنقل وسط شوارع المدينة لقضاء أبسط المستلزمات، وحمل المسؤولان جزء كبيرا من مسؤولية الاكتظاظ المروري للمواطنين. حالة الازدحام المتفاقمة بعاصمة الأوراس تتجاوز أحيانا طرقات وسط المدينة والأحياء الكبرى إلى مداخلها، حيث كشف افتقادها لطرقات و منافذ، عمَا يمكن أن ينجر في حالة وقوع حوادث مرور من تداعيات على سيولة الحركة، وهو ما عرفه الطريق الوطني 03 قبل أسبوعين عندما أدى انحراف و انقلاب شاحنة مقطورة عند مدخل المدينة الشمالي بمحاذاة التجمع السكني عرعار إلى شلل تام في حركة السير استمر لساعات طويلة، و تسبب الحادث نظرا لغياب اتجاهات أخرى في تشكل طوابير من المركبات امتدت على مسافة 20 كيلومتر إلى غاية بلدية جرمة. تبخر مشروع ترامواي ترك 500 حافلة تجوب وسط المدينة كانت السلطات العمومية لولاية باتنة تعول على مشروع إنجاز خط الترامواي على مسافة 23 كلم من القطب السكني حملة 03 إلى غاية حي بوزوران في أقصى الجهة الشرقية للمدينة، للمساهمة في فك الاختناق باعتباره من وسائل النقل الجماعية الحضرية التي من شأنها التخفيف من حدة استغلال وسائل النقل الخاصة في التنقل، غير أن تبخر المشروع بعد أن أدرج ضمن المشاريع المجمدة، رغم انتهاء إعداد دراسة خطه حال دون تجسيده ميدانيا في الظرف الراهن. ومن بين الأسباب التي تُجمع مختلف مصالح لجنة المرور على أنها تتسبب في حالات الازدحام ، حافلات النقل الحضري التي تجوب الشوارع والأحياء، و التي يفوق عددها 500 حافلة حسب مصالح النقل، جلها في حالة متدهورة تساهم في التلوث والازدحام خاصة و أن مخطط سير حافلات النقل عبر 12 خطا حضريا يعتمد أساسا على التنقل دون توقف بين نقطة البداية ومحطة النهاية، منذ أن تمت إزالة المحطة الحضرية القديمة بوسط المدينة. و تمتلئ حظيرة النقل الحضري للحافلات بالمركبات المهترئة و القديمة التي تعجز مصالح مديرية النقل على تطهيرها حسب ما أكده مسؤول مكتب المسافرين للنصر، نظرا لاشتراط القانون تواجد الحافلة في حالة جيدة تثبتها المراقبة التقنية دون إلزام الناقل بشرط عمر تلك المركبة، و أقر ذات المسؤول بتسجيل تجاوزات من طرف الناقلين الخواص، نظرا لتركيزهم على الجانب التجاري دون مراعاة جانب نوعية الخدمات. فتح منافذ لم يف بالغرض اعترف رئيس بلدية باتنة عبد الكريم ماروك في حديث للنصر بعدم إيجاد لجنة النقل رغم الاجتماعات الدورية المتكررة لحلول للاختناق المروري الذي باتت تعرفه المدينة بسبب عدم اعتماد دراسات مختصة لتشخيص وإيجاد حلول ناجعة، و أرجع المير تفاقم الوضع إلى عدة عوامل منها اكتظاظ حظيرة المركبات وغياب ثقافة مرورية من حيث الاستخدام العقلاني للمركبات الخاصة و مساهمة العدد الكبير لحافلات النقل الحضري التي تنشط بين الأحياء في الازدحام. و تحدث المير عن عوامل أخرى ساهمت في الاختناق من بينها غلق الطرقات المحيطة بالمحكمة والمؤسسة العقابية المتواجدان بوسط المدينة وكذا الجدار المحيط بالثكنة العسكرية، واعتبر المير بأن فتح تلك الطرقات بات أمرا حتميا خاصة بعد استتباب الأمن بعد أن كان غلقها سابقا لدواعي أمنية خلال العشرية السوداء، متوقعا أن يساهم فتحها من جديد في سيولة الحركة بوسط المدينة. المير كشف عن القيام بعدة عمليات بهدف تخفيف الضغط منها توسعة شرايين الحركة بباتنة، على غرار ممرات صالح نزار و عبدلي و مناصرية وفتح الطريق المزدوج بحي الاخضرار بعد أن ظل لعشرات السنين مغلقا، و كذا فتح طريق بن ترسية بعد أخذ ورد مع ملاك خواص بالإضافة لشق ممرات الشهيد مصطفى بن بولعيد عند التمثال المخلد لبطل ثورة التحرير وتوسعة مدخل القطب السكني حملة 01، واعتبر المير بأن كل تلك المجهودات التي تم بذلها لم تف بالغرض المنشود، و لم تخفف من حدة الاختناق الذي تعرفه عاصمة الأوراس . لكن مدير النقل لولاية باتنة اعتبر أن المدينة لا تعرف اختناقا وإنما فوضى في حركة المرور، على حد تعبيره بسبب غياب ثقافة استخدام عقلاني للمركبات الخاصة في التجمعات الحضرية، و هي ما أنتج حسبه سلوكيات استخدام المركبات بشكل مفرط، واعتبر مدير النقل أن النسبة المئوية الكبيرة من أسباب لحالة الاختناق في مدينة باتنة تتمثل في الاستخدام المفرط للسيارات الخاصة.