أطباء يخدمون مصالح مخابر أجنبية أكد المشاركون في الملتقى المنظم أمس بالجامعة الإسلامية بقسنطينة أن ضمان التكوين المستمر وسيلة من شأنها التخفيف من حدة صراع المصالح في مهنة الطب حيث غالبا ما ترتبط المعاينات و الفحوصات الطبية بما لدى الطبيب من علاقات و مصالح و فوائد يجنيها من خلال الترويج لدواء معين، أو طلب كشف بجهاز معين.الملتقى الذي نظمه فرع قسنطينة للمجلس الوطني لأخلاقيات الطب تناول التأثيرات السلبية للعلاقات المصلحية التي يربطها الأطباء و ممثلي المخابر الصيدلانية منتجي و مستوردي الأدوية و الذين يشكلون لوبيا كبيرا، إستغل الفراغ القانوني و غياب التنظيم ليصنع السياسات الصحية في الجزائر.القوانين المنظمة للعمل بدورها لم تتطور حسب أحد المتدخلين الذي أرجع العيب إلى بقاء المنظومة الصحية تسير بقوانين سنتي 1985 و 1987، بينما حدثت تطورات كبيرة في ميدان سوق الأدوية التي يقاسم فيها المستوردون مبلغ 02 مليار دولار أمريكي سنويا. من بين القضايا التي ينشأ فيها صراع المصالح حسب المتدخلين تعقيبا على مداخلة للبروفيسور وشتاتي تركزت على غياب التكوين، كانت مسألة غلق الباب في وجه أطباء يرغبون في تعلم تخصصات محددة و من أمثلة ذلك بقاء مصلحة لأمراض الغدد بأحد المستشفيات الجامعية بالشرق الجزائري حكرا على رئيس المصلحة و ابنته منذ 20 سنة.كما أن الفراغ الموجود ترك بعض أصحاب المخابر الصيدلانية لا يترددون في التكفل بعمليات تكوين لصالح أطباء مختصين في جراحة الأسنان وفق ما ذكر البروفيسور عبد الحميد أبركان، الذي تأسف لغياب التكوين في ذلك الاختصاص بكلية العلوم الطبية و تكفل شركة خاصة بتكوين جراحي الأسنان و بطبيعة الحال يمثل الأمر صراع مصالح واضح بين واجبات الطبيب و أخلاقيات مهنته و بين ما يقدمه بالنسبة للتكوين الذي تلقاه بفضل رعاية مؤسسة تجارية خاصة غرضها تحقيق الربح المادي.و قد طلب الطبيب برنارد عمر و هو مختص في أمراض "الروماتيزم" بمستشفى كوشان بباريس من الأطباء القيام بواجبهم المهني وفق الأخلاقيات التي يتعلمونها مع مهنة الطب و التي تجعلهم مسؤولين أخلاقيا عن كل الانحرافات التي تنجم عن الانسياق وراء صراع و تداخل المصالح، و على الاطباء مكافحة روح النظام القائم و المفروض من كبريات الشركات العالمية للصناعات الدوائية عبر دول عديدة قامت فيها تلك الشركات أحيانا بارتكاب أفعال مخزية، كتجريب مستحضرات دوائية على أطفال نيجيريا لاختبار دواء مضاد لالتهاب السحايا. بينما لم يذهب رئيس مجلس أخلاقيات الصيادلة بعيدا في البحث عن التعابير المناسبة لوصف حالة صراع المصالح سوى بالقول أن المسألة تمثل رشوة و فسادا يقوم به مستوردو الأدوية تجاه الأطباء و الصيادلة على حد سواء للترويج لمنتجاتهم، دون مراعاة مصلحة المريض و لا أخلاقيات المهنتين. و ذلك من خلال الهدايا و السفريات المتعددة نحو دول أجنبية للسياحة تنظمها المخابر الدوائية لصالح الأطباء الذين صارت زيارات المندوبين لتلك المخابر لهم تعني حصولهم على منافع و امتيازات لا أكثر. الملتقى تم خلاله تكريم روح فقيد الأسرة الطبية بقسنطينة البروفيسور حسين بن قادري الذي توفي بينما كان يمارس مهامه مديرا للمستشفى الجامعي الحكيم بن باديس، و خاصة أن المرحوم كان نائبا لرئيس مجلس أخلاقيات الطب بقسنطينة و رئيسا لجنة الأخلاقيات بالفرع.