أعرب مدرب فريق اتحاد عنابة التوهامي صحراوي، عن ارتياحه الكبير للظروف التي أجرى فيها فريقه تربص تيكجدة، وأكد على أن المحطة التحضيرية الأولى للموسم القادم كانت ناجحة إلى أبعد الحدود، سيما بعد تجسيد نسبة كبيرة من البرنامج المسطر، ما جعله يبدي الكثير من التفاؤل بخصوص القدرة على تحقيق حلم العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية، والذي يراود العنابيين للموسم الرابع على التوالي. صحراوي وفي دردشة مع النصر على هامش المباراة الودية التي أجراها «الطلبة» عشية أول أمس أمام رائد القبة، أكد بأن تربص تيكجدة مكن الطاقم الفني من قطع شوط هام من برنامج التحضير البدني، وصرح في هذا الصدد قائلا: «لقد عمدنا إلى برمجة هذا المعسكر خلال الأسبوع الثاني من برنامج تحضيراتنا بغية تجاوز الخمول البدني الذي عاشه اللاعبون خلال فترة الراحة، وعليه فقد اخترنا هذا المركز لتوفر الظروف الكفيلة بتجسيد البرنامج المضبوط، خاصة ما يتعلق بالأماكن التي تسمح بالتحضير الجيد في المرتفعات، وكذا وسائل الاسترجاع». كما أشار صحراوي إلى أن التدرب خلال هذه المرحلة بمعدل حصتين في اليوم أمر منطقي: «ولو أن ذلك أنعكس سلبا على اللاعبين من الناحية البدنية، نتيجة تأثرهم بالتعب والإرهاق، وعدم القدرة على الاسترجاع، إلا أننا رغم هذا عمدنا إلى استغلال فترة التربص لبرمجة بعض المباريات الودية، والمسعى منها لم يكن معاينة الجانبين التقني والتكتيكي، بل البحث عن وسيلة أخرى لتجسيد برنامج التحضير البدني، وكسر روتين العمل المتواصل والمكثف في الغابة أو على مستوى قاعة تقوية العضلات، لأن اللقاءات الودية من شأنها أن تعطي للاعبين فرصة للاسترجاع، مع عدم القيام بمجهود بدني كبير في ظرف زمني وجيز». على صعيد آخر أوضح مدرب «الطلبة» بأن تربص تيكجدة سمح له بأخذ نظرة واضحة وشاملة عن التعداد الذي سيراهن عليه الموسم القادم، الأمر الذي دفعه إلى التصريح قائلا: «رغم معرفتي المسبقة بأغلب العناصر، إلا أن هذا المعسكر الإعدادي كان فرصة مواتية للوقوف على مدى جاهزية اللاعبين للتأقلم مع طريقتي في العمل، وقد لقيت تجاوبا نسبيا من المجموعة، لأننا لم نمر بعد إلى الجانبين التقني والتكتيكي، والمهم بالنسبة لنا عدم تعرض أي لاعب لإصابة في هذا التربص، ومنحنا الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة في المباريات الودية، إضافة إلى الروح المعنوية السائدة وسط المجموعة، والتي تجعلنا متفائلين مسبقا بالقدرة على تجسيد الهدف المسطر، والمتمثل في الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية». صحراوي أشار في معرض حديثه إلى أن موافقته على تدريب اتحاد عنابة الموسم القادم، لا يعني بأنه يمتلك العصا السحرية الكفيلة بتحقيق حلم الصعود، سيما وأنه نجح في بلوغ نفس الهدف مع اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة لموسمين متتاليين، و استطرد قائلا: «تجربتي في بطولة وطني الهواة، مكنتني من الوقوف على قناعة واضحة، وهي أن الاتحاد العنابي يفتقد في منظومته لحلقة بارزة، ما حال دون تحقيق الصعود خلال السنتين الفارطتين، وقد شاءت الصدف أن أكون مدربا لفريقين تقدما على الاتحاد في آخر منعرجات السباق، وهذا ليس معناه بأنني ساحر، إنما أنا مجرد مدرب يركز على العمل الجاد، وأتمنى أن أكون الحلقة التي كانت تنقص الفريق العنابي، لأن الصعود يمر عبر الكثير من المعطيات، أبرزها جاهزية اللاعبين والطاقمين الفني والإداري لرفع التحدي، إضافة إلى دعم الأنصار على مدار الموسم، وقد حاولنا منذ البداية وضع القطار على السكة الصحيحة، والانطلاق في العمل مبكرا لخلق «ديناميكية» أكثر وسط المجموعة تحسبا لمشوار طويل وشاق». وفي رده عن سؤال يتعلق بباقي البرنامج المسطر من التحضيرات، أكد صحراوي بأن الاتحاد سيشد الرحال إلى تونس يوم 20 أوت الجاري لإقامة تربص ثان، سيخصص للجانب التقنو- تكتيكي، مع محاولة إجراء أكبر عدد ممكن من المباريات الودية، بحثا عن التنسيق والإنسجام، لأن العودة إلى أرض الوطن ستكون عشية عيد ألأضحى المبارك، والمحطة الأخيرة من البرنامج، ستكون لتحضير المقابلة الرسمية الأولى للبطولة. للإشارة فإن التشكيلة العنابية ستغادر ظهيرة اليوم الثلاثاء مركز تيكجدة، وستنشط في المساء مباراة ودية أمام مولودية العلمة بملعب مسعود زوقار، ستكون الخامسة منذ بداية التحضيرات، لأن التربص عرف إجراء 4 وديات أمام كل من اتحاد العجيبة، نادي بارادو، نجم بئر أغبالو ورائد القبة، ولو أن البرنامج يتضمن ايضا مباراة ودية أمام شبيبة سكيكدة يوم 17 أوت الجاري بملعب 19 ماي، ويسعى صحراوي لبرمجة لقاء آخر في 14 من هذا الشهر بعنابة، بغية إعطاء فرصة أكبر للأنصار من أجل معاينة فريقهم، وبالتالي تمكين اللاعبين من الاحتكاك أكثر بالجمهور.