أكدت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز « سونلغاز» تعرض عدة خطوط عالية الضغط تابعة لشبكة نقل وتوزيع الكهرباء لأضرار جسيمة بفعل الحرائق التي مست عدة ولايات من القطر الوطني في الأيام الأخيرة، أدت إلى تسجيل عجز في الطاقة المتوفرة. وحسب بيان لمؤسسة سونلغاز أمس فإن خطوط الضغط العالي المترابطة ب 200 إلى 400 كيلوفولط، التي تمر عبر الغابات تأثرت بشكل خطير جراء الحرائق الكثيفة التي سجلت بكل من الطارف، سوق أهراس، قالمة، عزابة، القل، بجابة، تيزي وزو، تيبازة، البليدة والمدية. ويضيف ذات البيان أن هذه الأضرار أدت إلى عجز في الطاقة المتوفرة لدى الشركة على مستوى محطاتها لتقديم خدمات للزبائن في ظروف حسنة، ويأتي هذا العجز –يشير البيان- في وقت سجلت فيه مستويات قياسية لاستهلاك الكهرباء، حيث بلغت الاثنين الماضي 14.200 ميغاواط. وعليه يؤكد ذات المصدر أنه وعلى غرار جميع مصالح الدولة كالحماية المدنية، وحفظ الغابات فإن سونلغاز وكذا المؤسسة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز « تواجه الوضع الأكثر صعوبة بفعل الحرائق التي تسببت في أضرار جسيمة على مستوى شبكات النقل والتوزيع». وعلى سبيل المثال أشارت مؤسسة سونلغاز إلى أن الحرائق المسجلة في شرق البلاد يمكن أن تؤثر على شبكة النقل في المنطقة وتؤدي إلى عجز في الطاقة المتوفرة للمؤسسة على مستوى مثلا محطة كهربائية معينة، ويمكن أن تؤدي إلى نقص في التزويد بالطاقة في جميع البلديات بما فيها تلك الموجودة غرب البلاد. ومعروف أن مؤشر استهلاك الطاقة الكهربائية يزداد في فصل الصيف عموما وعندما تشتد الحرارة على وجه الخصوص، إلى الدرجة التي تجعل سونلغاز تلجأ في كل مرة إلى إحداث انقطاعات لضمان توفير الكمية المطلوبة من الطاقة لجميع زبائنها، ومع تضرر خطوط الضغط العالي لأضرار جسيمة كما جاء في بيان الشركة فإنه يمكن توقع اضطرابات في التموين بالطاقة الكهربائية في الأيام المقبلة في انتظار إصلاح الخطوط المتضررة. وكما هو معلوم فإن سونلغاز تنقل الكهرباء من محطات التوليد إلى مختلف جهات الوطن عبر خطوط الضغط العالي التي يمر جلها عبر الغابات، وهو ما يجعلها معرضة للإتلاف في حال حدوث حرائق، خاصة بالنسبة لمحطات التوليد الموجودة في شمال البلاد، ومع الحرائق الكبيرة والكثيفة التي عرفتها 13 ولاية حتى الآن منذ جوان الماضي فإن احتمال تضرر خطوط النقل يكون كبيرا، خاصة وأن الحرائق التي اندلعت في الكثير من الولايات نهاية الأسبوع وقبله كانت مهولة وكبيرة، وقد أتت على نسبة كبيرة من المساحات الغابية والاشجار ووصلت حتى بيوت المواطنين. وتتطلب مثل هذه الوضعية من القائمين على سونلغاز وفروعها التفكير في طريقة خاصة لحماية شبكات النقل عبر الجبال والغابات من الحرائق وغيرها من الكوارث الطبيعية الأخرى، سواء عن طريق فتح مسالك خاصة بها، أو على الأقل تنظيف المساحات المحيطة بأعمدة نقل الكهرباء وخطوط سيرها من الغابات والأعشاب وغيرها.