لدينا معطيات واقعية لتحقيق إقلاع اقتصادي متنوع حاوره : م/بن دادة - أحمد ذيب - تصوير الشريف قليب تراهن ولاية أم البواقي على إكمال إنجاز بنيتها التحتية و استدراك ما ضيعته في مجال التنمية خلال سنوات العشرية الحمراء . و بالتالي فإن جهود السلطات الولائية و مسؤولي القطاعات مركزة على العمل من أجل توفير كل المعطيات الضرورية لظهور اقتصاد محلي قوي ذو بعد جهوي نظرا للموقع الإستراتيجي الذي تحتله الولاية مما يجعلها مركز ثقل بارز مرتبط بكل ولايات الشرق الجزائري. و تبرز أهمية هذا الثقل أكثر بفضل اختصار المسافات الذي صار متاحا نتيجة سرعة التنقل الذي تضمنه شبكة طرقات حديثة مزدوجة هي في توسع مستمر إذ لم يبق إلا القليل و تصبح ولاية أم البواقي مرتبطة في جميع الإتجاهات مع الولايات المجاورة بطرقات مزدوجة، فضلا على أنها ستكون مستقبلا مستفيدة من الطريق السريع للهضاب الذي سيربطها بالطريق السريع شرق غرب. وتعتبر طموحات تحقيق إقلاع إقتصادي واعد بالولاية واقعية جدا و ليست من وحي الخيال إذا نظرنا إلى القائمة الطويلة من المشاريع المنجزة حديثا أو الجاري إنجازها أو التي هي في طور الإنطلاق، بحيث ستكون الصورة المكتملة حسبما يرسمها الرجل الأول على رأس الولاية السيد عبد الغاني زعلان هي ظهور اقتصاد متنوع مرتكز على الأعمدة المعروفة لأي اقتصاد وهي الفلاحة ، الصناعة ، التجارة و الخدمات .. و يشكل الجانب العمراني الوجه المشرق الذي تتشرف به عاصمة الولاية و مدنها الكبرى بشهادة كل زائر لها الوجه الآخر للجهود الحثيثة التي جعلت أم البواقي تتميز بنمط عمراني حديث غاية في التنظيم و الجمال. عن كل ما تحقق وما هو في طريق الإنجاز وما تطمح ولاية أم البواقي الوصول إليه أجرت" النصر " حوارا شاملا مع المسؤول الأول بالولاية الذي أجاب عن كل أسئلتنا بصدر رحب. الإستثمار في مركز الأولويات في تطرقه لموضوع الإستثمار أسهب السيد الوالي في الحديث عن المعطيات التي تعمل الولاية على توفيرها لتجسيد مختلف المشاريع التي تخدم هذا الجانب، و في هذا الشأن ذكر أن " الإستثمار يمثل حلقة هامة في خلق مناصب الشغل و تحسين ظروف حياة المواطنين و لهذا أعتقد أنه يبقى الرهان الذي ينبغي ربحه في المخطط الخماسي المقبل. و أم البواقي على غرار الولايات الأخرى تضع الإستثمار في مركز الأولويات، و لهذا كان لا بد من وضع حوافز محلية تضاف إلى تلك التي سنتها الحكومة لترقية الهضاب العليا مثل الإعفاءات الجبائية و ضمان القروض. فنحن من جانبنا نضمن مواصفات شبكة طرقات ذات نوعية وطنية و نضع في الخدمة شبكة للسكك الحديدية تمتد على مسافة 165 كلم. فهذه الشبكة من الطرقات و السكك الحديدية تربط ولاية أم البواقي بسبع ولايات و تجعلها بكل المعنى منطقة عبور. يضاف إلى هذه الشبكة تطوير 12 منطقة ما بين صناعية و منطقة نشاط. حيث توجد ثلاث مناطق صناعية موزعة ما بين عين مليلة و عين البيضاء و أم البواقي. كما يتم العمل على استكمال تهيئة تسع مناطق نشاط عبر باقي المدن الكبرى و توفير المرافق الضرورية بها كشبكات الغاز الطبيعي و الكهرباء ومياه الشرب وتصريف المياه. و قد بدأت هذه المناطق تؤتي ثمارها ببروز نسيج صناعي لمؤسسات صغيرة و متوسطة خاصة في عين مليلة أين تم فتح مصنع لبطاريات السيارات، و مصنع للمصافي ، و آخر لزيت المائدة ، و مصنع للصابون سيفتح هذا الشهر. نحو تثمين المؤهلات السياحية بالولاية و في الجانب السياحي الذي تعد ولاية أم البواقي فقيرة فيه من حيث هياكل الإستقبال أشار الوالي إلى الشروع في إنجاز منطقة التوسع السياحي في منطقة عين شجرة ببلديتي الزرق و الرحية و هو مكان معروف بعلوه و غابته و قد تم في نفس المنطقة الشروع في الدراسة لإنجاز مركز لتربصات الفرق الرياضية الوطنية. يضاف إلى هذا إنجاز خمسة مخيمات مصنفة موزعة على مسكيانة و أولاد قاسم و أولاد زواي وقصر الصبيحي و أم البواقي. و للولاية مؤهلات أخرى إذ أنها تحتوي على 11 منطقة رطبة منها خمس مناطق مصنفة في إطار إتفاقية " رمسار" الدولية. كما تزخر الولاية بمناطق أثرية عديدة على غرار ما هو موجود في بلديات قصر الصبيحي ،و سيقوس ،و الضلعة و ضمن الإهتمام بالجانب الأثري تم فتح مركز وطني للبحوث في علوم ما قبل التاريخ بعين مليلة لقربها من مناطق أثرية أخرى مشهورة في كل من سطيف و قسنطينة. كما يوجد مشروع مركز التوجيه السياحي بمقر الولاية من شأنه هو كذلك ترقية السياحة بتطوير الجانب الحرفي بالولاية بالرجوع إلى الموروث التي تزخر به المنطقة في مجال الصناعة التقليدية كالزربية و البرنوس و القشابية .. وفي هذا الجانب تم كذلك تدشين مركز تأهيل المهارات الحرفية بمسكيانة، وقريبا تسليم مركزين آخرين في نهاية الشهر الجاري بعين البيضاء. وفيما يخص الفنادق تم إنجاز مشروع خاص بعين مليلة و آخر في طور الإنجاز. كما توجد طلبات أخرى كثيرة جدية لإنجاز فنادق أخرى عبر الولاية. 700مليار دينار لتطوير البنية التحتية خلال هذه السنة اعتبر والي أم البواقي أن الرهان الأكبر الذي سيسمح بنجاح كل القطاعات الأخرى هو تطوير الهياكل القاعدية ، و ذكر في هذا المجال أن الولاية استفادت من 7 ملايير دينار لبرنامج 2010 ستحقق به الولاية ازدواجية الطريق عبر ما تبقى من المحاور غير المزدوجة التي تربطها بالولايات المجاورة . وبالفعل شرعنا كما قال في تجسيد مشروع يربط مدينة عين فكرون إلى حدود ولاية قسنطينة و محور آخر من عين مليلة إلى حدود ولاية قسنطينة كذلك . ونفس الشيء بالنسبة للطريق الوطني رقم 3 الذي يربطنا بولاية باتنة. كما انطلقت الدراسة الخاصة بازدواجية الطريق الوطني رقم 10 الذي يربطنا بولاية تبسة. إضافة إلى طرق إنحرافية للمناطق العمرانية الكبرى كسيقوس و عين كرشةو مسكيانة و بريش. دون أن ننسى تأهيل وصيانة الطرق البلدية على مسافة 350 كلم تم إنجازها و 390 كلم مبرمجة للإنجاز. و في مجال السكة الحديدية استكمال مشروع السكة الذي انطلق سنة 1987 و عرف توقفات عديدة لأسباب مالية، لكن بفضل برنامج الإنعاش الإقتصادي تم إنجاز 4 محطات قطار عصرية مع الإنارة الضوئية. و ما دمنا نتكلم عن الهياكل القاعدية يجب أن نذكر مشروع سد وركيس الذي يندرج ضمن مخطط بني هارون فالأشغال جارية في هذا المشروع وقد بلغت نسبة 80 بالمائة وسيتم استلام المشروع في نهاية السنة الجارية. مما يسمح بتوفير مياه الشرب لخمس مدن كبرى بالولاية وهي عين البيضاء ، عين فكرون ، عين كرشة أم البواقي و عين مليلة. كما سيسمح بسقي 7 آلاف هكتار ضمن محيط الشمرة بولاية باتنة منه 3 آلاف هكتار في بلدية بوغرارة السعودي بولاية أم البواقي. نفتخر بريادتنا وطنيا في نسبة التغطية بالغاز الطبيعي أكد والي أم البواقي أن ولايته تحتل رتبة متقدمة وطنيا في معدل الربط بالغاز الطبيعي، بعدما فاقت نسبة الربط 76 بالمائة حاليا و ستتجاوز 80 بالمائة في نهاية السنة الحالية عند استكمال البرنامج الجاري تنفيذه ووصل عدد البلديات المستفيدة 23 . و البلديات الست المتبقية برمجت للمخطط الخماسي المقبل. أما نسبة التغطية بالكهرباء الريفية فقد تجاوزت نسبة 94 بالمائة. و بعبارة مختصرة يقول والي الولاية أن الموقع الإستراتيجي الذي يجعل من أم البواقي لا تبعد سوى بمعدل ساعة إلى ساعة ونصف عن المدن الكبرى للولايات المجاورة وقربها من مصادر التموين بمواد البناء و احتوائها على 12 منطقة صناعية أو منطقة نشاط كلها تعد عناصر من شأنها لا محالة أن تحفز على استقطاب المستثمرين، وتحقيق الإقلاع الإقتصادي المنشود. الولاية عاشت ويلات وجحيم العشرية الحمراء ذكر السيد زعلان أن العشرية الحمراء كان لها تأثير سلبي كبير على التنمية وتعطيل مجمل المشاريع التي لو أنجزت في وقتها لكان الوضع حاليا أحسن بكثير.. وأشار إلى أن المشاريع الحالية خاصة المشاريع الهيكلية كانت دراساتها موجودة و برمجت للإنجاز لكنها كانت إما متوقفة أو لم تنطلق لندرة الأموال أو بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها المنطقة. وعاشت ولاية أم البواقي ويلات وجحيم العشرية السوداء خاصة الهجرة الجماعية لسكان الأرياف بما في هذه الهجرة من تأثير سلبي في ولاية سهبية رعوية أساس اقتصادها الرعي و الفلاحة فكانت تلك الظروف ضربة قاسية جدا مقارنة بمدن لها نسيج صناعي كان تأثرها الإقتصادي بمثل هذه الأحداث محدودا. ويضيف المتحدث أن هذه المعطيات جعلت السلطات تفكر في تصحيح الإختلالات و تقليص العجز المسجل في كل القطاعات، وسمحت سياسة الإستدراك لكل دائرة بالإستفادة من مركز للحماية المدنية، و الأمن الحضري، وفي عاصمة الولاية الأمن الجمهوري ووحدة للتدخل السريع للدرك الوطني، كما استفادت كل المديريات من مقرات جديدة ،و سمح هذا التأهيل بترقية المركز الجامعي العربي بن مهيدي إلى مصف جامعة بقرار من فخامة رئيس الجمهورية و تسجيل 19 ألف طالب بعدما كان عددهم لا يزيد عن ألف و 700 طالب سنة 1999 . كما أنشئت إذاعة محلية ساهمت بقسط كبير في تكريس ثقافة التواصل و الاتصال و إسماع صوت المواطن وصوت السلطات.. و يذكر المسؤول الأول بالولاية أن العمل انصب كذلك على تصحيح الإختلالات التي أحدثها النزوح الريفي و ذلك بالعمل على تعمير أعماق المناطق المهجورة ، وذكر من بين الإنجازات التي تحسب لفائدة هذه الولاية إعادة تعمير منطقة قرعة سعيدة ببلدية عين كرشة، حيث دبت الحياة بها من جديد بعد استفادة سكانها من 500 سكن ريفي و 45 كلم من المسالك المفتوحة و 30 كلم كهرباء و تأهيل المدارس الإبتدائية و فتحها و تزويد كل المشاتي بمياه الشرب و دعم سكانها بالإمتيازات التي تمنحها سياسة التجديد الريفي. و ما هذه سوى عينة من العودة واستئناف النشاط والحياة بالريف مما سمح للولاية بتحقيق الهجرة المعاكسة للنزوح نحو المدن مثلما حدث في مناطق أخرى بالولاية كراس الزبار في الضلعة ، وعين شجرة و عين بن عياد. و قد ارتفع عدد سكان الريف حاليا إلى 160 ألف نسمة بعدما كان لا يزيد عن 120 ألف نسمة سنة 1999 أي ما يعني عودة 40 ألف مواطن إلى مساكنهم بالريف. منطقة عذراء عمرت وفق مقاييس صحيحة يرجع السيد زعلان سبب نجاح ولاية أم البواقي في الحصول على نسيج عمراني منسجم وجميل إلى أن ذلك يعكس ذوق أهالي المنطقة إضافة إلى أن مدينة أم البواقي عذراء مساحاتها لم تمس وعندما بدأت عملية تعميرها حرصنا يقول المتحدث على احترام أدوات التعمير بمعنى تجسيد حقيقة المخططات كما هي، وهو عمل لم يكن سهلا بل تحتم علينا تكوين فرق مختلطة من مختلف القطاعات كلفت حصريا بتجسيد هذه البرامج وهو ما استدعى إقامة مكاتب لتلك الفرق بنفس ورشات المشاريع من أجل ضمان التواجد الدائم و التنسيق بين مختلف المتدخلين. و بفضل هذا استطعنا إنشاء ثلاثة أقطاب عمرانية كبرى بكل من أم البواقي ، و عين البيضاء ، و عين مليلة تتوفر على كل المرافق و الخدمات، كما حرصنا يقول الوالي على أن تكون هذه الأقطاب نماذج يمكن أن ننسج على منوالها على مستوى باقي البلديات، و أن نثبت بنوعية هذه الأقطاب أننا قادرون على أن نفعل أشياء جيدة و جميلة. وحرصنا أيضا على أن يتم قبل الشروع في البناء شق الطرقات و تعبيدها و تهيئة الأرصفة ومد جميع الشبكات.. حتى يكون البناء في النهاية منسجما مع الإطار المحيط به. قطاع التربية يحقق قفزة نوعية في الأداء التربوي و الإنجازات حرص السيد الوالي في هذا الحوار على ذكر التطور الذي سجله قطاع التربية بالولاية من حيث المشاريع المنجزة ومن حيث النتائج المحققة في مختلف الأطوار التعليمية. و في هذا السياق يقول أن قطاع التربية من بين القطاعات التي عرفت تحولا عميقا ويتجلى ذلك من تضاعف عدد الثانويات خلال السنوات العشر الأخيرة حيث ارتفع عددها إلى 45 ثانوية كما تضاعف كذلك عدد المتوسطات من 65 متوسطة سنة 1999 إلى 103 متوسطة حاليا بحيث لأول مرة في تاريخ الولاية نتسلم خلال الموسم الفارط 10 إكماليات جديدة. و سنتسلم خلال الموسم القادم 9 ثانويات و4 متوسطات و 13 مجمعا مدرسيا و6 قاعات للرياضة و 7 نصف داخليات و 13 مطعما مدرسيا. هذه الجهود يقول الوالي يضاف إليها جهود التضامن الوطني في النقل المدرسي و توفير الكتاب انعكست إيجابا على تحسن نسبة النجاح في مختلف الأطوار فقد بلغت نسبة النجاح في البكالوريا هذا العام 62.13 بالمائة بعدما كانت السنة الفارطة 26 بالمائة فقط. كما تقدمت الولاية في الترتيب الوطني من المرتبة 42 العام الماضي إلى المرتبة 24. و نفس التحسن شهدته باقي أطوار التعليم في المتوسط و الإبتدائي. كما تجدر الإشارة إلى التحسن المسجل في معدل عدد التلاميذ بالقسم الواحد الذي انتقل في المرحلة المتوسطة من 38 إلى 36 و في الثانوي كان 34 وصار 33 . و بفضل استلام الهياكل الجديدة تم التخلص نهائيا من نظام الدوامين. إضافة إلى توفير الإطعام المدرسي لكل التلاميذ بنسبة 100 بالمائة في المرحلة الإبتدائية. القطب الجامعي سيفتح هذا الموسم قطاع التعليم العالي بولاية أم البواقي سيحقق دخولا جامعيا متميزا ..فمثلما أعلن والي الولاية سيتم افتتاح القطب الجامعي مع الدخول الجامعي المقبل و بهذا سيتم فتح القطب التكنولوجي بعين البيضاء الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به 80 بالمائة إضافة إلى إقامة جامعية بألف سرير بنفس المدينة. كما تدعم القطاع باستلام3 آلاف مقعد بيداغوجي منذ شهر سيسمح بفتح كلية للعلوم السياسية و القانونية بداية من الموسم المقبل بكل لواحقها من المركز السمعي البصري و مركز التعليم المكثف للغات و مطعم مركزي بسعة 600 مقعد و ناد و ملعب معشوشب، و مركز طبي اجتماعي و برج إداري مكون من 12 طابقا ، و نفق أرضي شرع في إنجازه هذا الشهر. ورشات الطوبة كانت وصمة عار على جبين الولاية في تعليقه على نجاح السلطات الولائية في إبعاد المسطحات المخصصة لصناعة الطوبة على حافتي الطريق الوطني ما بين مدينتي سيقوس و عين فكرون أكد والي الولاية أن النجاح حصل لأننا وفرنا أسبابه ، ثم بالحوار و الصرامة والشفافية تم الوصول إلى إقناع المعنيين بضرورة نقل ورشاتهم إلى أماكن في العمق بعيدة عن الطريق و هو شيء في صالحهم لأنهم هذه المرة صاروا يعملون في شرعية كاملة و بصفة دائمة و لن يأتي أحد يعكر عليهم نشاطهم عكس وضعهم السابق. و يذكر الوالي أن ورشات الطوبة على حافتي الطريق كانت وصمة عار على جبين الولاية . ليتساءل هل يعقل أن تستقبل الولاية زوارها ب 90 مسطحة من الطوب على طول طريق سيقوس عين فكرون وما يترتب عنها من مساس بالبيئة و تشويه للمحيط و تعد على الأراضي الفلاحية. ولهذا و بعد تفكير في الحل النهائي اتخذنا القرار بإزالتها رغم المحاولات السابقة الفاشلة . إلا أننا هذه المرة حرصنا على توفير كل عوامل النجاح وبالدرجة الأولى أعطينا البدائل للمعنيين في العمق بعيدا عن الطريق. و هيأنا هذه المناطق و قدمنا للمستفيدين منها كل التسهيلات للحصول على مقررات تسمح لهم بالعمل بطريقة منظمة. و قمنا بحملة لإزالة هذه المسطحات و آثارها. و تزامن هذا العمل مع انطلاق أشغال الطريق المزدوج فكان هذا وحده سببا كافيا لإزالة تلك المسطحات لأنها كانت تعيق أشغال إنجاز الطريق. ويضيف المسؤول الأول بالولاية أن هذه العملية لاقت استحسان الرأي العام، وساهمت في إعادة الإعتبار لمصداقية الدولة بفضل الصرامة و الشفافية و الحوار. وعن رد فعل المعنيين يذكر نفس المسؤول أنهم في البداية كانوا معارضين ، و لكن بفضل الإطارات التي سهرت و تحاورت معهم و بفضل تهيئة المناطق البديلة وتزويدهم بالضروريات اللازمة لنشاطهم استحسنوا في نهاية المطاف الوضع لأنهم حصلوا على الإستقرار الدائم. سنقضي نهائيا على السكن الهش قبل نهاية السنة يذكر السيد زعلان أننا في ولاية أم البواقي استبدلنا مصطلح أزمة سكن بالطلب على السكن نظرا للتكفل بهذا الملف و الكم الهائل من السكنات التي أنجزت فمنذ سنة 2005 حتى الآن تم برمجة 38952 سكن بمختلف البرامج من بين هذا العدد سيتم استلام 35 ألف سكن نهاية السنة الجارية. وقد سمح هذا البرنامج بتقليص نسبة شغل السكن الواحد من 5.4 فرد إلى 4.89 فرد في المسكن الواحد. وهو مؤشر أفضل من المعدل الوطني. و من واجبي يضيف أن أقول أن السكن الريفي يمثل 14 ألف سكن من بين هذه السكنات، و الإجتماعي 10 آلاف و 400 مسكن. كما أن الذي أحرص عليه في الولاية أن أي مشروع سكني ينتهي إنجازه يتم توزيعه في الحين. ففي السنة الماضية وزعنا 1600 سكن اجتماعي و 3 آلاف سكن تساهمي. و ستشهد هذه السنة عمليتين كبيرتين نحن بصدد التحضير لها في إطار القضاء على السكن الهش حيث سيتم القضاء على حي فاليتي القصديري بعين البيضاء و حي الحيرش القصديري بعين فكرون قبل نهاية السنة الجارية. كذلك سيتم القضاء على السكن الهش بالكمين و المنطقة الصناعية بأم البواقي. و تصبح ولاية أم البواقي خالية من السكن الهش أو القصديري. أما في مجال التحسين الحضري فيرى والي الولاية أنه من البديهي أن تزداد طموحات الناس بالتطلع إلى التكفل بأحيائهم لكننا يقول نحن دائما نتوخى المنهجية بالتكفل بهذه الأحياء حسب الأولويات فنبدأ بالأحياء المسكونة و ليس بتلك الجاري إنجازها. و الذي يحدد الأولويات هم المنتخبون المحليون بالتنسيق مع الإدارة. كما أن الأولويات تكون كذلك وفق الإعتمادات المالية الموجودة. و هنا أذكر أن الغلاف المخصص لهذا الجانب في البرنامج الخماسي المقبل هو5 ملايير دينار سيسهم بالتكفل بعدد هائل من الأحياء. 250 مليار دينار حصة الولاية في الخماسي المقبل أعلن السيد زعلان أن المخطط الخماسي المقبل مبرمج فيه 250 مليار دينار لفائدة ولاية أم البواقي بما في ذلك البرامج الممركزة بما سيسمح بتعزيزالمكاسب المحققة و يزيد إضافات كثيرة فالولاية كما قال معنية بالطريق السيار الهضاب العليا أي بجزء منه في بلدية الضلعة و بممر ربط بالطريق السريع الطريق السريع الهضاب العاليا بالطريق السريع شرق غرب بممر يعبر عين مليلة ضمن مقطع باتنة الطريق السيار شرق غرب. كما سيسمح المخطط الخماسي للولاية في مجال مياه الشرب ببناء سد الشبابطة الذي سينطلق إنجازه في 2014 في مسكيانة إذ سيقضي نهائيا على إشكالية مياه الشرب بالمنطقة الشرقية للولاية. الفلاحة هي القوة الضاربة للولاية مستقبلا اعتبر المسؤول الأول بالولاية أن القطاع الفلاحي بأم البواقي سيشهد تطورا كبيرا في المستقبل مما سيعزز مكانة الولاية على المستوى الوطني التي تحتلها حاليا إذ أنها كانت الثانية من حيث الإنتاج بأربع ملايين قنطار من الحبوب و الأولى من حيث الجمع. و في مخطط الولاية تريد أم البواقي أن تبقى في الريادة ، كما تريد أن تنوع إنتاجها نحوالخضروات و الفواكه و اللحوم وغيرها.. هذا الطموح كما يقول الوالي لا يأتي من فراغ بل هو مبني على المساحات المسقية التي توجد بالولاية كمحيطات سقي أولا حملة فكيرينة وادي نيني ففي الوقت الراهن توجد مئات الشاحنات المحملة بالطماطم من فكيرينة إلى عنابة. و في آفاق 2014 سنصل إلى 14 ألف هكتار من المساحات المسقية ستخصص للمنتوجات الإستراتيجية ذات الإستهلاك الواسع من أجل التخفيف من فاتورة الإستيراد . يضاف إلى ذلك انطلاق دراسة لإنجاز مركب وطني للحوم الحمراء في عين مليلة ضمن إجراءات الحكومة في إطار سياسة الضبط و تنظيم السوق التي أقرت إنجاز ثلاث مركبات للحوم عبر الوطن غرب وسط و شرق. و بالنسبة لمركب عين مليلة تمت دراسته و اعتماداته المالية سخرت من طرف بنك بدر و الأشغال ستنطلق في أقرب الآجال. كما شرعت الولاية في تطوير سلالة أولاد جلال من الأغنام في بلدية الضلعة و في هذا الصدد إنطلق أنجاز المركز الذي سيقوم ببرنامج التطوير. يضاف إلى هذا إعادة تأهيل غرف التبريد بعين مليلة التي ستساهم في ضبط مادة البطاطا. الشراكة مع المواطنين سر نجاح البرامج في كلمته الأخيرة فضل والي أم البواقي توضيح شيء اعتبره أساس نجاح أي عمل فذكر " أنا أقول مهما كانت نية الدولة و إرادة الحكومة و إرادة القائمين على تنفيذ هذه البرامج الهادفة إلى تحسين الظروف إذا لم يكن فيه تكامل و شراكة المواطن مع دولته و القائمين على شؤونه لا نصل إلى الأهداف المرجوة. و لذلك لا بد بأن المجتمع المدني و المنتخبين و الإطارات ينتهزون فرصة هذا البرنامج الخماسي الذي فضل رئيس الجمهورية تمويله من خزينة الدولة دون الإعتماد على الإستدانة من أجل أن السهر على تنفيذ مختلف المشاريع بسلوكات حميدة بما يعود بالفائدة العامة لمصلحة المجتمع ككل.