التغيرات المناخية وراء انتشار الحشرات الماصة للدماء أكد مختصون أن التغيرات المناخية التي تحدث حاليًا وراء ظهور العديد من الأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات، مثل النواقل المفصلية الماصة للدماء كالبعوض بمختلف أنواعه، القراد من الفئتين الصلبة و الناعمة ، القمل، البرغوث، الذباب و غيرها، كما أدت إلى بروز العديد من الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان. المتدخلون من أساتذة و باحثين مختصين من داخل و خارج الوطن أشاروا خلال فعاليات الأيام الدولية الثانية للعلوم البيطرية حول «الأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات وسبل الوقاية لتجنب تبعات الأمراض الخطيرة المتنقلة عن طريق النواقل المفصلية الماصة للدماء» ، الذي احتضنته في نهاية الأسبوع جامعة الشاذلي بن جديد بالطارف ، بأن هذه الأمراض كانت تسجل عادة في المناطق الاستوائية، لكنها أصبحت اليوم تمتد إلى المناطق المعتدلة، نظرا للتغيرات المناخية مثل الاحتباس الحراري و كذا التغيرات العالمية التي تؤثر على التنوع البيولوجي، إلى جانب كثرة الأسفار و التنقلات من منطقة إلى أخرى. كل هذه العوامل و غيرها لها تأثير واضح على زيادة فترات النشاط و الحركية عند المفصليات طيلة السنة ، كما قال المختصون في مداخلاتهم ، و من ثمة إطالة أوقات ظهورها مع ارتفاع ملحوظ في كثافتها، مما سمح بزيادة مدة حضانة مسببات الأمراض، و هي عادة عبارة عن بكتيريا، فيروسات، طفيليات أو فطريات، تؤدي إلى العديد من الأمراض على غرار مجموعة الحمى المرقطة ، كحمى البحر الأبيض المتوسط و البرتونيلة ، مرض النيل الغربى مرض اللسان الأزرق لدى الأغنام، مرض الملاريا و داء الليشمانيا...إلخ، و أوضح البروفسور ،هشام نصري ، رئيس كلية العلوم البيطرية التي بادرت إلى تنظيم الملتقى، أن النواقل المفصلية الماصة للدماء، تنقل مختلف الأمراض بما فيها المعدية أثناء أخذ وجباتها المتمثلة في الامتصاص الدموي، حيث يكون الإنسان تارة مضيفا خاصا، و تارة مضيفا مشتركا و تارة أخرى مضيفا عرضيا، ما يتسبب في انتشار حالات وبائية صحية متنقلة عن طريق هذه النواقل و منها الحشرات المتسببة في الإصابة بحمى المستنقعات التي تعيش بالقرب من المسطحات المائية و مع الحيوانات و الإنسان ، مما يستوجب، حسبه، التعمق في الموضوع بفتح مجال الأبحاث أمام المختصين و الباحثين للخروج بحلول تحد د من الأمراض التي تتسبب فيها النواقل المفصلية الماصة للدماء التي تعيش العديد منها مع الإنسان و بجوار محيطه. من جهته حذر الدكتور فيصل زروال ، رئيس الملتقى من الخطورة التي قد تسببها هذه الأمراض على الصحة العمومية ، في ظل غياب الوعي لدى المواطنين و عدم اتخاذهم التدابير اللازمة للوقاية من هذه الأمراض التي تظل تكاليف علاج المصابين بها مرتفعة، مما يتطلب، حسبه، تكثيف العمل التوعوي والوقائي ، ومن ثمة جاء، حسبه، تنظيم هذه الأيام الدولية الثانية للعلوم البيطرية ، للتحسيس و تشخيص و إثراء الموضوع و عرض البحوث، المستجدات، و الاكتشافات الحديثة و النتائج المتوصل إليها، من خلال دعوة مختلف الأخصائيين والباحثين ومن داخل الوطن و خارجه، بهدف إيجاد حلول طبية و وضع طرق وقائية ضد الأمراض المتنقلة عن طريق النواقل المفصلية والتي عادة ما تكون لها مخلفات و تأثيرات سلبية على المستويين الصحي و الاقتصادي. و أوصى المشاركون في ختام اللقاء ، بتقييم النتائج المقدمة من مختلف المصالح و التعاون بينها عن طريق إنشاء شبكة معلومات ، إلى جانب الحرص على جدولة هذا النوع من اللقاءات العلمية بشكل دوري، لإتاحة قراءة أفضل للأعمال المنجزة في هذا المجال، في محاولة لجعل انضمام القطاع الاجتماعي والاقتصادي عمل إيجابي لإدارة أفضل للأمراض المختلفة لا سيما الأمراض الحيوانية المنشأ مع توسيع وتشجيع التعاون الدولي من أجل نقل التكنولوجيا والدراية الفنية، وكذا إنشاء شبكة مراقبة صحية للأمراض المنقولة بالنواقل المفصلية، من أجل وضع خطط مراقبة معتمدة في السياق المحلي، للوقاية و محاربة الأمراض المتنقلة عن طريق النواقل المفصلية الماصة للدماء ، خاصة القريبة التي تعيش في الوسط السكاني .