تأخر توزيع السكنات الريفية يؤرق السكان يعاني سكان بلدية القلة ، في الجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج ، من تأخر توزيع حصص السكن الريفي ، و من انعدام التهيئة الحضرية بشكل كبير بالقرى و كذا بمعظم الأحياء السكنية الكائنة بمقر البلدية ، الأمر الذي زاد من معاناتهم مع الانتشار الكثيف للغبار ، إضافة إلى تدهور وضعية الطرق ، ما جعل البلدية اقرب في مظاهرها إلى حياة التريف . سكان البلدية عبروا في حديثهم لجريدة " النصر " عن استيائهم من طول انتظار تعليق قوائم المستفيدين من حصص إعانات السكن الريفي ، على اعتبار أنها المنفذ الوحيد لسكان المنطقة للتخلص من مشاكل السكن ، في ظل انعدام بدائل أخرى عن البناء الريفي ، حيث تفتقر البلدية لمشاريع طموحة في مجال السكن وفق صيغ السكن الاجتماعي و التساهمي و الترقوي ، لوقوعها في منطقة جبلية صعبة التضاريس ، أثرت على طبيعة المشاريع السكنية و عددها ، بالنظر إلى نقص العقار و صعوبة الحصول على أراضي مناسبة لانجاز سكنات بصيغة بديلة عن السكن الريفي . و أمام هذه الوضعية يطالب سكان بلدية القلة ، برفع حصتهم من السكن الريفي ، و الإسراع في تعليق قوائم المستفيدين من حصص العام الجاري المقدرة ب 300 إعانة ، و ذلك لإخراجهم من سكناتهم الهشة التي أصبحت تمثل تهديدا على أرواحهم ، خصوصا بقرى تازلامت ، الساطور و ايفرسن التي لازالت تحافظ على عدد هائل من السكان رغم النقائص المسجلة في الجانب التنموي و مرورها بسنوات قاسية في العشرية الحمراء . من جانب أخر يشتكي سكان مقر البلدية من انعدام التهيئة الحضرية، معبرين عن استيائهم ، من بقاء الوضع على حاله رغم شكاويهم المتعددة للسلطات الولائية ، حيث عبر السكان عن معاناتهم في ظل افتقار معظم الأحياء للأرصفة و المساحات المهيأة ، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم أمام الانتشار الكثيف للغبار في فترات الصحو و تحول معظم الأحياء إلى برك تسبح في الأوحال بمجرد تساقط الأمطار ، ناهيك عن تأثيرها على الطرق و المسالك المؤدية إلى الأحياء ، لتآكل معظم أجزائها بفعل تساقط الأمطار الجارفة ، و افتقارها للأرصفة و مجاري تصريف المياه . رئيس البلدية أكد على قروب موعد الإعلان عن قوائم المستفيدين من السكن الريفي ، أين أشار إلى تواجدها على مستوى اللجنة المكلفة بالدائرة ، لدراسة الملفات و تمحيصها قبل الإعلان عن أسماء المستفيدين من حصص إعانات البناء الريفي الموجهة للبلدية خلال العام الجاري و المقدر عددها ب 300 إعانة ، و ذلك لتجنب أي احتجاج على القوائم ، مشيرا إلى وجود أزيد من 650 ملف على مستوى البلدية ، و أوضح في هذا الصدد على أن عملية التوزيع ستمس جميع قرى البلدية . من جانب أخر أشار ذات المتحدث إلى استحالة الاعتماد على إمكانيات البلدية في عمليات التحسين الحضري و التهيئة الخارجية للأحياء ، في وقت لم تتحصل البلدية بحسبه على أي مشروع قطاعي رغم الاقتراحات الموجهة إلى المديريات المعنية ، مؤكدا على تخصيص جزء من ميزانية التنمية المحلية للتهيئة الحضرية في الأحياء الرئيسية ، و التي تبقى غير كافية لتغطية العجز المسجل من حيث التهيئة بجميع الأحياء .