تتوجه وزارة الصحة نحو الإعلان عن القضاء نهائيا على وباء الكوليرا الأسبوع الجاري، إذا لم يتم الإبلاغ عن أي إصابة جديدة، حيث سجلت الوزارة «انخفاضا محسوسا» لعدد حالات الإصابة بالكوليرا المشتبه فيها، ولم تستقبل المصالح الاستشفائية سواء بولاية البليدة التي مسها الوباء، او الولايات الأخرى، أي حالة جديدة في الأيام الأخيرة، فيما تم اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية، لتطهير وتغطية وادي بني عزة بالبليدة الذي أكدت التحاليل أنه مصدر وباء الكوليرا تنتهي هذا الأسبوع مهلة العشرة أيام التي حددتها وزارة الصحة والسكن وإصلاح المستشفيات لإعلان القضاء على وباء الكوليرا في الجزائر، حيث أشار وزير الصحة، انه سيتم الإعلان عن نهاية الوباء في هذا الآجل إذا لم يتم تسجيل أي إصابة جديدة، وقد عمدت المصالح الطبية إلى تحديد هذه المدة بالنظر لخصوصية الوباء، بالنظر لفترة الحضانة التي قد تطول نوعا ما لدى بعض الأشخاص الذين يحملون الفيروس ولا تظهر لديهم أعراض الإصابة. أفاد مدير الصحة لولاية البليدة أحمد جمعي، أن كل المرضى تماثلوا للشفاء ماعدا 3 مرضى سيغادرون المستشفى اليوم السبت على أقصى تقدير. وأضاف المتحدث في تصريح صحفي، أنه ومنذ 3 أيام لم يستقبل المستشفى أي حالة مشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا. كما أعلن بدوره مسؤول بمستشفى بوفاريك، مغادرة آخر المصابين بالكوليرا. وأكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وجود «انخفاض محسوس» لعدد حالات الإصابة بالكوليرا المشتبه فيها، مشيرة إلى عدم تسجيل أي حالة جديدة، وأوضحت الوزارة في بيان لها أن «نتائج المتابعة اليومية للوضعية الوبائية لداء الكوليرا تتلخص في انخفاض محسوس لعدد الحالات المشتبه فيها التي تم استشفاؤها خلال الأيام الأخيرة ولم تسجل أي حالة منذ يوم 5 سبتمبر 2018 «. وأضافت إن «ستة (6) مرضى لا يزالون ماكثين في المستشفى» وأن «بقية المرضى غادروا المستشفى بعد تماثلهم التام للشفاء». وفي ذات السياق، أكدت وزارة الصحة أن «الوباء يبقى محصورا على مستوى ولاية البليدة فقط، حيث تم تحديد مصدر الوباء المتواجد بوادي بني عزة بنفس الولاية»، مشيرة إلى أنه «تم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية، بالتنسيق مع القطاعات المعنية الأخرى، لضمان تطهير وتنظيف شامل للوادي من أجل تجنب إصابات أخرى». وخلص البيان إلى التأكيد أن «نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته الوزارة يبقى ساري المفعول إلى غاية القضاء النهائي على الوباء»، مذكرة بضرورة احترام قواعد النظافة الجماعية والفردية. من جانب اخر، تم الشروع في تطهير وادي بني عزة الذي يعد مصدر الوباء، حيث أعلن والي البليدة بالنيابة، رابح آيت حسن، عن اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية، لتطهير وتغطية الوادي بعد أن أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أنه مصدر وباء الكوليرا الذي مس ست ولايات عبر الوطن من بينها ولاية البليدة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات. و تمثلت هذه الإجراءات التي كشف عنها آيت حسن للصحافة على هامش زيارة وفد وزاري ممثل عن وزارة الري والموارد المائية للوقوف على وضعية هذا الوادي، في إطلاق حملة لتطهير مجرى هذا الوادي والتي انطلقت الخميس الماضي، إلى جانب اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لحماية هذا الوادي من الانتهاكات وكذا الرمي العشوائي للنفايات. كما رصدت السلطات الولائية أيضا ميزانية أولية قدرت ب 60 مليون دج لتغطية مجرى الوادي على أن تمنح الأولوية للنقاط المحاذية للتجمعات السكانية مشيرا إلى استكمال هذه العملية في غضون عشرة أيام كأقصى تقدير. كما طمأن ذات المسؤول مواطني البليدة خاصة القاطنين بمحاذاة الوادي واعدا إياهم بمتابعة هذه العملية إلى غاية القضاء على هذه النقاط السوداء على مستوى الولاية.