حنون وسيدي السعيد يدعوان رئيس الجمهورية لإلغاء استيراد الشيفون ناشدت لويزة حنون الأمينة العام لحزب العمال وعبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التدخل وإلغاء المادة التي ترخص استيراد "الشيفون" في قانون المالية للسنة المقبلة، كما طالبا أيضا بإعادة تأميم المؤسسة الوطنية للغازات الصناعية ومؤسسة الزجاج لوهران. شكل الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيس حزب العمال أمس فرصة للسيدة لويزة حنون الأمينة العامة للحزب لإعادة التذكير بكامل المواقف التي اتخذها الحزب منذ إنشائه في جميع المجالات وإزاء كافة القضايا الوطنية، وتوقفت لويزة حنون في الحفل الذي أشرفت عليه صبيحة أمس بقاعة الأطلس بباب الوادي بالعاصمة عند بعض القضايا الاقتصادية الحيوية بالنسبة للبلاد في الظرف الراهن.ودعت المتحدثة في هذا الصدد رئيس الجمهورية إلى استدراك الوضع وإلغاء المادة التي ترخص استيراد الألبسة المستعملة "الشيفون" الواردة في قانون المالية التكميلي لهذه السنة في قانون المالية العادي للسنة المقبلة، وهو نفس المطلب الذي رفعه الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة. واعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال البرلمان الذي يصوت على مادة مثل هذه لا يستحق الاحترام، وهو غير جدير بالبقاء لأنه لا يخدم مصلحة البلاد، وعلى رئيس الجمهورية أن يحله فورا لنشرع في التجديد الذي تحدث عنه.واستنكرت لويزة حنون أيضا دائما في المجال الاقتصادي التخلي عن المؤسسة الوطنية للغازات الصناعية لشريك ألماني ( مؤسسة لاند)، وهي مؤسسة حيوية جدا بالنسبة لأمن البلاد كونها كانت تنتج كل كميات الأكسجين التي تحتاج إليها مؤسساتنا الاستشفائية، واليوم أصبح مصير مرضانا بيد هذا الشريك الألماني الذي أفلس الشركة وأصبح يستورد الأكسجين من عند جيراننا ويصدر ما ينتج هنا، بعدما كنا نصدره قبل ذلك، وعليه طالبت أيضا بضرورة استرجاع هذه الشركة الحيوية المهمة، نفس الموقف أبدته من قرار وزارة الصناعة بيع شركة الزجاج لوهران في 26 جوان المنصرم ب 50 مليار سنتيم فقط بينما يصل ثمنها الحقيقي إلى 848,6 مليار سنتيم، واعتبرت بيع هذه الشركة للمؤسسة الفرنسية "سان غوبان" بنسبة 100 بالمائة هدية لا مثيل لها للشركة الأجنبية، وهو قرار مخالف تماما لما ورد في قوانين المالية لسنتي 2009 و2010 وللقرار الذي أصدره رئيس الجمهورية حول الشراكة الأجنبية وفق صيغة 51/49، ودعت هذا الأخير إلى تصحيح قرار وزارة الصناعة بيع هذه الشركة. من جهته دعا عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية في كلمة له بذات المناسبة رئيس الجمهورية أيضا لإعادة النظر في قانون استيراد الشيفون مؤكدا دعمه للإنتاج الوطني ووقوفه إلى جانب عمال قطاع النسيج، وقال بشأن المؤسسة الوطنية للغازات الصناعية أنها كانت في وضعية حسنة وبعد خصخصتها أصبحت اليوم في وضعية كارثية، متسائلا كيف نخصخص مؤسسة بمثل هذه الأهمية بالنسبة للبلاد، فقد كنا –يضيف المتحدث –نصدر الأكسجين واليوم بعد خوصصة المؤسسة أصبحنا نستورده، وكشف أن المركزية النقابية أعدت ملفا تقنيا كاملا حول هذه الشركة ستقدمه لاحقا للحكومة من اجل استرجاعها بالكامل.وتحدث سيدي السعيد عن مؤامرة تعرضت لها المركزية النقابية في مجلس إدارة المكتب الدولي للعمل، إذ بعد ظهور ما يسمى بالثورات العربية في دول إقليمية كانت دوائر غربية تنتظر من النقابة أن تقوم بدور لخلط الأوضاع وخلق ثورة لكن هذه الأخيرة رفضت ذلك ما دفع بالعديد من النقابات الممثلة في مجلس إدارة المكتب وفقا لتوجيهات حكوماتها إلى العمل على إخراجها من مجلس الإدارة الذي انتخبت فيه لثلاث عهدات باسم منطقة شمال إفريقيا. لكن المركزية النقابية لم تقف مكتوفة الأيدي إذ قامت -حسب سيدي السعيد- بهجوم مضاد بمساعدة النقابات الإفريقية وتمكنت من العودة إلى مجلس إدارة المكتب الدولي للعمل بعد حصول مرشحتها على 100 صوت من أصل 124، ليخلص إلى انه حتى العمل النقابي أصبح محكوما بمصالح البلدان، ومؤكدا أنه لن يقبل يوما إن تصبح النقابة عاملا لزعزعة استقرار للبلاد. لويزة حنون وبمناسبة مرور 21 سنة على تأسيس حزب العمال أكدت مرة أخرى ثبوت الحزب على جميع المواقف التي عبر عنها إزاء مختلف القضايا الوطنية المطروحة، وجددت تحفظ حزبها على رزنامة الإصلاحات السياسية الجارية مفضلة حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات مسبقة تفرز مجلسا حقيقيا ثم مراجعة الدستور قبل القوانين الأخرى، وقد تخللت الحفل الذي أقامه الحزب بقاعة الأطلس -- التي كانت مكتظة بمناضلي الحزب من كل الجهات- رقصات متنوعة قدمها بالي الديوان الوطني للثقافة والإعلام تعكس تراث مختلف جهات الوطن.