الأمن الوطني يحذر من انتشار الجريمة الأخلاقية بين الأحداث في المدن حذرت مديرة المعهد الوطني للشرطة الجنائية، عميد أول للشرطة خيرة مسعودان، أمس من الانتشار " المقلق " للجريمة الأخلاقية بين الأحداث ( القُصّر ) التي تشهدها مختلف مدن البلاد، مرجعة أسباب ذلك إلى " الانفلات الأخلاقي المتفشي في المجتمع وضعف رقابة الأولياء على استعمال أبنائهم للأنترنيت التي تحولت إلى بؤرة لانحراف الكثيرين››. وفي تقديمها لحصيلة خاصة بجنوح الأحداث عبر إقليم تخصص مصالح الشرطة، خاصة بالأربعة أشهر الأولى من سنة 2017 وأخرى سنوية خاصة بسنة 2016، في منتدى الأمن الوطني، أعربت مسعودان عن قلق مصالح الأمن الوطني من تزايد قضايا العنف الجنسي والجرائم الجنسية التي يرتكبها الأطفال القصر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ما لا يقل عن 441 حدثا تورطوا في جرائم المساس بالعائلة والآداب العامة خلال السنة الماضية وقالت أن أغلب هذه الجرائم تتعلق بحوادث الاغتصاب، مبرزة بأن هذا العدد يتعلق فقط بالحالات المبلّغ عنها. وفي ردها عن سؤال للنصر حول أسباب تفشي الجرائم الجنسية في أوساط الأطفال البالغين العمر بين أقل من 10 سنوات إلى 18 سنة، وميولهم إلى ممارسة السلوكات الجنسية العنيفة التي تنتهي بحوادث اغتصاب ‹› شنيعة ‹›، أرجعت السيدة مسعودان ذلك إلى ما تعرفه المنظومة الأخلاقية في بلادنا من تدهور خطير والذي وصل حسبها إلى حد الانهيار، وغياب الرقابة الأسرية على استعمال الأبناء للأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، وعدم تقديرهم لحجم الخطر الذي يتهدد أبنائهم بترك الحرية التامة لهم لاستعمال الأنترنيت دون وجود داع وإدمانه. وسجلت المتحدثة ظهور أشكال جديدة من الجريمة الجنسية، وقالت أن رجال الشرطة القضائية كثيرا ما وقفوا خلال التحقيق في عدد من هذه القضايا التي يتورط فيها أطفال عن ظهور أنواع غريبة من عمليات الاغتصاب التي قالت أنها تتم بشكل شنيع لا يتصوره العقل، وأعطت مثالا بسيطا على ذلك بقيام طفل في التاسعة من العمر باغتصاب طفلة في الرابعة من العمر. كما انتقدت مديرة المعهد الوطني للشرطة الجنائية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، بالمناسبة ‹› استقالة الكثير من الأولياء وانسحابهم من ممارسة دورهم في تنشئة أبنائهم ومراقبة تحركاتهم في مختلف الفضاءات، ما أدى إلى تفاقم حجم ارتكاب الكثير منهم لمختلف الجرائم أو وقوعهم في نفس الوقت فريسة بين أيدي المجرمين››. وفي هذا الصدد كشفت مسعودان بأن مصالح الشرطة قد عالجت خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية عن تورط 2018 حدثا في قضايا إجرامية بينهم 18 فتاة ، وتتعلق حسبها 637 حالة بالتورط في قضايا السرقة إلى جانب تورط 470 حدثا في قضايا الضرب والجرح العمدي. كما أشارت في ذات السياق إلى أن ذات المصالح قد عالجت في أقاليم تخصصها في مدن البلاد خلال 2016 ما لا يقل عن 4135 قضية تورط فيها5368 حدثا من بينهم 188 فتاة، مشيرة إلى أن ‹› 1639 حدثا تورطوا في جرائم السرقة بمختلف أنواعها أي بنسبة 30,53 بالمائة ، فيما تورط 1337 حدثا في جرائم الضرب والجرح العمدي. أما قضايا جرائم المساس بالعائلة والآداب العامة وأغلبها تتعلق بالجرائم الجنسية فتورط فيها 441 فيما تورط 23 آخرون في جرائم القتل العمدي و 23 حدثا تورطوا في جرائم الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة. من جهة أخرى كشفت الأرقام التي قدمتها خيرة مسعودان عن تسجيل وقوع 6193 حدثا ضحية مختلف أنواع العنف، من بينهم 1995 ذهبوا ضحية الاعتداءات الجنسية، و 39 ضحية القتل العمدي و 14 آخرين ضحية الضرب والجرح العمدي المفضي للوفاة 14.