في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يخصصها لنشاطات مختلف القطاعات الوزارية ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا تقييميا مصغرا خصص لقطاع الأشغال العمومية. وقد تناولت المداخلة التي قدمها بهذه المناسبة وزير الأشغال العمومية دور منشآت الطرق و الطرق السريعة و الموانئ و المطارات في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد على أساس سياسة تنموية تندرج في إطار مسعى شامل للتأهيل الهيكلي للإقليم و التي ترمي إلى تحقيق اكبرقدر من التوازن في مجال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بين مختلف مناطق البلاد في إطار تهيئة متجانسة و حكيمة للإقليم وتندرج هذه السياسة في إطار الخيارات الكبرى التي حددها برنامج رئيس الجمهورية و التي ترمي إلى تشييد هياكل قاعدية حديثة من خلال: - إنجاز شبكة طرق عصرية و مهيكلة في إطار تجسيد الخيارات الكبرى لتهيئة الإقليم و تعزيز طرق الربط الدولية من خلال مقاربة متعددة الابعاد . - تحديث شبكة الطرق الموجودة والمحافظة عليها طبقا للمقاييس الدولية. - تحسين مستوى خدمة شبكة الطرق من خلال أعمال الصيانة و تحسين ظروف الاستغلال. - صيانة و تكييف المنشآت البحرية حسب الاحتياجات المستقبلية علاوة على إنشاء منشآت جديدة للتجارة و الصيد البحري و السياحة. - تحسين الخصائص الهندسية لمنشآت المطارات حسب الاحتياجات الخاصة و مقاييس المنظمة الدولية للطيران المدني. مخطط رئيسي للطرق 1 في مجال تطوير منشآت الطرق و الطرق السريعة يجدر التذكير أن البرنامج المقترح في أفق 2025 و الذي يمتد على طول 13428 كلم يتمثل في التهيئة والرفع من طاقات شبكة الطرق من خلال عمليات تحديث الشبكة الموجودة و إنجاز طرق سيارة جديدة و طرق سيارة جانبية و طرق سريعة. في هذا الصدد، حدد المخطط الرئيسي للطرق و الطرق السيارة لفترة 20052025 والذي صادق عليه مجلس الحكومة بتاريخ 24 افريل 2007 المحاور الرئيسية للتنمية على المديين القصير والمتوسط ويتمحور حول : ❊ إنجاز الطريق السيار شرق - غرب بطول 1216 كلم و هو مشروع مهيكل و ذو قيمة استراتيجية كبيرة وتفرعاته الطرقية الرئيسية التي يبلغ عددها 23 و التي تمتد على طول 2763 كلم عبر 34 ولاية. ❊ إنجاز الطرق السيارة الجانبية الثانية و الثالثة والرابعة على طول 700 كلم. ❊ إنجاز الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا على طول 1300 كلم. ❊ تحديث و تكييف الشبكة الموجودة. ❊ إنجاز أعمال التهيئة الحضرية من اجل تخفيف الازدحام عن حركة المرور. ❊ استكمال الطريق العابر للصحراء. ❊ تهيئة الطرق السيارة الداخلية شمال - جنوب التي تربط الطرق الساحلية و الطريق السيار شرق - غرب و الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا و الطرق السيارة الجانبية في جنوب البلد. ❊ تهيئة الطرق الساحلية من اجل ترقية السياحة و الشريط الساحلي ❊ فك العزلة عن مناطق الجنوب والهضاب العليا. أما فيما يخص صيانة شبكة الطرق يرتقب البرنامج تحسين مستوى الخدمة المقدمة لمستعملي الطرق و ترتكز الاستراتيجية الخاصة بتجسيد هذه السياسة على الشروط التالية: ❊ المحافظة على شبكة هامة يتشكل حاليا من اكثر من 110000 كلم من الطرق واكثر من 5000 منشاة فنية. ❊ تحسين و تطوير الخدمة العمومية في مجال الطرق من خلال استحداث خدمة عمومية جوارية عبر 500 دار صيانة و 15 حظيرة جهوية للعتاد و 48 حظيرة ولائية خاصة بالصيانة والتدخلات خلال سوء الأحوال الجوية. ❊ ضمان أمن مستخدمي الطرق. 2 في ميدان المنشآت البحرية و المينائية يتمحور البرنامج حول : ❊ المحافظة و تكييف الشبكة الموجودة من خلال أعمال الصيانة والتدعيم ❊ إنجاز منشآت حديثة في مجالات التجارة والصيد البحري والترفيه.❊ تطوير الموانئ المخصصة للصيد البحري الصناعي وشبه الصناعي. ❊ ترقية الساحل من خلال حماية الشواطئ. مساهمة معتبرة في النمو ومناصب الشغل 3 بخصوص المطارات، فيقدر عددها ب 55 مطارا وتمثل هذه المرافق رهانا استراتيجيا في إشكالية التنمية المستديمة والاندماج الاقتصادي والاجتماعي للإقليم. على العموم، فإن القدرات الذاتية لهذه المطارات لا سيما أرضيات الإقلاع تستجيب للحاجيات الحالية لحركة الملاحة الجوية في حين قد يقتصر تطوير الحركة بالنسبة للبعض منها على تكييف مساحات التنقل، مسالك السير و المحولات والتوقف. ومن المقرر القيام مستقبلا بعمليات تكييف و تأهيل لمواصلة سياسة فك العزلة عن الإقليم والاستجابة لارتفاع كثافة حركة الملاحة الجوية و حجم الطائرات المتزايد. كما تفيد حقيبة المشاريع الكبرى ذات البعد الوطني والجهوي التي تم إطلاقها أو تلك التي ستطلق على غرار مشروع الطريق السيار شرق - غرب، و الطريق العابر للصحراء والطريق السيار الجانبي للهضاب العليا و الطرق السيارة الجانبية و الطرق الاجتنابية و اشغال التهيئة الحضرية والمرافق المرفئية والمطارية بأن قطاع الأشغال العمومية قد دخل مرحلة حاسمة من تنميته. كما أن التقييم الشامل لمدى تقدم تنفيذ البرنامج الخماسي 2005 - 2009 الخاص بالقطاع يبرز إسهاما معتبرا لهذا الأخير في النمو الاقتصادي. لقد ساهم تنفيذ البرنامج القطاعي في استحداث 688947 منصب شغل، كما أنه ساهم في فك العزلة عن 7290000 مواطنا و تحسين ظروف تنقلهم. تحسين الخدمة العمومية 4 بخصوص استلام البرنامج الخماسي 2005 - ,2009 تبرز الحصيلة الشاملة تسلم 51252 كلم من اشغال الطرقات اي ما يعادل مجموع الطرقات التي تم شقها في الفترة 1962 - 1999 كما تشير هذه الحصيلة الى 1050 جسر بين إنجاز و صيانة. و تخض اشغال الطرقات : 19975 * كلم من عمليات التطوير. 31277 * كلم من عمليات الصيانة. ولقد تم الشروع في انجاز مجموع المشاريع المسجلة و عددها 1439 مشروعا. وبخصوص صيانة و ترقية الخدمة العمومية للطرقات، فلقد سمحت الأعمال التي باشرها قطاع الأشغال العمومية بتجسيد البرنامج التالي : - صيانة 31277 كلم من الطرقات. - وضع 86831 إشارة مرور. - تعليم 36458 كلم من الطرقات. - القضاء على 199 نقطة سوداء مسببة لحوادث المرور بفضل تهيئة ملائمة. - معاينة و صيانة 247 جسرا. - بناء 500 دور لصيانة الطرقات. - انشاء و تجهيز 15 حظيرة جهوية لضمان ديمومة شبكة الطرقات. - اقتناء 534 وحدة عتاد لفائدة فرق التدخل. ولقد سمحت هذه الأعمال : - تحسين الوضع العام لشبكة الطرقات الوطنية، تزفيت 92 بالمائة من المسالك مقابل 56 بالمائة سنة .1999 - تطوير إشارات المرور. - تحسين الظروف و السلامة المرورية. - تحسين الخدمة العمومية للطرقات التدخل في عمليات إزالة الثلوج والرمال. - إقامة مصلحة عمومية جوارية عبر دور صيانة الطرقات ال 500 التي تم إنجازها. منشآت بحرية استراتيجية بخصوص المنشآت البحرية تبرز الحصيلة ما يلي : -إنجاز 10 موانئ و ملجأ للصيد البحري بقوراية (تيبازة) وبوزجار (عين تموشنت) وزموري البحري (بومرداس) وأزفون وتيڤزيرت (تيزي وزو) وبوديس (جيجل) وبني حواء (الشلف) وخميستي (تيبازة) وسيدي لخضر (مستغانم) و الجميلة (الجزائر العاصمة). - تعزيز و تأهيل 27 مرفقا على مستوى مختلف موانئ التجارة و المحروقات و الصيد البحري. - حماية 33 موقعا شاطئيا. - تنظيف 12 ميناء للتجارة و المحروقات و الصيد البحري. في مجال المنشآت المطارية تبرز الحصيلة الشروع في إنجاز 25 مشروعا مسجلا منها : 10 مشاريع تم استلامها : مطارات معسكر وعنابة وبوسعادة وبسكرة وبجاية وتلمسان والمنيعة وإن قزام وسعيدة وبرج باجي مختار. 6 مشاريع في طور الاستكمال : مطارات وهران و تبسة و مشرية و تمنراست (مشروعين اثنين) وأدرار. 9 - مشاريع قيد الانجاز : مطارات بشار وإن أمناس وتيميمون وتبسة وورقلة وتندوف وتيارت وبني عباس وإليزي. 5 المشاريع المهيكلة لقطاع الأشغال العمومية فضلا عن الطريق السيار شرق - غرب و الطريق السيار الجانبي الثاني للجزائر العاصمة الذي تشهد اشغاله نسبة تقدم معتبرة يشمل البرنامج مشاريع مهيكلة ضخمة أخرى مثل: - الطريق السيار الجانبي الثالث : بطول 150 كلم وسيربط هذا الخط ولايتي تيبازة (ناظور) وبومرداس ، برج منايل. - الطريق السيار الجانبي الرابع : هذا المشروع الذي يمتد على طول 300 كلم سيعبر 5 ولايات من الوسط عين الدفلى والمدية والبويرة والمسيلة وبرج بوعرريج، كما سيصل خميس مليانة ببرج بوعرريج. - الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا : يندرج إنجاز الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا الممتد على طول 1300 كلم في إطار التوجهات الرئيسية للمخطط الوطني لتهيئة الإقليم و المخطط المدير للطرقات و الطرق السيارة (2005 - 2025 ) فيما يخص الهضاب العليا. هذا المرفق الذي سينجز على محور تبادل شرق- غرب من الحدود الغربية الى الحدود الشرقية سيحقق الربط بين العريشة وتبسة وبئر العاتر وسيمر عبر ولايات سعيدة وتيارت والبيض والأغواط والجلفة والمسيلة و بسكرة و باتنة و أم البواقي و خنشلة. - الطريق السيار الداخلي لجيجل: سيربط هذا المشروع ميناء جن جن بالطريق السيار شرق- غرب على طول 100 كلم و سيتم إنجازه على خط مزدوج (2 + 2) وفقا للمعايير الدولية. - الطريق السيار الداخلي لبجاية : سيصل هذا الخط الجديد على طول 100 كلم القطب الاقتصادي لبجاية (الميناء و المطار ... ) بالطريق السيار شرق- غرب. - الطريق السريع بوسماعيل - شرشال : سيسمح هذا الخط وطوله 65 كلم بربط سريع بين مازافران وشرشال الذي اضحى ضروريا بالنظر للاكتظاظ الذي يميز الطريق الوطني رقم 11 لاسيما خلال الفترة الصيفية. كما سيسمح لولاية تيبازة بالتزود بمرفق يربطها بالطريق السيار شرق- غرب (على مستوى محول وادي جر في ولاية البليدة) وضمان الربط بين ولايات الجزائر العاصمة و البليدة و الشلف وعين الدفلى . - الطريق العابر للصحراء : استفاد هذا الخط في إطار مختلف البرامج من عدة عمليات تطوير و تنمية قدراته من خلال تحويله الى محور طرقي في جزئه الشمالي بين البليدة و الأغواط على طول 320 كلم و من خلال تأهيله و استكمال الاشغال في جزئه الجنوبي. اجراءات لتطوير القدرات البشرية كما تم اتخاذ اجراءات لتطوير القدرات البشرية في مجال الدراسة والمراقبة و التسيير وإنجاز مشاريع الأشغال العمومية . وتقرر في هذا الخصوص: - إنجاز معهد عالي لتسيير المشاريع الكبرى على موقع المدينةالجديدة بسيدي عبد الله. ستسمح هذه المؤسسة بتكوين الإطارات في مرحلة ما بعد التدرج في مجال ادارة و تسيير المشاريع الكبرى. وستخصص حصريا لتكوين مسيري المستقبل و ذلك بغية تعزيز قدرات قطاع الأشغال العمومية في مجال التسيير والإشراف العام على المشاريع الكبرى. - إنجاز المركز الوطني لمراقبة النوعية بولاية عين الدفلى و الذي سيسمح بتطوير آليات مراقبة نوعية الاشغال و ترقية تقنيات صيانة المنشآت. لدى تدخله عقب مناقشة هذا الملف، سجل الرئيس بوتفليقة أن »الجهود المبذولة في قطاع الأشغال العمومية تمثل لوحدها قرابة 20 بالمائة من التمويلات التي تم حشدها لمجموع التجهيزات برسم البرنامج الخماسي الجاري«. وهذا كما أوضح رئيس الجمهورية »يبرز إرادة الدولة في فك العزلة عن السكان في كل مناطق البلد و تعزيز اسس البنية التحتية من أجل التنمية الاجتماعية و الاقتصادية«. وعليه اكد رئيس الجمهورية ضرورة »ديمومة و ترشيد العمليات التي ينبغي إدراجها في البرنامج الخماسي المقبل تماشيا والجهود الوطنية الجارية بخصوص شبكة طرق المواصلات بما فيها الشبكة الوطنية للسكك الحديدية«. وقد قدم رئيس الجمهورية تعليمات للحكومة في هذا الاتجاه. إنشاء موانىء وملاجىء صيد جديدة وبخصوص الطرقات السريعة، أشار رئيس الجمهورية الى ضرورة استكمال هذه السلسلة الهامة من مشاريع الطريق السيار الجانبي للهضاب العليا وبتطوير وازدواج الطرق الرئيسية في جنوب البلد. واضاف قائلا أنه ينبغي تصويب باقي جهودنا نحو تعزيز وصيانة شبكة الطرق الوطنية و الولائية والبلدية حتى يستفيد المواطنون عبر كامل التراب الوطني من تحسين شبكة الطرقات. بخصوص الموانئ، الح رئيس الدولة على ضرورة أن تسهر الحكومة على استغلال كل الفرص لانشاء موانئ و ملاجئ صيد جديدة. وشدد رئيس الجمهورية في هذا الخصوص على أن يكون إنجاز الموانئ في المياه العميقة من اختصاص الدولة وأن يدرج ضمن استراتيجية التنمية الوطنية . ووجه رئيس الجمهورية تعليمات للحكومة لتعمل على توفير شروط صيانة منشآت الأشغال العمومية التي يكلف إنجازها مبالغ هائلة للبلد. وبهذا الخصوص يتعين التعجيل بإنجاز معهد عالي لتسيير المشاريع الكبرى وكذا بتأهيل المدرسة الوطنية رفيعة المستوى لتكوين مهندسي الأشغال العمومية. واوضح أن ''تقدم ملف استغلال الطريق السيار شرق- غرب وتسييره وكذا الرسم الخاص بعبوره يجب أن يتم على هامش انجاز هذا المرفق الهام''. ومن جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أنه من المنتظر أن تعطي المشاريع الكبرى المهيكلة في قطاع النقل حركية فعالة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد بالنظر للنتائج الايجابية والواسعة النطاق المتوخاة منها. وإذ سجل خصوصية وظائف السكة الحديدية والطريق السيار والميناء والمطار ألح رئيس الجمهورية على ضرورة »مراعاة بعدها التكاملي الاساسي قصد التزود بخارطة وطنية خاصة بقطاع النقل تكون متناسقة و قابلة للدوام«. بعد أن تأسف لاستشراء حوادث المرور وتوخيا لتحسين معتبر لسلامة مستعملي الطرقات وسيولة حركة المرور أمر رئيس الجمهورية الحكومة كي تباشر بالتنسيق مع السلطات المحلية كل الاعمال المناسبة لترقية نوعية تجهيزات الاستغلال لا سيما في مجال إشارات المرور والقضاء على مسببات خطورة الطريق. وفي ختام تدخله حول دراسة تقييم قطاع الاشغال العمومية والنتائج التي سجلها هذا الأخير أمر رئيس الجمهورية وزير الاشغال العمومية بالسهر بشكل مستمر على نوعية المنشآت وتحسين الخبرة الوطنية من خلال الاستفادة من الشراكات الاجنبية المشاركة في انجاز مختلف المشاريع وعدم اغفال ضرورة المحافظة على البيئة والتراث البيئي للبلد.