بن جاب الله يدعو لإزالة البيوت القصديرية المحاذية للسكك الحديدية دعا المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ياسين بن جاب الله أمس السلطات المحلية للعمل على إزالة البيوت القصديرية التي تقع قرب خطوط السكك الحديدية، للقضاء على ظاهرة رشق القطارات بالحجارة عند عبورها بعض المحاور، مما يكبد المؤسسة خسائر فادحة نتيجة الأضرار التي تلحق العربات بصفة شبه يومية. وقال بن جاب الله في تصريح خص به «النصر» إن أكبر مشكل تواجهه شركة النقل عبر خطوط السكك الحديدية هي رشق عربات القطارات بالحجارة على مستوى مقاطع معروفة، على غرار خزرونة بولاية البليدة والحراش سابقا قبل أن يتم إزالة البيوت الهشة التي كانت تقع بمحاذاة السكة الحديدية على مستوى الحي السكني الذي كان يعرف باسم «الحفرة»، مؤكدا أن الرشق بالحجارة يتم في الغالب من طرف ساكني هذه الأحياء، لذلك فإن الحل الأمثل وفق تقديره للحفاظ على سلامة المسافرين وكذا العربات هو إزالة كافة السكنات الفوضوية والهشة الموجودة قرب خطوط السكك الحديدية، وترحيل أصحابها إلى سكنات لائقة، بغرض القضاء على كافة الأسباب التي قد تدفع بالفرد إلى الإضرار بالممتلكات العمومية، من ضمنها القطارات التي يعتمد عليها معظم الموظفين والطلبة يوميا في التنقل إلى مقرات العمل وكذا الجامعات، ولبلوغ مختلف المصالح والهيئات. وقدر بن جاب الله الخسائر الناجمة عن الأعمال التخريبية التي تطال القطارات خاصة الجديدة من نوع «كوراديا» بالمعتبرة، إذ يكلف تعويض الزجاج الأمامي لوحده 70 مليون سنتيم بالنسبة للعربة الواحدة، في حين تستغرق عملية إعادة تركيبه ثلاثة أيام، وخلال هذه الفترة يتم توقيف عمل القطار مما يسبب إزعاجا حقيقيا للمسافرين، بفعل إعادة برمجة مواعيد الرحلات بما يتناسب مع عدد المقاعد المتوفرة، وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث تزاحم على مستوى المحطات التي تقع بمراكز المدن، وبحسب المتحدث فإن المؤسسة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية تكتفي عند وقوع حوادث مماثلة برفع شكوى ضد مجهول، بالنظر إلى استحالة مراقبة كافة المحاور، وعدم فاعلية الإجراءات الردعية لوقف هذه التجاوزات. وقال المصدر إنه من أجل معالجة الظاهرة يتم التنسيق مع مصالح وزارة السكن عبر الولايات لإزالة البيوت القصديرية التي تقع قرب خطوط السكك الحديدية، إلى جانب تنمية الحس المدني لدى الأفراد والتوعية بأهمية الحفاظ على الممتلكات العمومية، عن طريق تنظيم حملات تحسيسية عبر المؤسسات التعليمية وبعض الفضاءات الأخرى، مع تنظيم مسابقات ومعارض لتحقيق هذا الهدف، وذلك بالتزامن مع شروع المؤسسة في تعميم قطارات «كوراديا» على عدة ولايات، إذ يتم كل 15 يوما إدخال قطار جديد حيز الخدمة، حيث سيتم تدعيم الخط الرابط ما بين ولايتي سطيف وتبسة قريبا بقطار جديد لتدعيم النقل البري ما بين المناطق الشرقية. وبشأن تسعيرة الخطوط التي تربط ما بين الضواحي قال السيد بن جاب الله إنها لن تشهد تغييرا، وستظل مدعمة من قبل الدولة لفائدة المواطنين، في حين يتم العمل على إنهاء أشغال الصيانة على مستوى محاور عدة، من بينها محطات حسين داي ثم الحراش بالعاصمة وكذا الخروبة بنفس الولاية، بغرض تحسين ظروف النقل ومعالجة التذبذب في المواعيد، الناجم عن استمرار الأشغال على مستوى هذه النقاط، مما يسبب معاناة حقيقية للمسافرين الذين يقصدون مركز العاصمة يوميا انطلاقا من البلديات والولايات المجاورة، على غرار بومرداسوالبليدة. كما تقوم المؤسسة الوطنية للنقل عبر القطارات بإعادة تهيئة العربات القديمة على مستوى ورش حسين داي لاستغلالها في تدعيم نقل الطلبة الجامعيين، وستكون البداية بولاية باتنة ليتم تعميمها عبر مختلف الولايات، بغرض تحسين ظروف النقل الجامعي، وتقريب المناطق البعيدة والمنعزلة من المؤسسات الجامعية والمعاهد، لأن هذه القطارات ستستغل أيضا في ضمان النقل عبر السكك الحديدية ما بين الضواحي، علما أن العدد الإجمالي للمسافرين عن طريق القطارات يفوق 45 مليون مسافر سنويا.