هزيمة مرة تجرعتها مولودية قسنطينة ببن عبد المالك أمس على يد ضيفها اتحاد عنابة، والتي لم تكن متوقعة، لكن مدرب العنابيين صحراوي مهد لها، من خلال استفزازه لأنصار الموك واللاعبين قبل انطلاق اللقاء، مستغلا فرصة شتمه ليشحن أشباله ويبعث فيهم الروح القتالية. البداية كانت حذرة من الجانبين، ولو أن عناصر المولودية كانت السباقة إلى العمل الهجومي، مقابل تفضيل رفقاء القائد معيزة تحصين نصف ميدانهم، وترقب أخطاء الموك التي كانت لها أول فرصة (د10) بعد فتحة نحو القائد عايش الذي كان دون مراقبة على مستوى القائم الثاني، إلا أن رأسيته كانت ضعيفة وجانبت الإطار. بعدها بأربع دقائق، جاء الرد العنابي، حيث تمكن طويل من افتتاح مجال التهديف (د14)، إثر فتحة من وسط الميدان، وخطأ جسيم لخط دفاع الموك، الذي لم يحرك ساكنا أمام هذه اللقطة. أشبال قرام حاولوا تنظيم صفوفهم والرد على الهدف، حيث قاد بن عيسى (د32) هجوما فرديا، وبعد سلسلة من المراوغات وسط دفاع عنابة، قدم كرة على طبق لزميله توتة، الأخير الذي ضيع ما لا يضيع، رغم تواجده على مقربة من الحارس العنابي. مع الإشارة إلى فقد الحكم بن جهان السيطرة على زمام الأمور، بعد تغاضيه عن بعض الأخطاء، ليعوضها بالإعلان عن الكثير من المخالفات الخيالية. عودة الموك كانت بهدف تعديل النتيجة، بدليل أنه لم تمض 5 دقائق، حتى كاد دريدح أن يخادع الحارس الزائر بن مالك. ورغم ذلك كان خطر العنابيين حاضرا، بالاعتماد على المرتدات، ناهيك عن الحيلة الكبيرة للمخضرم معيزة وزملائه الذين تألقوا في تضييع الوقت. وقد تجسد ذلك عن طريق الخطير زياني، الذي أخرج (د70) صاحب الهدف الوحيد طويل وجها لوجه مع حارس المولودية، لكن لحسن حظ الأخير كان تدخله موفقا هذه المرة. واستمر خطر أشبال صحراوي ،حيث كاد البديل كموخ (د75) أن يضاعف النتيجة برأسية رائعة، والتي ردها القائم الأيمن للحارس بلحرش. تجدر الإشارة إلى عجز الموك رغم التغييرات التي أحدثها المدرب قرام، والتي استغربها الأنصار، في إعادة الأمور إلى نصابها، رغم النقص العددي للفريق العنابي، بعد طرد الحكم بن جهان للمدافع السابق للموك عريبي، بعد تلقيه بطاقتين صفراويين. هذا الوضع أثار غضب الأنصار الذين رشقوا أرضية الميدان بمختلف المقذوفات ما تسبب في توقف اللقاء لدقائق، لتكون النهاية على وقع الغضب العارم، حيث أمطروا المدرب قرام ومسؤولي الفريق بوابل من الشتائم، مع العلم أن رئيس الموك سمير بن عبد الرحمان، كان قد أعلن قبل انطلاق المباراة عن استقالته بحجة الوضع الكارثي الذي يعيشه اللاعبون داخل القبة البيضاء، قبل أن يسير على خطاه المدرب سفيان قرام، الذي أعلن بدوره عن انسحابه، محملا المسؤولية لبعض أشباه الأنصار، والذين كما قال لم يتفهموا الوضع الحرج الذي يعيشه الفريق.