تربية الأسماك لا تهم المستثمرين بقسنطينة ونتائج باهرة تحققت بالجنوب اعتبر خبير تربية المائيات ورئيس محطة الصيد البحري بالمرسى، ولاية سكيكدة، نعيم بلعكري، الاستثمار في مجال إنتاج اللحوم ومزارع تربية الأسماك، المجال الأكثر إدرارا للأموال وبالعملة الصعبة، مضيفا أنه الاهتمام الأول القادم للجزائر، حتى 2020، بالرغم من تواضع الاستثمارات حاليا بالمجال، حيث لا يتجاوز العدد بكل القطر 19 مشروع مزرعة سمكية منتجة، منها تسع خاصة بالمحار، وحوالي 200 في طور الإنجاز. وأجاب الخبير النصر، خلال الأبواب المفتوحة حول فرص الاستثمار في الصيد البحري وتربية المائيات، المنظمة بقسنطينة، أمس، بخصوص عدم الإقبال على هذا المجال، بكونه جديدا ببلادنا، رغم انتشاره بسرعة وحجزه مكانا ضمن أكبر الاستثمارات الاقتصادية المربحة، حيث في أفريقيا وتحديدا بمدغشقر، تنتج 7 آلاف طن، و السيشل 6 آلاف طن في تخصص الجمبري الضخم، حيث يصدَّر إلى الخارج بالعملة الصعبة وبأرقام خيالية، مع أن الدولة تبذل دعما كبيرا للقطاع، بمنح صغار السمك بأنواعه سواء الجمبري، السمك البلطي، السندر، القاروس والجمبري الضخم، مجانا، إلى جانب المرافقة التقنية، وتسخير كل الإمكانات الضرورية لإنجاح هذا الاستثمار المربح، وغير المكلف، باكتراء قطعة الأرض لإنجاز المشروع بقيمة لا تتجاوز 1 دج في العام للهكتار الواحد. أما بقسنطينة، ومع بدء تربية الأسماك بالأحواض والمياه العذبة العام 2004، بالجزائر، لم يسجل بعد أي استثمار، ما عدا منح 21 فلاحا هذا الدعم لتجريب الأمر، وإيداع ملف واحد على مستوى فرع محطة الصيد البحري، رغم وجود 5 بياطرة، أيضا، لتجسيد المعاينة التقنية، دون إقبال المهتمين، مع أن الاستثمار بسيط، يضيف الخبير، ويتطلب حوض ماء واقتناء الأكل الخاص بالسمك، واختيار نوع السمك وطريقة تربيته، بالنسبة للتجارب البسيطة، على عكس الولايات الأخرى، خاصة الداخلية والجنوب. و في دلس ببومرداس، تحصَّل مستثمر على نتائج باهرة بزرعه لسمك البلطي، فخلال شهر واحد بلغ نتيجة 200 غرام من السمك، فيما باع آخر بمستثمرة مماثلة بأدرار 8 طن من الأسماك المزروعة الموجهة للبيع، ليبلغ وزنا قياسيا بولاية تمنراست في أقصى الجزائر ب 2,5 كيلوغرام، فيما توجه فلاحون قاموا بتجربة تربية الأسماك بسقي الأراضي والمحاصيل الزراعية بالمياه الغنية بفضلات الأسماك، التي ربيت داخل الأحواض المائية المخصصة للسقي، وانتقل إنتاج البرتقال على سبيل المثال من 40 إلى 70 كيلوغراما للشجرة الواحدة. ويواجه المستثمرون الراغبون في القيام بمشروع كبير بمجال تربية الأسماك عائقا مهما، وهو قلة الامكانيات المتطورة لهذا النوع من الأعمال، على اعتبار أن 70 % من التقنيات المستوردة قادمة من كوريا الجنوبية، وهو ذات الحال في المزرعة النموذجية لتربية الجمبري الضخم، بالمرسى بولاية سكيكدة، وهو مشروع بحث علمي موجه للمستثمرين من أجل استنساخ تجربة دول شمال شرق آسيا في تربية المائيات، بشراكة بين البلدين كلفت الجزائر 3 مليار دولار وكوريا الجنوبية 5 مليار دولار، منذ 2009. و يذكر أن الأبواب المفتوحة حول فرص الاستثمار في الصيد البحري وتربية الأسماك، نظمت من قبل الغرفة الفلاحية ومصالح الفلاحة لولاية قسنطينة، والغرفة الولائية للصيد البحري وتربية المائيات، وكذا مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية سكيكدة، برعاية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.