قتلى وجرحى في قصف جوي بمنطقة أرحب اليمنية لقي أمس خمسة يمنيين على الأقل مصرعهم وأصيب 18 آخرون بجروح في قصف نفذته مقاتلات يمنية على تخوم العاصمة صنعاء، وفقاً لما ذكره شيوخ قبائل وشهود غير أن مسؤولين يمنيين حكوميين قالا إن القتلى هم من عناصر القبائل الذين حملوا السلاح ضد الحكومة اليمنية. وقال مصدر حكومي يمني، وهو مسؤول أمني في أرحب، إن الاشتباك المسلح اندلع عندما أصدرت الحكومة أوامرها للقبائل بتسليم من وصفتهم بالمجرمين المطلوبين للعدالة في المحافظة، مضيفاً أنه عندما رفضت القبائل تسليمهم، ردت الحكومة باستخدام القوة. وقال: "إن القبائل تأوي المجرمين الذين يقفون وراء الهجمات التي يتعرض لها الجنود اليمنيون." من جهته، قال مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية إن المسلحين القتلى "وضعوا القانون بين أيديهم وهاجموا مرفقاً حكومياً، ولم يكونوا مدنيين." وقال شهود عيان إن الحرس شنوا حملات استهدفت كل القرى في المحافظة، ودمروا المنازل وقدر السكان أن عدد المنازل التي تعرضت للدمار الشهر الماضي بأكثر من 240 منزلاً. وقال عبد الكريم مبارك، أحد سكان قرية برمان، "كنا نائمين في منازلنا عندما استهدف صاروخ حكومي منزلنا.. نحن لم نرفع السلاح في وجه النظام، ومع ذلك ما زالوا يستهدفوننا بالهجمات." وكان أنصار الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح،قد شنوا مساء أول أمس هجوماً على ساحة التغيير في مدينة الحديدة، ما أدى إلى مقتل شخص معارض للحكومة، وإصابة نحو 150 آخرين، وفقاً لما نقله شهود عيان. على صعيد آخر أكد أمس نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال استقباله مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، جون برينان, أن هناك شبه اتفاق مع المعارضة على الحوار بأسلوب جاد وبخطة جديدة بما يؤدي إلى الوئام والسلام وتجنيب اليمن المآسي وويلات الحرب, مشيراً إلى أنه تم معالجة الكثير من الأمور وصولاً إلى التهدئة الإعلامية والأمنية واللقاءات مع المعارضة بكل أطيافها بما في ذلك الشباب. وقال القائم بأعمال الرئيس صالح أنه ومنذ إصابة الرئيس اليمني في حادثة مسجد دار الرئاسة في 3 جوان الماضي قد نجح في إنجاز معالجات سريعة للوضع المتأزم في بلاده بدءاً من العمل على وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء وتنفيذ بقية النقاط المتمثلة في إخراج المسلحين من المدن وفتح الطرقات والشوارع وتوفير التموينات المختلفة، مضيفاً أن "النقطة الأخيرة المتصلة بتوفير النفط ومشتقاته والغاز والكهرباء وغيرها لا تزال محل نزاع وتجاذب، ولابد من التعاون المخلص من جميع الأطراف وبما لا يعرض أفراد المجتمع للعقاب الجماعي المتعمد". ومن جانبه، فقد عبّر مساعد الرئيس الأمريكي عن تقدير الإدارة الأمريكية للجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها نائب الرئيس اليمني والقائم بأعمال صالح, وطريقة معالجته بأسلوب ناجح لتلافي الوضع المتفجر وصولاً إلى التهدئة والحوار مع المعارضة. وتعد هذه المرة الثانية التي تعبر فيها الإدارة الأمريكية عن تقديرها لنائب الرئيس اليمني وإشادتها بجهوده لتهدئة الوضع وإيجاد معالجات للازمة اليمنية, بعد أن كان أعلن ذلك مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان خلال زيارته لصنعاء أواخر الشهر الماضي.