أوضح المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية ياسين بن جاب الله «للنصر» أن الزيادة في تذكرة القطارات المقدرة ب 10 دج لن تمس سوى1 بالمائة من المسافرين، الذين يقطعون مسافة أقل من 5 كلم، مبررا الإجراء بتحسين خدمات الشركة التي تتكبد سنويا خسائر تفوق 35 مليون دج سنويا بسبب عمليات التخريب التي تطال العربات. نفى السيد بن جاب الله في اتصال معه أمس تأثير الزيادة الطفيفة في تسعيرة النقل عبر السكك الحديدية على المسافرين، لكون الإجراء الذي تضمن زيادة بقيمة 10 دنانير فقط في قيمة التذكرة يخص فقط المسافات التي تقل عن 5 كلم، أي ما يمثل النقل الحضري، مما سيؤدي إلى تطبيق نفس التسعيرة المعتمدة من قبل سيارات الأجرة والترامواي والميترو، وإلى تجسيد هدف تطوير النقل الحضري خاصة عبر المدن الكبرى، وستخص هذه الزيادة حوالي 1 بالمائة فقط من مجموع المسافرين عبر القطارات والمقدر عددهم سنويا بحوالي 45 مليون مسافر، على أن تدخل حيز التنفيذ ابتداء من شهر فيفري المقبل، وطمأن السيد بن جاب الله بالالتزام بنفس التسعيرة بالنسبة لباقي المسافات. وشدد المصدر على التزام شركة النقل عبر السكك الحديدية بتحسين خدماتها وضمان الأمن على مستوى كافة المحطات وكذا داخل القطارات، عن طريق وضع برنامج لتكوين أعوان الأمن التابعين للمؤسسة بالتنسيق مع مصالح الدرك والأمن والوطنيين والحماية المدنية، عن طريق تنظيم دورات تكوينية ستتمحور حول كيفية التعامل مع المسافرين ومواجهة حالات الطوارئ، وكذا نوعية اللباس الذي سيخصص لأعوان الأمن، وكذا كيفية مواجهة الاعتداءات التي تطال القطارات على مستوى بعض المقاطع، حيث يعمد بعض الشبان إلى رشق العربات بالحجارة، مما يسبب حالة من الهلع لدى المسافرين، ويلحق أضرارا بالقطارات، وستسمح هذه الخطوة ببلوغ النقل عبر السكك الحديدية مرحلة الاحترافية. وكشف المتحدث أن المؤسسة تتكبد سنويا خسارة تقدر بحوالي 35 مليون دج سنويا بسبب عمليات التخريب التي تطال الزجاج الخارجي للعربات والكراسي والأبواب، دون احتساب الخسائر الناجمة عن حالات تأخر القطارات عن الوصول في الموعد إلى المحطات، بسبب الاضطرار إلى التوقف على مستوى بعض المقاطع التي تكون مسرحا للاعتداءات، أو لعوامل أخرى تتعلق بانطلاق أشغال تجديد شبكة السكك الحديدية التي يعود إنشاؤها إلى العهد الاستعماري على مستوى مناطق عدة، وذكر على سبيل المثال خط بئر توتة باب علي وبوفاريك وصولا إلى بني مراد بولاية البليدة، وتم إعطاء الأولوية لضواحي العاصمة في تجديد الشبكة بالنظر إلى ارتفاع عدد المسافرين الذي يفوق 27 مليون مسافر سنويا. وبشأن إطلاق قطارات «كوراديا» أي من نوع «أوتوراي» المقدر سرعتها ب 160 كلم في الساعة، أفاد السيد ياسين بن جاب الله أن المشروع يتضمن اقتناء 17 قطارا من هذا النوع، وسيتم استقبال أول قطار «كوراديا» اليوم، على أن تنطلق عملية تجريبه شهر فيفري المقبل، ليدخل حيز الخدمة بصفة رسمية بداية شهر مارس المقبل، وسيضمن نقل المسافرين عبر الخط الرابط ما بين ولايتي العاصمة ووهران، ليتم تعميم العملية على باقي الخطوط التي تربط ولايات عنابة وقسنطينة وسكيكدة وغيرها من الولايات بالعاصمة، علما أن المؤسسة تطمح إلى تحقيق جملة الاهداف التي سطرتها، من بينها بلوغ 60 مليون مسافر سنويا، ونقل حوالي 17 مليون طن من البضائع في آفاق سنة 2020. وشدد رئيس المؤسسة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية على حالة الاستقرار التي تشهدها المؤسسة، مستبعدا إمكانية قيام حركات احتجاجية أو الإضرابات من شأنها أن تعرقل حركة النقل، مبررا بعض الاضطرابات التي تحدث من حين إلى آخر بأمور تقنية بحتة، في ظل الالتزام بمعالجة مطالب ومشاكل العمال والموظفين بطريقة متحضرة حسب بن جاب الله.