مخرجون ينوهون بارتفاع منسوب حرية التعبير في الجزائر كانت بداية عروض أفلام الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي شبه متفقة على محور واحد وهو التطرق لظاهرة التطرف الديني وإنعكاسه على مجتمعات الدول العربية، وهنا نوه مخرجو طواقم هذه الأفلام بإرتفاع منسوب حرية التعبير في الجزائر التي رحبت بهذه الأفلام التي عرض أغلبها لأول مرة وكان هذا بمهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته العاشرة، في الوقت الذي رفضت أغلب الدول العربية إستقبال هذه الأفلام التي تغوص نوعا ما في واقع الشعوب العربية ومخلفات ما سمي بالربيع العربي، وارجع أغلب المخرجين سبب «حظر» هذه الأفلام لإختلاف السياسيين حول مفهوم التطرف والأفكار الدينية. ولعل أبرز عمل سينمائي ناقشه جمهور مهرجان وهران هو الفيلم المصري «مولانا»، الذي عرض يوم الخميس المنصرم خارج المنافسة الرسمية وحضره المخرج مجدي أحمد علي الذي عبر عن سعادته لتجاوب الجمهور مع الفيلم وتطرق خلال النقاش لرفض العديد من الدول العربية إستقبال الفيلم لأسباب مثلما قال أنه يجهلها حيث لم يقدم له مبرر واضح، فما عدا عرضه في مصر ولبنان أين تم حدف منه مقاطع، كانت الجزائر حاضنة للطرح الذي تتبناه حتى في سياستها وهو رفض التطرف الديني والتعصب وكل مظاهر التشدد، وقال المخرج أثناء رده على أسئلة الصحفيين والجمهور أن الهدف من هذا العمل هو تقديم رسالة ضد الفكر المتطرف الذي يجر للدمار والخراب وإشعال فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وهي الأفكار التي تكبل التطور التنموي والفكري في الدول العربية مثلما أضاف الأستاذ مجدي مبرزا أنها أفكار بعيدة عن المعاني الحقيقية والأصلية للإسلام، وهي المعاني التي قال عنها المخرج أن هناك حظر عليها كونها تهز مصالح العديد من الأطراف، وهي ذات المصالح التي فرضت الحظر على الفيلم العراقي الوثائقي «فرقة « وعلى المجموعة الشبانية التي تهوى الموسيقى والعزف، حيث قال مخرج العمل البقار جعفر أن فيلمه لم يعرض في العراق ولن يعرض فيها في ظل أفكار التشدد والتطرف الديني التي أصبحت تجلب العديد من المخاطر على الشعب، حيث أضاف أنها مخاطر تحذق بالمجموعة الشبانية التي تهوى الموسيقى والتي تعمل في سرية من أجل تجسيد رغبتها في الإغتراف من الفن لمحاربة كل الأفكار الهدامة التي تحيط بهم، هم شباب من مدينة الصدر العراقية كل واحد منهم روى قصته في الفيلم وكيف أنه تعرض للضغط حتى داخل أسرته فما بالك بالمجتمع. وكان المخرج قد إقترب من بعض الأطراف التي تحمل أفكارا متطرفة في تفسيرها للدين منها الميليشيات، ورغم أن الفرقة أنشئت إلا أن حلمها بالظهور للعلن وتنشيط حفلة في المدينة مؤجل إلى حين، وأوضح بعض العراقيين الذين حضروا عرض الفيلم بقاعة سينيماتيك وهران، أن مدينة الصدر كانت مهدا الفن والغناء والإبداع والحضارة لغاية 2003 حين تغيرت الأمور التي تزداد تدهورا مع تطور الإرهاب وظهور داعش وغيرها. و قد تنفس المخرج نسمات حرية العرض في وهران حيث ثمن الجميع ذلك. مثلما ثمن صناع الفيلم السوري «ليليت» الذي كان عرضه الأول كذلك بمهرجان وهران حيث لم يعرض بسوريا وبعض أبطال الفيلم الذين رافقوا المخرج غسان شميط لوهران، شاهدوا العمل لأول مرة بوهران، فقد قال الفنان السوري عبد الرحمان قاسم والذي أدى دور الشيخ عبد القادر، أنه عندما شاهد الفيلم إستعاد بعض ذكريات ما يعيشه هو شخصيا في سوريا منذ سبع سنوات من صوت تفجيرات ودمار وخوف وغيرها، مبرزا أنه يتمنى أن لا يتواصل سقوط الضحايا والشهداء بل أن يتم التصدي ومحاربة المستعمر مهما كان لونه أو جنسه من أجل تحرير سوريا، بكى أكثر من مرة من مرارة الوضع، مشيرا أن السينما السورية بدأت تستعيد دورها في الفترة الأخيرة من خلال أعمال من شأنها أن تكون محطات في السينما العربية خاصة في التصدي للتطرف والتشدد، وكان دور الشيخ عبد القادر في الفيلم كاشفا لما يخفيه بعض السياسيين الذين يتحدثون باسم الدين ويفرضون قيودا حتى داخل أسرهم ويبنون المساجد وغيرها من الأعمال التي لا يجسدونها في تعاملهم مع الإنسان سواء إتفق معهم أو إختلف، وصور الفيلم أن فئة من هؤلاء أصبحوا متطرفين ويحاربونه باسم الدين أيضا ويدمرون ويختطفون ويعثون فسادا في الأرض باسم الدين وهو ذات الدين الذي تمارس تحت غطائه طوائف أخرى أعمالها ضد الأبرياء من دمار وتقتيل وجرائم بدأت سوريا اليوم تستفيق من دوييها شيئا فشيئا دائما على أمل العودة للدين الصحيح الذي يجمع الشعب ولا يفرقه لأن الوطن للجميع. وقالت كاتبة السيناريو جهينة أن ما يهمها هو التعمق في الأسباب التي أدت للوضع الذي تعيشه سوريا وشعبها وليس نقل جوانب من الأزمة بعدسة كاميرا، وأضافت أنه رغم أن المخرج حافظ على فكرتها الأساسية ونظرتها للعمل إلا أنها إنتقذت لجوءه لإظهار صور العنف، حيث كانت تنتظر فيلما رومانسيا أكثر منه «معنفا» لأنها تسعى من خلال أعمالها للدعوة لبناء الإنسان قبل كل شيء. هذه الهواجس العربية جمعها المخرج الجزائري كريم موساوي في فيلم «في إنتظار السنونوات» الذي عالج من خلاله أوضاعا مختلفة للمجتمع الجزائري الذي خرج من أزمة سبقت كل ما يعيشه حاليا العالم العربي، وتطرق المخرج لحالات من المجتمع التي رغم ما تعانيه من ضغط لأفكار دينية مختلفة إلا أنه يتحدى ويعيش كل واحد مثلما رسم لنفسه، وكما قال المخرج أنه أراد أن يبحر في أحداث متنوعة تصنع اليوم مجتمعا لا زال أيضا ينتظر أمل التغيير نحو الأفضل رغم ما وصل إليه من إنجازات فمتى ستأتي السنونوات؟. هوارية ب على هامش المهرجان العلايلي يلتحق بالمهرجان وصل مساء الخميس المنصرم الفنان عزت العلايلي لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، بعد أن تعذر عليه حضور مراسيم الإفتتاح بسبب وفاة زوجته، حيث أن العلايلي من المكرمين ضمن فعاليات الطبعة العاشرة، وقال عند وصوله أنه سعيد جدا لزيارة المهرجان لثاني مرة، وحضر العلايلي عرض فيلم «مولانا» بقاعة سينما المغرب، في إنتظار تكريمه في مراسيم خاصة. هيام يونس في وهران في إنتظار بخيت حلت مساء الخميس المنصرم الفنانة السورية هيام يونس لتشارك في مهرجان وهران السينمائي في فعاليات طبعته العاشرة، وبإبتسامتها المعتادة عبرت هيام عن إعتزازها بزيارة الجزائر وخاصة المهرجان. هذا في إنتظار مشاركة الشاعر المصري أحمد بخيت في أمسية شعرية بالمسرح الجهوي بوهران ضمن فعاليات المهرجان الذي أصبح يستقطب العديد من الفنانين في مختلف المجالات. أكثر من 700 مشارك في كاستينغ أحمد باي شهد الكاستينغ الخاص بإنجاز فيلم «أحمد باي» إقبالا كبيرا من طرف الشباب الموهوبين الراغبين في ولوج عالم الفن السابع من بوابة مهرجان وهران للسينما الذي خصص فسحة من برنامج لهذا الكاستينغ، حيث وقف هؤلاء الشباب أمام المخرج الإيراني جمال شورجا والمنتجة الجزائرية سميرة حاج جيلالي التي عبرت عن إندهاشها للتوافد الكبير وغير المتوقع للشباب الحالمين بتقمص أدوار في هذا العمل ليكون بالنسبة لهم البوابة التي توصلهم لعالم فن التمثيل. ولم يقتصر التوافد على شبان جدد جاؤوا من مختلف ولايات الوطن بل حتى على بعض الشباب الذين سبق لهم التمثيل في أعمال مختلفة منها التلفزيونية خاصة من الذين ظهروا في الدراما الرمضانية على القنوات الجزائرية المختلفة.