عالم - الفايسبوك - يمكن أن يصنع نجومية الفنان الهاوي أكد الفكاهي ابن مدينة قسنطينة باديس عدوي، بأن طريق الشهرة في عالم الفن والتمثيل، لا يمر بالضرورة عبر المعاهد و خشبة المسرح، وأن عالم «الفايسبوك» يمكن أن يصنع أمجاد أي فنان هاو. باديس عدوي وفي هذا الحوار الذي خص به النصر، أبدى إعجابه بالثنائي عثمان عريوات وصالح أوقروت، معربا عن أمله في مقاسمة السيكتور أحد الأعمال، كما تأسف لافتقاد الجمهور القسنطيني لثقافة المسرح. حاوره: مروان. ب *كيف كانت بدايتك مع الفن وعالم الكوميديا ؟ بدايتي كانت بتسجيل بعض الفيديوهات الاجتماعية بطريقة فكاهية، حيث كنت أضعها على مستوى صفحتي القديمة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، والمسماة ب «اضحك للدنيا تضحكلك ومع باديس الكل يتألم»، لأتفاجأ بتفاعل جماهيري كبير، إلى درجة جعلتني أفكر باحتراف هذا المجال، الذي رأيت بأنني قادر على الإبداع فيه. الكوميديا جعلتني أضحي بشهادتي الجامعية *ماذا كنت تفعل قبل التحوّل إلى كوميدي ؟ كنت أدرس تخصص تسيير الموارد البشرية بجامعة قسنطينة، حيث تحصلت فيما بعد على شهادة تقني سامي، غير أن حبي للفن والكوميديا جعلني لا أركز كثيرا على هذا المجال، بقدر ما كنت مهتما بالطرق، التي تمكنني من التحول إلى فكاهي مشهور. *حدثنا عن بداياتك الأولى ؟ إلى جانب الأعمال البسيطة، التي كنت أنشرها عبر صفحتي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، كنت أتلقى دعوات بين الفينة و الأخرى، من طرف بعض الجهات، من أجل تقديم أعمال فكاهية على مستوى الجامعة، على غرار كلية الطب بقسنطينة، أين تم التفاعل معي بشكل كبير، إلى درجة جعلتني أفكر في احتراف الفن، خاصة وأن من تابعوني أجمعوا على امتلاكي الموهبة المطلوبة. تحوّلت من هاو إلى محترف دون أن تخطط لذلك، أليس كذلك؟ نعم في بداية المسار كانت مجرد هواية فقط، ولكن مع مرور الوقت تحولت إلى مسؤولية كبيرة أمام المطالب المتزايدة للجمهور، الذي أعجب بأعمالي، وعلق علي آمالا عريضة، من أجل نقل كافة انشغالاته و مشاكله، لقد أصبحت ملزما بتمرير كافة رسائل الجمهور، كوني أعد المرآة العاكسة لواقعهم الذي يودون أن يتحسن. *ماهي الصعوبات التي تواجهها إلى حد الآن ؟ أعاني من غياب الدعم وانعدام الوسائل، ولكن من ناحية المواضيع فالأمور سهلة بالنسبة لي، على اعتبار أن بلادنا غنية بالقضايا والمسائل التي تحتاج التطرق، اعتقد بأنه ليس من السهل تقديم عمل محترم للجمهور الجزائري، الذي يعد ذواقا ويملك قدرة عجيبة في تقييم الأعمال، أنا أبذل في مجهودات جبارة، رغم افتقاري للإمكانيات المطلوبة، حيث أقوم بمفردي بكتابة السيناريوهات، كما أقوم بنفسي بعملية الإخراج، حيث أضحي كثيرا حتى تصل أعمالي بشكل مميز إلى المتتبعين. تأخر ظهوري عبر القنوات التلفزيونية لا علاقة له بالأعمال الجريئة *مواقع التواصل الاجتماعي حوّلت عدة شبان إلى نجوم، ما رأيك ؟ بطبيعة الحال مواقع التواصل الاجتماعي كانت سببا في شهرة عدة شبان، حيث مكنتهم من الوصول بطريقة سهلة إلى الجمهور، ما جعلهم يتحولون إلى نجوم باتت تصنع الحدث عبر شاشات التلفزيون اليوم، أنا أتمنى السير على خطاهم، كوني أحوز على كافة مقومات النجاح. *ما هي الرسائل التي تركز عليها في أعمالك ؟ أركز في أعمالي الفكاهية على المواضيع الأخلاقية الرامية إلى إصلاح بعض الظواهر السلبية في المجتمع، والتي تفشت بشكل غريب مؤخرا، على غرار العنف والرشوة، وغيرها من الأشياء التي باتت تشغل بال الجميع. *ألا تعتقد أن أعمالك الجريئة حرمتك من الظهور في القنوات التلفزيونية ؟ لا أعتقد بأن تأخر ظهوري على مستوى القنوات التلفزيونية، يعود إلى أعمالي الجريئة، بل لأمور أخرى تتمثل في الدرجة الأولى بتواجدي في بداية مشواري فقط، أنا أركز أكثر على نقل رسائل وانشغالات المواطنين، كوني قريب جدا منهم، بحكم أنني أقطن بحي شعبي في قسنطينة، وأعاني من نفس المشاكل التي تعاني منها الغالبية القصوى. *كيف كان انتقالك من ممارسة «البودكاست» إلى المسرح ؟ لكي أوضح لكم الأمور ، لست متخصصا في «البودكاست»، على غرار أنس تينا ودي زاد جوكر والبقية، بل أنا فنان تحول من خشبة المسرح الخيالية إلى المسرح الحقيقي، خاصة بعد رضى المتتبعين على الأعمال ، التي قدمتها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ، ما جعلني أؤمن بإمكاناتي أكثر ، وأخطط لأكون فكاهيا متميزا، يقوم برسم البسمة على وجوه الجزائريين. بعض أعمالي في مواقع التواصل الاجتماعي حققت مليون مشاهدة *كم تمتلك من «فيديو» عبر «اليوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي؟ لا أصنف نفسي كنجم، خاصة وأنني في بداية مشواري فقط، كما أنني لست ممن يضعون أعمالهم على مستوى «اليوتيوب»، بل أحرص على الظهور أكثر عبر «الفايسبوك»، الذي اعتبره الوسيلة الأنسب للوصول إلى طبقة الشباب، التي أستهدفها أكثر في أعمالي، أنا أمتلك عددا معتبرا من الأعمال إلى حد الآن، وهناك من تم وضعه في «اليوتيوب»، ولاقى تجاوبا كبيرا، مما يدفعني أكثر لمضاعفة المجهودات، على أمل الوصول إلى كافة طموحاتي. *ما هو الفيديو الأكثر تفاعلا من طرف الجمهور ؟ أمتلك عدة أعمال في المستوى، ولكن الفيديو الذي قمت فيه بالرد على الفنان التونسي الساخر «ميغالو» وصل إلى نسبة مشاهدة عالية جدا، وبفضله اكتسبت جماهيرية عريضة باتت تتابعني باهتمام كبير، حيث تشير الحسابات إلى أن أكثر من مليون شخص قد شاهد هذا العمل، في خرجة تؤكد بأن ردي الهزلي لاقى الإعجاب. *كيف اكتسبت موهبة تقليد الأصوات ؟ الفنان الناجح عليه إمتلاك موهبة إضافية إلى جانب مهاراته في التمثيل، وأنا اعتبر هواية تقليد الأصوات أو اللهجات من أبرز نقاط قوتي، إلى درجة أنها مكنتني من شد الانتباه أكثر، خاصة وأنني أجيد الحديث باللهجة التونسية والمصرية والمغربية، وغيرها من اللهجات العربية، التي يتفاعل معها الجمهور الجزائري بقوة، حيث لاحظت بأن أعمالي ، التي تتمحور حول هذه الأمور تلقى متابعة أكبر من بقية المواضيع. شهرتي جنيتها من تقليد الأصوات واللهجات *ما هو العمل المفضل بالنسبة لك، وما هو «الفيديو» الذي تعيد مشاهدته بكثرة ؟ أقرب عمل إلى قلبي ذلك الذي قلدت فيه «الشيعة»، حيث لا أمل من إعادة متابعته، كما أنني أعتز بهذا العمل، لأنه حقق نجاحا باهرا، وجعلني معروفا على المستوى الوطني، كما فتح أمامي الأبواب، من أجل الوصول إلى المسرح الجهوي بقسنطينة. *من هو الفنان الذي تحلم بالعمل إلى جانبه ؟ حلمي العمل إلى جانب الثنائي المتميز صالح أوقروت وعثمان عريوات، كونهما الأفضل على المستوى الوطني، وأي فنان أو كوميدي صاعد يود الاستفادة من خبرتهما الكبيرة، كما أمني النفس في مشاركة عبد القادر سيكتور أحد الأعمال المسرحية، كونه مبدع بأتم معنى الكلمة، وما يبصم عليه فوق الخشبة ليس في متناول أحد. أعاني من غياب الدعم وانعدام الوسائل *هل غيرتك الشهرة ؟ لا أقول عن نفسي بأنني مشهور، بل أكتفي بالتأكيد على أنني اكتسبت جمهورا عريضا، أنا لا أزال في بداية المشوار، وأمامي الكثير حتى أصبح فنانا حقيقيا، ولذلك مطالب بوضع الأقدام على الأرض ، إذا ما أردت البصم على مشوار فني متميز. *كم تملك من معجب على صفحة «الفايسبوك» ؟ أملك قرابة 60 ألف معجب عبر صفحتي الرسمية على «الفايسبوك»، ولكن بخصوص نسب المشاهدة فهي مرتفعة جدا، على اعتبار أن هناك بعض الأعمال قد تابعها قرابة المليون شخص. *ما هي الرسالة التي توجهها لجمهورك ؟ أطلب منهم الدعم المتواصل، بغية دفعي نحو مواصلة التألق و الإبداع كما أن طلباتهم المتكررة تجعلني مجبرا على تقديم الجديد، الذي أتمنى دوما أن يلقى الإعجاب. أحلم بمقاسمة عبد القادر السيكتور نفس الخشبة *هل لديك برنامج عمل خلال شهر رمضان ؟ كان لي بعض الأعمال البسيطة خلال شهر رمضان الحالي، على غرار مشاركتي المنشط سفيان داني ببرنامجه «هريسة مايونيز»، الذي يبث بأحد القنوات الخاصة. *كيف تفاعلت مع تتويج شباب قسنطينة باللقب ؟ بحكم أنني أنحدر من قسنطينة، وبحكم متابعتي الجيدة لكرة القدم، فلقد كنت سعيدا للغاية بتتويج أشبال المدرب عبد القادر عمراني بلقب البطولة للموسم الكروي المنقضي، حيث حققوا هذا الإنجاز عن جدارة و استحقاق ما أدخل البهجة والسرور إلى كافة عشاق ومحبي الشباب، الذين صنعوا أجواء خرافية احتفالا بهذا اللقب الذي طال انتظاره. الجمهور القسنطيني يفتقد لثقافة المسرح *ما هي الأسباب التي جعلت المسرح القسنطيني يتراجع ؟ في قسنطينة افتقدنا ثقافة المسرح، حيث لم يعد الجمهور متحمسا للذهاب إلى المسرح الجهوي، لمتابعة أحد الأعمال الفنية، كما أن الغالبية الساحقة باتت تفضل مشاهدة ما تحبه عبر «الإنترنت»، ما انعكس بالسلب على المسرح القسنطيني، الذي تراجع بشكل كبير، مقارنة بالسنوات الماضية، أين كان يعرف حضورا جماهيريا قياسيا. *كيف تقضي يومك في رمضان ؟ أستيقظ من النوم عند منتصف النهار، حيث أصلي الظهر، على أن أظل بالمنزل إلى غاية الأمسية، قبل التوجه نحو حظيرة جبل الوحش رفقة الأصدقاء وعصفور الحسون، الذي استمتع بزقزقاته إلى غاية اقتراب موعد آذان المغرب، أين أعود إلى المنزل من أجل مقاسمة عائلتي مأدبة الفطور، لأغادر لأداء صلاة التراويح والاستمتاع بالسهرة، التي تكون خاصة خلال هذا الشهر الفضيل رفقة الأحباب. *أنت إنسان هادئ أم عصبي في رمضان ؟ الصيام لا يؤثر علي، حيث أحتفظ بهدوئي، سواء في رمضان أو خارجه، كما أنني فكاهي، ولا أتخلى عن طبعي المرح، والذي جعلني محبوب الجميع في قسنطينة. قسنطينة عاشت أجواء احتفالية مع السنافر سيخلدها التاريخ *ماهي أكلتك المفضلة في رمضان ؟ لا أحب الأكل كثيرا، بدليل جسمي النحيف، كما أنني لست من النوع الذي يشتهي مأكولات محددة خلال الشهر الفضيل، وأكتفي بأي شيء تعده الوالدة الكريمة.