هكذا يمنع الأمن وقوع الجرائم ويحاصر متعاطي المخدرات ليلا تمكنت مصالح الأمن لولاية باتنة، ليلة أول أمس، من حجز كميات من الكحول والمخدرات، وتوقيف أشخاص في حالات سكر علني، وكذا فض مواجهات بالأسلحة البيضاء، في مداهمات ليلية لأوكار الجريمة والفساد، عبر أحياء المدينة، وهي المداهمات التي وقفت «النصر» رفقة عدة وسائل إعلامية عليها، ضمن برنامج إحياء الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الشرطة الجزائرية. شكلت مصالح الأمن لولاية باتنة، فرقة مكونة من عناصر الشرطة لمصلحتي حفظ النظام العام والأمن العمومي والشرطة القضائية، تحضيرا لمداهمات ليلية بإشراك وسائل الإعلام المحلية، وقد كان موعد انطلاق المداهمات عند التاسعة ليلا، وكانت أول وجهة لنا محيط إحدى نقاط بيع المشروبات الكحولية عند مدخل المخرج الشمالي لمدينة باتنة، الفرقة التي تم تشكيلها كانت مدعمة بمركبات مختلفة ومدعمة أيضا بتجهيزات تقنية متطورة لمراقبة المركبات وتعريف الأشخاص. أوكار الخمور و المخدرات تتحوّل إلى بؤر للجرائم انطلقت المداهمات بسرعة، بتنسيق محكم يتجلى في التبادل المعلوماتي بواسطة أجهزة اللاسلكي بين رؤساء وقادة مختلف المصالح ووحدات الأمن الحضري، وقد رافقنا في المهمة رئيس خلية الاتصال محافظ الشرطة بن عشي محمد والملازم الأول للشرطة بذات الخلية صلاح الدين، عناصر الشرطة وبمجرد وصولنا للسكة الحديدية عند مخرج المدينة سرعان ما انتشروا وسط ظلمة حالكة لتنطلق عمليات التفتيش والتعريف. المكان الذي تمت مداهمته، كانت تنتشر به قارورات الكحول بمختلف أشكالها وكانت روائح كريهة لروث المواشي والأبقار تنبعث من المذبح البلدي، وقال لنا محافظ الشرطة رئيس خلية الاتصال بأن المكان كثيرا ما يرتاده الأشخاص الذين يحتسون الكحول والمخدرات، مشيرا أيضا لتسجيل عديد الجرائم بذات الموقع وأوضح بأن تحديد أوكار الجريمة التي تتم عملية مداهمتها، يأتي بالتنسيق بين مصالح الأمن المركزي ووحدات الأمن، مشيرا إلى أن الأخيرة هي التي تحدد تلك الأوكار وتطلب الدعم لعمليات المداهمة. لوحات الكترونية لتعريف الأشخاص والمركبات أثناء عمليات المداهمة والتدخل، كانت مصالح الشرطة تستخدم لوحات الكترونية لتعريف الأشخاص والمركبات، وقال لنا أحد الأعوان الذي يستعين بتلك اللوحات، بأن اللوحات، التي يستخدمونها مزودة ببرنامج تشغيل، متصل بملف المركبات والأشخاص، الذين هم محل بحث وفي حال معرفة ترقيم اللوحة أو الشخص فإنها ستعلن عن ذلك. عمليات البحث والتعريف لم تكلل بنتائج خلال المداهمات التي وقفنا عليها، ببعض أحياء الجهتين الشمالية والغربية، لكن وبحسب رئيس خلية الاتصال يبقى الهدف منها حتى وإن كانت النتائج سلبية في بعض حالات التدخل، هو بث الأمن والإحساس بالتواجد الأمني وسط المواطنين، ما يجعل الأشخاص الذين هم على استعداد لارتكاب الإجرام يتراجعون عن نواياهم، وأكد ذات المسؤول في رده على استفسارات الإعلاميين، بخصوص تراجع وفرار المجرمين ونشر تحذيرات فيما بينهم عند مشاهدة مركبات الشرطة، بأن ردع وتراجع المجرمين عن نواياهم يبقى في حد ذاته هدفا للشرطة. بعد الوجهة الأولى لحي المجزرة، والتي لم تكلل مداهمتها بنتائج كانت وجهة فرقة الشرطة المنطقة الصناعية لحي كشيدة، و قد أشار رئيس خلية الاتصال قبل وصولنا إلى اعتياد أشخاص المجيء إلى المنطقة لاحتساء الكحول، وفعلا بمجرد وصولنا وتوقفنا بإحدى شوارع المنطقة الصناعية أين تم ضبط أشخاص في حالة سكر علني، ومن بين هؤلاء سائق سيارة أجرة راديو، و أوضح أحد أفراد الشرطة لنا بأن عمليات التحقق تتم عن طريق جهاز يمكن من تثبيت حالة السكر، وأكد محافظ شرطة بأن ملفا سيعد ضد سائق سيارة الأجرة الذي يفترض أنه خضع لتحقيق إداري قبل نيله لرخصة العمل بسيارة أجرة. و أثناء تواجدنا بالمنطقة الصناعية تمكن عناصر للشرطة في مكان ليس ببعيد بحي كشيدة، من توقيف خمسة شبان بحوزتهم قطع صغيرة من الكيف معدة للاستهلاك. اتصال يحول دون وقوع جريمة بعد المنطقة الصناعية بحي كشيدة، كانت الوجهة التجمع السكني المجاور للمنطقة الصناعية المعروف بقرية غليزان، هذه الأخيرة لم تكن عملية المداهمة بشوارعها أمرا سهلا نظرا لضيقها بسبب اتساع عملية البناء الفوضوي وانعدام الإنارة العمومية بداخلها، وقد أكد لنا محافظ شرطة بالشرطة القضائية بأنه على الرغم من ضيق الشوارع وغياب الإنارة العمومية، إلا أنه إذا تطلب الأمر التدخل للبحث أو توقيف أشخاص، فإن العملية يجب أن تتم مؤكدا القيام عديد المرات بتدخلات في حالات صعبة. بعد قرية غليزان، تواصلت عملية المداهمات بتمشيط طريق حملة وفي تلك الأثناء وبينما كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة ونصف ليلا، تلقت مصالح الشرطة اتصالا من أجل التدخل السريع على مستوى مدخل القطب السكني حملة 01، لتسجيل مواجهات بين أشخاص بواسطة الأسلحة البيضاء، وتعرض شخص لطعن بالسلاح، ما زاد في حالة التأهب. سائقو مركبات القافلة الأمنية ضاعفوا السرعة، وما هي إلا لحظات حتى وصلنا إلى المكان المحدد أين كان يتواجد تجمع من المواطنين الفضوليين، ويظهر أن الفاعلين قد لاذوا بالفرار لتتواصل بعدها عملية التعقب. فرقة المداهمة، حولت الوجهة نحو الحاجز الأمني للشرطة بالطريق الوطني 03 بالقرب من محطة المسافرين، حيث كانت أعين رجال الأمن يقظة وساهرة على تأمين الطريق، وأثناء تواجدنا كانت مركبة تحاول أن تسلك طريقا ثانويا لتفادي الحاجز الأمني، لكن يقظة عناصر من الشرطة مكنت من توقيف المركبة التي اتضح أنها كانت محملة بقارورات كحولية، وقد حاول مقاومة عناصر الشرطة ليتم اقتياده مباشرة إلى مركبة الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة اتجاهه وإثبات ما إذا كان في حالة سكر علني.