قال إبراهيم صديقي إن إطفاء مهرجان وهران السينمائي شمعته العاشرة، هذه السنة، سيكون محطة للتكريم والتقييم والتقويم أيضا. وعبر محافظ المهرجان عن اطمئنانه على مستقبل هذه التظاهرة السينمائية بدليل استقبال هذه الطبعة– حسبه- أزيد من 500 فيلم ضمن مسابقة الأفلام الطويلة. وتأسف لأن النقد السينمائي تحول مؤخرا عن أهدافه وانحرف إلى ما وصفه "بتصفية الحسابات" وكشف عن أهم ملامح دورة 2017 المزمع انطلاقها يوم 25 جويلية الجاري.
بعد بلوغ المهرجان سنته العاشرة.. ما أهم الإجراءات التي تم اتخاذها لرفع السقف تنظيميا وفنيا؟ هذه الطبعة العاشرة للمهرجان.. المسألة تتعلق بمحطة نريدها أن تكون أكثر إشعاعا وأن تلقي الضوء على ماضي المهرجان، أي ما تحقق بفضل من سبقونا في إدارته. والأكيد أننا نتطلع إلى آفاق هذا المهرجان ومستقبله على أن يكون في أحسن حال وأكثر نجاعة مما كان عليه. طبعة عاشرة هي موعد للعرفان لمن رحلوا عنا ولمن لا يزالون على قيد الحياة من السينمائيين حيث سيتم تكريم أبرز الأسماء.
أين يمكن أن نصنف مهرجان وهران بالنظر إلى خارطة مهرجانات الفن السابع في العالم العربي؟ بإطمئنان كبير نقيم وضع مهرجان وهران عربيا ودوليا، أولا مسابقة الأفلام رشح لها 500 فيلم. وهذا مؤشر على كوننا منتشرين وأن الموعد مهم للسينمائيين العرب. وثانيا، الوضع العربي السياسي خاصة بالمقارنة مع الاستقرار الذي ننعم به في بلادنا، ساعدنا على أن نكون أحكم تدبيرا. وعلى المستوى الإعلامي، يتداول المهرجان على نطاق واسع. وأزعم أننا المهرجان الأكثر تداولا في الإعلام العربي. المهرجان يسوق لمدينة وهران على أنها عاصمة للسينما منذ تأسيسه، الفضاء يزدحم كما تعلمون بمثل هذه العواصم، ولكننا نبذل جهدنا لتصبح وهران مدينة سينمائية بامتياز.
إلى أي مدى راهنتم على "العرض الأول"؟ وهل تقيدتم بشرط الإنتاج الجديد حسب ما ينص عليه قانون المهرجان؟ الفيلم الجديد له الأولوية، أكيد، وكل الأفلام المشاركة أنتجت في سنة 2016 أو في سنة 2017. بالنسبة إلى رهان العرض الأول، نوفق أحيانا، وأحيانا لا نوفق، بسبب كثرة المهرجانات وأيضا هناك مهرجانات تتعاقد مع المنتجين على حصرية العرض وتدفع أموالا مقابل ذلك. وأشير إلى أننا تواصلنا مع نقاد السينما في العالم العربي وطلبنا مقترحاتهم حول آخر الإنتاجات السينمائية.
هل طال هذه الأفلام المرشحة "مقص الرقابة"، خاصة تلك التي ضمت مشاهد جريئة أو قدمت طرحا سياسيا لا يتماشى مع الموقف الرسمي للجزائر؟ ننأى بأنفسنا عادة عن التدخل في صلاحيات الغير، هناك لجنة مشاهدة معتمدة من وزارة الثقافة تعطي الكلمة الأخيرة. علينا أن نتعامل سينمائيا مع ما ينتج. فمثلا، فيلم "مولانا"، الذي سيقدم العرض العربي الأول في وهران بعد أن أثار العرض الأول في مصر جدلا واسعا وسيحضر العرض الإعلامي المثير للجدل أيضا إبراهيم عيسى وهذا في حد ذاته إضافة لأننا في حاجة إلى فتح نقاشات جادة. ومن بين الأفلام التي ستقدم العرض العربي في وهران فيلم "آخر أيام المدينة" وفيلم "ابن باديس". وأشير أيضا إلى أن هذه الطبعة ستكون طبعة وثائقية بامتياز حيث ستقدم ستة أفلام وثائقية عرضها العربي في المهرجان.
كيف تعاملتم مع قلة الإنتاج السينمائي عربيا وجزائريا؟ الإنتاج السينمائي الجزائري نوعي على قلته ودخل المنافسة كل من "في انتظار السنونوات" و"العشيق" و"أوغسطنتين ابن دموعها".. وننتظر بشغف الأفلام قيد الإنجاز "أسوار القلعة السبعة" و"العربي بن مهيدي" وأشير إلى أننا استبشرنا خيرا بمخطط الحكومة وبما قاله الوزير الأول عن دعم الإنتاج السينمائي.
تحضر الأفلام وتنظم المهرجانات ويغيب النقد السينمائي في الجزائر.. مشكل تكوين أم مشكل صناعة؟ فعلا، النقد السينمائي مهم جدا لمواكبة الإنتاجات السينمائية وغربلتها. وعليه، نظمنا ندوة حول غياب النقد السينمائي في الوطن العربي وآفة النقد، أي طغيان المجاملة وسطحية المعالجة وتحوله إلى سلاح لتصفية الحسابات.
راهنتم على بعض الأسماء للتسويق إعلاميا للمهرجان.. من أكد المشاركة إلى حد الآن؟ كثير من نجوم الوطن العربي سيكونون ضيوفا في وهران، منهم الفنان القدير عزت العلايلي والفنانة السورية جمانة مراد ستكون عضو لجنة تحكيم. وسيحضر الفنان المصري خالد الصاوي أيضا. كان من المزمع أن يحيي الفنان محمد منير حفل الاختتام ولكن اضطر إلى إجراء عملية جراحية على اليد في ألمانيا. في نفس السياق، ستصعد الفنانة هيام يونس منصة الاختتام. وسيكون للأسرة الفنية والسينمائية حصة الأسد، حيث سيكرم أحد مؤسسي المهرجان الفنان حسان بن زيراري، الذي سيشرف على مهرجان مصغر في كل من معسكر ومستغانم. وسيتم تقديم عروض سينمائية بحضور المخرجين في الولايتين، إضافة إلى لفتة جد خاصة للمخرج موسى حداد وتكريم فرقة "ثلاثي الأمجاد" وابنة المدينة الفنانة القديرة نادية طالبي.