ضرب اتحاد عنابة أمس عدة عصافير بحجر واحد، في قمة الجولة التي جمعته بمولودية قسنطينة، حيث وفقت تشكيلة مواسة في ضخ ثلاث نقاط ثمينة في رصيدها، ما خول لها الحفاظ على كرسي الريادة وتعميق الفارق عن كوكبة الملاحقين، كما أخرجت الموك من رواق السباق. المقابلة عرفت انطلاقة سريعة من جانب المحليين الذين توجهوا صوب الهجوم في محاولة للنيل مبكرا من شباك الحارس بن زايد، و قد كاد طويل أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة الأولى بتسديدة قوية من داخل منطقة العمليات، وجد حارس الموك صعوبة كبيرة في التصدي لها. سيطرة الطلبة على مجريات اللعب كاد أن يجسدها عريبي بعمل فردي قام به في الدقيقة السابعة و أنهاه بتصويبة من على مشارف منطقة الجزاء، اصطدمت بالعارضة الأفقية لمرمي بن زايد و لو أن صمود الموك في الدفاع لم يدم طويلا، على اعتبار أن القائد معيزة هز الشباك على طريقته الخاصة بعد 3 دقائق فقط من ذلك، إثر توزيعة من بورقعة على الجهة اليسرى استغل من خلالها قائد الاتحاد تردد الدفاع الضيف في إبعاد الخطر ليسدد بقوة في شباك بن زايد. هذا الهدف المبكر و الذي فجر المدرجات بوجود قرابة 30 ألف مناصر لم يغير من فيزيونومية اللعب كون السيطرة العنابية تواصلت بالمراهنة على نشاط الظهير عريبي في الرواق الأيسر فضلا عن التزام الضيوف الحيطة و الحذر، وعدم القدرة على صنع مرتدات هجومية تستحق الذكر، بدليل أن الحارس بن مالك كان في راحة تامة طيلة المرحلة الأولى، في حين كاد الطلبة أن يضاعفوا النتيجة في مناسبتين الأولى في الدقيقة 19، بعد محاولة طويل بتسديدة قوية و الثانية في الدقيقة 37 برأسية كموخ، والتي كان فيها بن زايد متوقعا في المكان المناسب لينتهي الشوط الأول لصالح الاتحاد. المرحلة الثانية شهدت خروج الضيوف من قوقعتهم في محاولة للعودة في النتيجة وذلك بنقل الخطر إلي منطقة الحارس بن مالك، الذي كان له أول تدخل ساخن مباشرة بعد الاستئناف إثر توزيعة بوخالفة و رأسية غناي التي أجبرت الحارس العنابي على إظهار كامل رشاقته لإنقاذ مرماه من هدف محقق، ليتكرر نفس السيناريو بعد دقيقتين فقط بمحاولة من رحالي كان لها بن مالك بالمرصاد. هذه الإستفاقة دفعت بالمدرب مواسة إلي الاعتماد على المرتدات السريعة، وكان مشايرية قريبا من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 55 بتسديدة قوية قبل أن يجد طريقه إلى الشباك بعد 5 دقائق فقط من ذلك إثر ركنية طويل ليستغل سوء تموقع محور دفاع الموك، ويمضي الهدف الثاني. باقي فترات اللقاء عرفت انخفاضا في ريتم اللعب باطمئنان الطلبة على النقاط الثلاث، و لو أن بورقعة أهدر فرصة إثقال فاتورة فريقه السابق، عندما انفرد بالحارس بن زايد إلا أن قذفته جانبت إطار المرمى بقليل كما أن أخر فرصة في المباراة كانت قد أتيحت لمشايرية، لتنتهي المواجهة بفوز منطقي و مستحق للاتحاد وسط فرحة عارمة لأنصاره بعد تعميق الفارق في الصدارة.