قال الدكتور محمد فاتح بن قرطبي طبيب خاص بمدينة المدية إن نسبة 75 بالمائة من الأمراض المعدية المنتشرة بين البشر تتسبب فيها الحيوانات والحشرات• وأكد الدكتور بمناسبة الأيام الأولى للجمعية الجزائرية للميكروبيولوجيا العيادية التي ركزت على الأمراض المعدية المنتشرة أن "هذه الأمراض تم القضاء عليها خلال سنوات السبعينيات وظهرت إلى الوجود بعد اكتشاف مرض فقدان المناعة المكتسبة خلال سنوات الثمانينيات"• اعتبر الدكتور بن قرطبي أن "الأمراض المعدية سواء غير المعروفة منها أو المعروفة التي ظهرت من جديد وانتشرت عبر المعمورة تشكل عبئا على الصحة البشرية وتتسبب فيها عوامل معقدة• وشخص المختص عدة أمراض معدية من بينها الأمراض الجديدة المتواجدة عند الحيوان وانتقلت إلى العنصر البشري مثل انفلونزا الطيور والايبولا، كما توجد أمراض أخرى غير مشخصة وانتشرت بمختلف أنحاء العالم• وذكر بأمراض أخرى معروفة مثل "هيلوبكتير بلوري" الطفيليات التي تعيش بمعدة الإنسان، وحتى الآن لا يوجد لها علاج وتتسبب في الإصابة بالقرحة ومع مرور الزمن في سرطان المعدة• ونفس الشيء بالنسبة للأمراض المعروفة التي سجلت انتشارا واسعا وأصبحت مقاومة للقاحات مثل السعال الديكي والتهاب الكبد الفروسي (ب) وبعض أنواع الانفلونزا وبعض التسممات التي تتسبب في الإسهال القاتل وأنواع جاكوب الأخرى• وقال المتحدث في الإطار نفسه إنه توجد أوبئة اخرى مجتمعة تنتقل إلى العنصر البشري عن طريق الأغذية وتتسبب فيها الطفيليات الحيوانية بالاضافة إلى أمراض معروفة ولكنها غيرت محيطها الجغرافي مثل المرض الذي أصاب سكان مدينة بلعباس خلال سنة 2007 وهو مرض منتشر بقارة آسيا• وأوضح الدكتور بن قرطبي بالمناسبة أن هذه الأمراض المذكورة تم السيطرة عليها جزئيا ولم تكن مهددة للصحة البشرية فيما قبل، ولكن سجلت ظهورها بشكل حاد وخطير خلال السنوات الأخيرة مثل فيروس "بيكا" والأمراض الاستوائية المختلفة والتفوييد والسيفيليس واللشمنيوز والحمى الصفراء والملاريا والتهاب السحايا• وحسب نفس المتحدث فإن "التنقل السريع للأشخاص عبر الجو الذي ارتفع بنسبة 10 بالمائة خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتغيرات المناخية التي شجعت على انتشار أنواع خطيرة من الحشرات والبعوض والبيوت القصديرية والنمو الديموغرافي والتجارة العالمية واستيراد القوارض والسياحة الجنسية والصناعة الغذائية كلها عوامل سامهت في انتشار الأمراض المعدية بشكل واسع"• كما أدى إهمال بعض الأنظمة الصحية العمومية والتخلي عن التلقيح وعدم محاربة البكتيريا والطفيليات المتسببة في انتقال الأمراض المعدية إلى البشر إلى انتشار كل هذه الأمراض المذكورة حسب الدكتور بن قرطبي• وللتصدي لهذه الأوبئة التي تفتك بالبشرية جمعاء (مثل حمى انفلونزا الطيور والسيدا وغيرهما) دعا الدكتور إلى تعزيز التعاون الدولي وتحسين الإعلام والبحث عن العوامل المتسببة في هذه الأمراض واعطاء الأهمية للشراكة والتضامن الدولي• ويرى الدكتور بن قرطبي أنه "لا يمكن لكل دولة لوحدها مواجهة هذه الأمراض مهما كان تقدمها ووسائلها العلمية والبشرية، وقد أثبتت التجارب بالنسبة لمرض سارس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) وانفلونزا الطيور"• وقد دعت المنظمة العالمية للصحة التي وضعت نظاما خاصا بالأمراض المعدية واسعة الانتشار - حسب الدكتور - إلى تعزيز الوسائل وتعاون المخابر والبحث لإنتاج الأدوية المضادة واللقاحات الموجهة للجمهور العريض وجعلها في متناول الجميع• وبالنسبة لمواجهة هذه الأمراض قال الدكتور بن قرطبي كانت القارة الآسيوية والمناطق الاستوائية ولازالت "عشا" للأمراض المعدية، مما دفع بالمنظمة العالمية للصحة إلى تعزيز الموارد البشرية بها وإيقاظ الضمير البشري من أجل التصدي لهذه الأمراض• ومهما تم إنجازه على المستوى الوطني والدولي يرى الدكتور بن قرطبي أنه لازال 30 سؤالا بدون إجابة يخص هذه الأمراض ويمثل التحديات الكبرى للمجتمع الدولي خلال القرن ال 21•