نستهل هذه الدردشة بالاستفسار عن البرنامج الذي سطرتموه تزامنا مع فترة الراحة التي خصصت للكأس و تحضيراتكم لمواجهة الرائد اتحاد عنابة؟ الحقيقة أنني وجدت نفسي مضطرا إلى الغياب عن الفريق منذ الأربعاء الماضي، كوني رافقت شقيقي إلى مدينة برشلونة الإسبانية من أجل إخضاعه لمرافقة طبية على مستوى إحدى المصحات، لكن هذا الغياب لن يطول، و سأكون حاضرا مع التشكيلة بداية من اليوم، و العمل سار بصورة عادية، حيث لم نسطر أي برنامج خاص، بل حاولنا فقط وضع بعض الروتوشات و تجريب بعض الخيارات تحسبا للمستقبل، لأن هذه الراحة ليست طويلة، و لو أن اقصاءنا المبكر من منافسة الكأس سمح لنا بكسب وقت أطول، من أجل التحضير للقاء القادم، و بالتالي تفادي انعكاسات كثافة الرزنامة في هذا المنعرج الحاسم. هل يعني ذلك بأن الإقصاء من الكأس في الدور الجهوي الثالث عاد بالفائدة على «لايسكا»؟ مغامرة الكأس تستهوي جميع الأندية، لكنها لا تنصب دوما في صدارة الأهداف، خاصة بالنسبة للفرق التي تراهن على لعب ورقة الصعود في جميع الأقسام و المستويات، لأن هذه المنافسة لها الكثير من الإيجابيات في العمل اليومي للمدرب، سيما من الناحية البسيكولوجية للمجموعة، و كذا الروح الجماعية، إذا ما نجح فريق في بلوغ أدوار متقدمة، إلا أن أكبر جانب سلبي لها يكمن في تأثير كثافة البرمجة على البرنامج المسطر، و ما له من انعكاسات مباشرة على الحضور البدني للاعبين، و هذا العامل تم تسجيله في هذه المرحلة، حيث أن العديد من أندية الهواة و ما بين الرابطات مجبرة على إجراء 3 مباريات في ظرف أسبوع، لأن الجولة القادمة من البطولة ستجرى هذا الثلاثاء، و الرابطة برمجة الجولة 11 السبت المقبل، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على العطاء البدني للاعبين، كونهم غير متعودين على خوض 3 مقابلات رسمية في ظرف 7 أيام. لكن جمعية الخروب ستستفيد من راحة أطول مقارنة بمنافسها القادم اتحاد عنابة؟ كما سبق و أن قلت فإن تحضيراتنا في هذه الفترة كانت جد عادية، و عمدنا خلالها إلى إجراء لقاء ودي ضد شباب قايس الثلاثاء الماضي، مع محاولة المزاوجة بين الجانبين البدني و التقني في عملنا اليومي، لأن الابتعاد عن المنافسة الرسمية لمدة 10 أيام لا يعطي الكثير من الوقت للطاقم الفني، من أجل التكثيف من العمل الميداني، و ذلك لتجنب الانعكاسات السلبية لأي برنامج استثنائي على مردود اللاعبين، و لو أن الشيء الإيجابي في هذه الراحة استفادة العديد من العناصر من فترة أطول للاسترجاع، كوننا مقبلون على منعرج حاسم و مصيري، باستقبال الرائد اتحاد عنابة، ثم التنقل إلى شلغوم العيد لمواجهة الهلال المحلي، و هما لقاءان في غاية الصعوبة، و النقاط فيهما تكتسي أهمية بالغة. و ماذا عن نظرتكم الأولية لقمة هذا الثلاثاء ضد الاتحاد العنابي؟ مباريات المجموعة الشرقية لبطولة الهواة كلها صعبة، بالنظر إلى طابع الديربي الذي يطغى عليها، و استقبالنا لاتحاد عنابة في الجولة القادمة يضعنا أمام حتمية الفوز، من أجل اعتلاء صدارة الترتيب، خاصة و أننا سنلعب في عقر الديار، و الفرصة مواتية لخطف عرش المقدمة، و لو أن المهمة لن تكون سهلة، لأن المنافس قدّم أوراق اعتماده على أساس أنه من الفرق التي تسعى دوما لتحقيق الصعود، و قد حاولنا التحضير لهذه المباراة من جميع الجوانب، بدراسة المنافس من حيث أسلوب اللعب المنتهج، و السعي للوقوف على نقاط القوة و الضعف، رغم أن المعطيات تغيرت مقارنة بسابق اللقاءات، بعد التغيير الذي طرأ على مستوى عارضته الفنية، لكننا نسعى لتحقيق المبتغى و الظفر بالنقاط الثلاث. بعد قيادتكم التشكيلة في مباراة رسمية واحدة، كيف ترون حظوظ «لايسكا» في القدرة على تجسيد حلم العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية؟ موافقتي على تدريب جمعية الخروب كانت بنية المساهمة في إعادة هذا الفريق إلى مكانته ضمن الرابطة المحترفة، لأن تجربتي في بطولة الهواة طويلة، و ما عشته الموسم الماضي مع ترجي قالمة كان بمثابة الدرس القاسي الذي لا بد أن استخلص منه العبر، و القناعة التي توصلت إليها بمجرد قيادتي الفريق في أول مقابلة رسمية، أننا نمتلك مجموعة قادرة على تحقيق الغاية المرجوة، لأن تعداد «لايسكا» ثري بأصحاب الخبرة و التجربة، و هو عامل جد مهم في هذا المستوى، كما أن تواجد لاعبين باستطاعتهم صنع الفارق في أي لحظة من المباراة أمر إيجابي، و بالتالي فإنني متفائل بالقدرة على إنهاء المشوار على منصة التتويج، شريطة تحلي المجموعة بروح المسؤولية، و التركيز على العمل الميداني الجاد، مادامت المؤشرات الأولية لسباق الصعود ارتسمت بعد انقضاء الثلث الأول من البطولة، و تواجدنا في مركز الوصافة على بعد نقطة واحدة من الرائد الحالي يضعنا في رواق جيد لمراقبة السباق عن كثب، و لو أن الرؤية ستتضح أكثر في نهاية مرحلة الذهاب.