الجزائر ستعود بالتعادل على الأقل و أنصح بن شيخة بكبح المهاجمين المغاربة - قال مدرب منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى التقني الفرنسي جول أكورسي بأن المنتخب الجزائري يبقى دوما المرشح للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في طبعتها القادمة عبر المجموعة الرابعة، و أن حساباته الشخصية التي ضبطها ترشح " الخضر" للعودة بنقطة التعادل من مراكش، لأن المنتخب المغربي يضم في صفوفه فرديات ممتازة، و لاعبين من الطراز العالي، إلا أن هذه الفرديات لن تتمكن كما قال من تجاوز عقبة العزيمة و الإرادة الجزائرية، فضلا عن كون عناصر المنتخب الجزائري لها حسبه من الخبرة ما يسمح لها بالصمود في وجه المنافس، و تحدي عاملي الأرض و الجمهور، و هو أمر ذهب إليه أكورسي في هذا الحوار الذي أجرته معه " النصر " في إتصال هاتفي، حيث لم يتردد المدرب السابق لشبيبة بجاية في التأكيد على أنه يتمنى إنتهاء موقعة مراكش بالتعادل من أجل تعزيز حظوظ منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في التأهل إلى " الكان " لأول مرة في تاريخه. *في البداية هل من كلمة حول تحضيرات منتخب إفريقيا الوسطى تحسبا للمباراة أمام تنزانيا؟ الحقيقة أننا شرعنا في التفكير في التحضير للمقابلة القادمة ضد منتخب تنزانيا المقررة ببانغي منذ هزيمتنا في لقاء الذهاب بدار السلام، لأن الإشكال يبقى مطروحا بحدة ، في ظل العجز عن تجميع اللاعبين لبرمجة معسكر إعدادي، إذ أنني ضبطت قائمة العناصر المعنية بهذه المواجهة ، و التي تتشكل من أغلبية العناصر المحترفة، رغم أن الإتحادية لم تتمكن من إرسال تذاكر السفر للعناصر المحترفة في أوروبا لتمكينها من التنقل إلى بانغي، و هو إشكال قد يخلط حساباتنا و يحرمنا من بعض الركائز الأساسية في بداية التربص، فضلا عن إرتباط معظم اللاعبين الذين ينشطون في الكاميرون و الغابون مع أنديتهم، و عليه فإن التحضير الفعلي لهذه المقابلة سينطلق في الفاتح جوان القادم. *لكنكم تراهنون على الفوز بهذه المقابلة أليس كذلك؟ هذا أمر مؤكد لأننا نبني كل حساباتنا على الظفر بنقاط اللقائين المتبقيين في بانغي ضد كل من تانزانيا و المغرب لأن أجل السعي لتحقيق الحلم، خاصة و أن الجميع في جمهورية إفريقيا الوسطى يحلم بتحقيق معجزة التأهل التاريخي إلى " الكان " بعد إنطلاقتنا الموفقة في التصفيات بتعادل في الرباط و فوز على الجزائر في بانغي، رغم أن الهزيمة الأخيرة في دار السلام لم تكن مستحقة، لأننا كنا قادرين على العودة بالنقاط الثلاث لولا نقص الخبرة، و كذا سوء الحظ، و المعطيات الحالية للمجموعة تجعل حظوظ كل المنتخبات في التأهل متساوية ، رغم أن المهمة ليست سهلة أمام منتخبات متعودة على لعب الأدوار الأولى في هذه النهائيات، بينما إفريقيا الوسطى تفتقر للخبرة في مثل هذه المواعيد ، لكن الحلم كبر مع مرور التصفيات، و التخوف من الإنسحاب من المنافسة في منتصف التصفيات تحوّل إلى حلم بإنتزاع تأشيرة التأهل لأول مرة إلى " الكان "، سيما بعد إكتساب اللاعبين للثقة بالنفس و الإمكانيات، و سنعمل على إستغلال عاملي الأرض و الجمهور من أجل الفوز في المقابلتين المتتاليتين في بانغي ثم التفكير في التنقل في الجولة الأخيرة إلى الجزائر. *الأكيد أنكم متخوفون أكثر من المنافسة الشديدة لمنتخبي الجزائر و المغرب؟ لا أخفي عليكم سرا إذا قلت بأننى أرشح المنتخب الجزائري لكسب الرهان، و التأهل عن المجموعة الرابعة، و ذلك بحكم معرفتي الجيدة للكرة الجزائرية، لأن النجاح في العودة بقوة في التصفيات عقب الفوز الأخير على المغرب سمح لعناصر المنتخب الجزائري من إستعادة الروح التي كانوا قد إفتقدوها في بداية التصفيات، إضافة إلى كون هذا المنتخب يتشكل من نخبة من اللاعبين من أصحاب المهارات الفنية الفردية العالية، و التي قد تكفي في أغلب الأحيان لصنع الفارق في أية لحظة، و ما صنعه الجزائريون في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا يدفعني إلى ترشيحه لتكرار السيناريو و التأهل إلى " الكان ". *المنتخب الجزائري كان قد إنهزم في بانغي و مع ذلك ترشحونه للتأهل. كيف ذلك؟ المقابلة التي لعبها المنتخب الجزائري في بانغي لا يمكن أخذها كمعيار حقيقي للوقوف على مستوى منتخب بلادكم، لأن تلك المباراة كانت تاريخية بالنسبة لجميع سكان جمهورية إفريقيا الوسطى، كما أن موعد اللقاء تزامن مع إنطلاق الموسم في الجزائر و كذا في مختلف الدوريات الأوروبية، مما جعل كل اللاعبين الجزائريين يفتقدون للياقة المعهودة، بسبب عدم إستعادة الفورمة، هذا بالإضافة إلى الحالة المعنوية التي لعب بها الجزائريون مقابلة بانغي، إثر التعثر الأول في البليدة ضد تانزانيا، و ما إنجر عن ذلك من إستقالة المدرب سعدان، لكن المعطيات تغيرت كلية، و الجزائر عادت بقوة في التصفيات بعد الفوز الأخير المحقق على المغرب. *و ما هي نظرتكم الأولية لمباراة مراكش بين الأسود والخضر؟ شخصيا أرشح المنتخب الجزائري للعودة بنتيجة إيجابية، لأنني كما سبق و أنت قلت أدرك جيدا بأن عزيمة الجزائريين كبيرة في رفع التحدي، و اللعب بكامل الإمكانيات قد يسمح بتخطي عقبة المغرب بنجاح، لأن الضغط سيكون كبيرا على " المغاربة "، و هم لا يملكون خيارا آخر سوى الفوز من أجل الإبقاء على حظوظهم في التأهل إلى " الكان " قائمة، و أي تعثر معناه رهن نسبة كبيرة من الحظوظ، سيما و أن عودة المنتخب الجزائري بنتيجة إيجابية تبقى في نظري الشخصي واردة بالنظر إلى العزيمة الكبيرة التي خاض بها لاعبوه مقابلة الذهاب بعنابة، كما أن الضغط سيكون كبيرا على عناصر المنتخب المغربي، و أنا أتذكر جيدا السيناريو الذي عشته مع منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في الجولة الأولى من التصفيات حيث كان بإستطاعتنا العودة من المغرب بالنقاط الثلاث. *يفهم من كلامكم أن المنتخب المغربي ضعيف بسيكولوجيا في عقر الديار ؟ الأكيد أن مباراة مراكش بين المنتخبين المغربي و الجزائري ستكون في غاية الإثارة، بحكم أهمية نقاطها للمنتخبين، و التحضير الجيد من الناحية النفسية و البسيكولوجية سيسمح لأي منتخب بتحقيق مبتغاه، رغم أن طريقة لعب المنتخب المغربي واضحة، بالتركيز على رأس الحربة مروان الشماخ، و فرض الرقابة الفردية اللصيقة على هذا المهاجم كفيل بشل الحملات الهجومية، على غرار ما فعلناه في لقاء الذهاب، بدليل أن المنتخب المغربي لم يبادر كثيرا إلى الهجوم، و مبارك بوصوفة كان بمثابة المفتاح بتحركاته الكثيرة في وسط الميدان، لذا فإن بن شيخة مطالب بتعزيز خط وسط الميدان، مع محاصرة الشماخ خاصة في الكرات العرضية الطويلة ، مادام منير الحمداوي لا يعمل كثيرا بعيدا عن منطقة العمليات، و ينتظر فقط الكرات الثابتة أو التمريرات في العمق، و شخصيا أنا شبه متيقن بأن الدفاع الجزائري سيستطيع الصمود في المغرب، لأن نقطة ضعف دفاعكم بحسب ما لاحظته تكمن في سوء تعامله مع القذف من بعيد، و لاعبو منتخب المغرب يسعون دوما للدخول بالكرة إلى منطقة العمليات. *و ما هو تكهنكم للنتيجة الفنية؟ الحقيقة أنني أتمنى أن تنتهي هذه المباراة بالتعادل، لأن هذه النتيجة من شأنها أن تخدم حسابات منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، لأنني و بصفتي مدرب هذا المنتخب أتمنى أن أنجح في تحقيق حلم التأهل إلى " الكان "، و الحسابات المضبوطة تجعلني أرشح الجزائر للعودة بنقطة التعادل، على أن ننجح في الفوز على كل من تانزانيا و المغرب في بانغي، و إذا ما تعثر المنتخب الجزائري في دار السلام فإننا سنحسم في أمر التأهل قبل التنقل في الجولة الختامية إلى الجزائر، لأنني على دراية مسبقة بأنه و في حال ما إذا كان المنتخب الجزائري مطالب بالفوز في المباراة الختامية فإنه سيفوز علينا، رغم أنني من الناحية النظرية أرشح المنتخب الجزائري للتأهل، لأننا في الحقيقة كنا قد دخلنا التصفيات من أجل الإحتكاك بمنتخبات قوية، و كسب المزيد من الخبرة و التجربة تحضيرا للسنوات القادمة، و حتى إن لم نتأهل فإننا حققنا الأهم، بكسب منتخب مستقبلي. * ما سر ترشيحك الخضر على التأهل إلى نهائيات "كان 2012"؟ مما لا شك فيه أن الوضعية الراهنة للمنتخب الجزائري تجبره على تفادي الهزيمة في المغرب لتعزيز حظوظه في التأهل، و هذه المباراة ستكون الحاسمة في مشواره، بحكم تساوي كل المنتخبات في الرصيد النقطي، كما أن القراءة الأولية في باقي المجموعات توحي بأن التأهل عن الفوج الرابع سيكون من نصيب متصدر المجموعة فقط، و منتخب الجزائر له عناصر قادرة بفضل خبرتها، و إذا ما نجح في تحقيق نتيجة إيجابية في مراكش فإنه سيضع قدما في " الكان "، و هو قادر على ذلك، لأن منتخب المغرب يتأثر بالضغط الجماهيري ، و حاجته للفوز قد ترفع من الضغط النفسي المفروض على لاعبيه، و بالتالي فإن مدرب الجزائر مطالب على التعامل بحيلة و ذكاء في هذه المواجهة، لأن الصمود في الدقائق الأولي من شأنه أن يغير كلية من معطيات المقابلة، و يجعل المغاربة يرمون بكامل ثقلهم في الهجوم، مع ترك مساحات شاغرة في الدفاع، و هو السيناريو الذي لم نحسن الإستثمار فيه لما لعبنا في المغرب، و ذلك بسبب إفتقار لاعبينا للخبرة اللازمة، لكن عناصر المنتخب الجزائري لها من الحنكة و التجربة ما يسمح لها بإستغلال أول فرصة سانحة للتهديف.