تكوين أطباء عامين في الاستعجالات الطبية بداية من الموسم الجامعي المقبل أعلن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أول أمس من سكيكدة عن إطلاق الوزارة لعملية تكوين جديدة لفائدة الأطباء العامين على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية للحصول على شهادات الدراسات المتخصصة في مجال الاستعجالات الطبية، داعيا مدراء الصحة بولايات الشرق، الغرب والوسط إلى الشروع في التحضير للعملية وتهيئة كل الإمكانيات والظروف اللازمة، على أن يشرع في عملية التكوين مع الدخول الجامعي المقبل لمدة تتراوح ما بين 18 و24 شهرا بمعدل أسبوع لكل شهر. وأكد وزير الصحة خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته لولاية سكيكدة يومي الأربعاء والخميس بأن عملية التكوين هذه، بالإضافة لكونها تسمح للأطباء بالاستفادة من شهادة، تسمح لهم أيضا، بالاستفادة من مزايا أخرى منها على وجه الخصوص نظام أساسي خاص بهذه الفئة من الأطباء. علما أن مصلحة الاستعجالات الطبية الجديدة بمستشفى عبد الرزاق بوحارة التي أشرف على تدشينها الوزير دخلت الخدمة شهر جويلية الفارط، وقد استمع بوضياف إلى شروحات قدمها مدير المؤسسة حول نشاط المصلحة، قبل أن يأمر الوزير المدير بتوسيع العمل إلى المرضى بالمنازل للتخفيف من معاناتهم. من جهة أخرى، وقف وزير الصحة على التأخر الذي يشهده مشروع مستشفى الحروق بالمدينة الجديدة بوزعرورة و الذي لم تتجاوز نسبة الأشغال به 45 المئة، مؤكدا بأن هذا المرفق الصحي الهام سيكون ذا طابع جهوي بولايات الشرق، وينتظر أن يتم استلامه رسميا في الثلاثي الأول من العام المقبل 2018، بينما سيتم استلام مستشفى مماثل بولاية وهران نهاية السنة الجارية. من جانب آخر، قال الوزير خلال ندوة صحفية، على هامش إشرافه على اليوم الدراسي حول موضوع الصحة العقلية بمناسبة اليوم العالمي للصحة عقد بفندق خاص بالواجهة البحرية تحت شعار «فلنغير نظرتنا» بأن الجزائر شرعت في تبني مقاربة صحية تقوم على مبدأ أفضلية الوقاية على العلاج مع الارتكاز على الصحة الجوارية والعمل بين القطاعات والتكيف مع مختلف مراحل الحياة ضمن السياق الوطني، وتتضح هذه المقاربة الجديدة حسب الوزير، في المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية 2017-2020، كاشفا عن حزمة من الإجراءات والتدابير التي اتخذتها وزارته في هذا المجال، و التي من بينها الهيكلة الجديدة للصحة العقلية والتي أدت حسبه إلى إنشاء إدارة فرعية لترقية الصحة العقلية، ضمن الهيكل التنظيمي للوزارة للتعبير عن الاهتمام الخاص الذي يولى لهذا الجانب الصحي. كما تم تعزيز الأحكام المتعلقة بحماية الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية ضمن قانون الصحة الجديد، بالإضافة كما قال إلى برنامج واسع لإنشاء مرافق استشفائية جوارية مخصصة لترقية الصحة العقلية بما في ذلك مكافحة الإدمان، كاشفا بالأرقام عن خمسة آلاف سرير وتوظيف 1000 طبيب مختص في الأمراض العقلية و101 طبيب مختص جديد سيتم إدماجهم في ولايات الهضاب العليا والجنوب. وتتوفر الخريطة الصحية في هذا التخصص، مثلما أشار إلى ذلك الوزير، على 1368 طبيبا أخصائيا نفسانيا و40 مركزا وسيطا لمعالجة الإدمان على المخدرات و10 مراكز أخرى قيد الانجاز. إلى ذلك، شدّد الوزير على أنسنة قطاع الصحة لمواكبة التطورات الحاصلة في الميدان، مشيرا إلى أن الجزائر حققت خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية بعدما تخلصت من منهجية التسيير القديمة، وأصبحت في مصاف الدول على المستوى الإقليمي، مذكرا في هذا الخصوص بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة في تطوير قطاع الصحة بدليل كما قال اعتراف المنظمة العالمية للصحة بقانون الصحة الجديد الذي اعتبرته نموذجا يحتذى به على المستوى الإقليمي، موضحا في السياق ذاته، أن قانون الصحة الجديد يأخذ في الحسبان كل السلبيات التي كانت سائدة ويستجيب لكل تطلعات أهل الاختصاص، بما يكفل حقوق الأطباء والمرضى، داعيا أهل الاختصاص إلى أن يقدموا كل اقتراحاتهم التي فيها إيجابية. وبخصوص إنتاج الأدوية، قال الوزير، بأن الجزائر حققت نموا نسبته 61 بالمائة من الإنتاج المحلي وهناك إمكانية للوصول إلى 70 في المئة، مشيرا إلى أن الحظيرة الصناعية للدواء بالجزائر تتوفر على 85 مصنعا و150 آخر في طور الانجاز. للإشارة، كان الوزير قد استهل زيارته لسكيكدة بتدشين مصلحة التخدير والإنعاش بالمستشفى القديم بوسط المدينة و مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى عبد الرزاق بوحارة. كما أشرف على توزيع سيارات إسعاف على أربع بلديات، مصرحا بأن سكيكدة ولاية حققت تطورا كبيرا في قطاع الصحة وهي ضمن المراتب الأولى وطنيا في هذا المجال.