إخلاء وسط المدينة من الحافلات ومنع الركن بالشوارع الرئيسية لقسنطينة تم أمس الأول الإعلان عن مخطط نقل جديد من وإلى وسط مدينة قسنطينة تكيفا مع قرار غلق جسر سيدي راشد بداية من 21 أوت الجاري، حيث تقرر إخلاء وسط المدينة من الحافلات وإعادة توزيع سيارات الأجرة عبر محطتي باردو و شيتور مع منع الركن بالمنطقة الممتدة من ساحة طاطاش إلى رحماني عاشور مرورا بحي القصبة. الحلول تم طرحها أمس الأول خلال لقاء تنسيقي جمع لجنة النقل والمرور بمصالح مديريتي النقل والأشغال العمومية، حيث تم تدارس عدة مقترحات صبت في مجملها في ضرورة إخراج الحافلات من وسط المدينة وتحويل خط الخروب إلى محطة الفج جزئيا مع التفكير في خلق خطوط ربط بواسطة حافلات صغيرة تسهل التنقل إلى وسط المدينة بعد أن عبر البعض عن تخوفهم من الصعوبات التي قد يجدها مستعملو محطتي خميستي والفج البعيدتين عن وسط المدينة. وقد تم الاتفاق على ضرورة تحويل حافلات علي منجلي المتواجدة حاليا بمدخل شارع رحماني عاشور ،باردو سابقا، إلى محطة خميستي وتنظيم الحركة بشارع باردو بإخلائه من سيارات الفرود للسماح بتحويل سبعة خطوط من محطة شيتور الواقعة أسفل البريد المركزي إليها والإبقاء على ثلاثة خطوط فقط بها وهي الزيادية جبل الوحش و الأمير عبد القادر،لأن المحطة تصبح عديمة الجدوى بعد غلق الجسر، فيما تقرر تحويل جزئي لحافلات الخروب بحكم وجود فئة من الركاب تتجه إلى حيي التوت والصنوبر والمستشفى الجامعي وغيرها من الوجهات. وبما أن مدخل القصبة سيصبح المنفذ الرئيسي لوسط المدينة بعد غلق الجسر اتفق أعضاء لجنة النقل على ضرورة تنظيم الركن ومنعه بداية من باب القنطرة وإلى غاية وسط المدينة، على اعتبار أن التوقف من أهم مسببات الاختناق الحاصل بالمدينة، حيث قال متدخلون أن التوقف العشوائي من باب القنطرة إلى المستشفى الجامعي خلق نقطة سوداء بمنفذ مهم وأن حي القصبة يتطلب قرارا بلديا لإتاحة فضاءات محتلة و هو نفس ما يجب أن يحصل بشارعي باردو وطريق سطيف و لابريش لخلق مرونة في الدخول والخروج. وبالنسبة للراجلين تم طلب فتح منفذ بجسر سيدي راشد لتسهيل التنقلات مع اقتراح خلق خطوط سيارات أجرة لوسط المدينة لسكان حيي الصنوبر والتوت الذين كانوا يتنقلون سيرا عبر الجسر، على أن يتم تدارس إمكانية خلق خطوط ربط بحافلات صغيرة تخفف من تعقيدات النقل. المقترحات نظريا تبدو ممكنة لكنها ستزيد في تعقد أزمة نقل متعددة الأوجه، حيث أن الغلق المفاجئ للجسر أخلط الحسابات وجمد ما كان يعرف بالمخطط الإستعجالي بل وزاد الوضع تعقيدا خاصة إذا علمنا بأن قرارات التحويل عادة ما تواجه بالرفض والتأجيل، وبما أن المخطط الجديد يجب أن يطبق في ظرف أسبوع فإن المهمة لن تكون سهلة، لكن عدم التطبيق أيضا سينجر عنه ما هو أكثر خطورة من الاختناق لأن غلق الجسر حتمية تفرضها وضعيته بالغة الخطورة. و كشف مدير الأشغال العمومية أن الجسر من الممكن أن ينهار في أية لحظة ودون مقدمات وأنه يحتاج لعملية إستعجالية لوقف الانزلاق قبل الشروع في الترميم، مؤكدا بأن الخبير الإيطالي أوصى بغلقه منذ سنة و اقترح إنشاء جسر صغير أسفله كبديل مؤقت لكن الوالي السابق رفض الأمر ليقف الخبير بعد سنة على تدهور كبير لا يحتمل الانتظار. وقال مدير الأشغال العمومية أنه وبموجب توقيع صفقة مع الخبير الإيطالي تم تسخير شركة سابتا للقيام بالأشغال التي تتم وفق مخطط يبدأ من يوم 21 أوت ويمتد سبعين يوميا يفتح بعدها سيدي راشد وتتواصل أشغال الترميم، وسيتم بشكل استعجالي صد حركة التربة التي تهدد الأعمدة بخلق فراغ عن طريق نزع 8 أمتار من الجزء السفلي للجسر حتى لا تؤثر حركة الإنزلاقات فيه، وقال المتحدث أن الخبير دق ناقوس الخطر والغلق يفترض أن يتم منذ ثلاثة أشهر لكن مصالحه طالبت بمخطط عمل حتى لا يتم تمديد المدة معتبرا الأمر مسألة أمن عمومي وحفاظ على معلم تاريخي وجسر حجري يعد الأطول في العالم. للإشارة فإن التعامل مع التصدعات التي ظهرت في الجسر تم إلى غاية هذه السنة بشكل سطحي بواسطة أشغال ترقيعية لم تحل المشكل ليتدهور تدريجيا ويصل مرحلة الخطر القصوى ويتزامن غلقه وأشغال مشروعي الجسر العملاق والترامواي اللذين أثرا على حركة المرور بقسنطينة. ن ك