ظهور مفاجئ لسيف الإسلام القذافي يخلط أوراق المعارضة و يطعن في مصداقية معلوماتها ظهر نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي بصورة مفاجئة ليلة الإثنين إلى الثلاثاء في باب العزيزية بطرابلس، مفندا بذلك المعلومات التي تحدثت عن اعتقاله و التي أكدتها قبل ذلك كل من المعارضة و الجنائية الدولية. و جاء هذا الظهور المدوي لسيف الإسلام بمثابة ضربة قوية للمجلس الانتقالي المعارض و للمعلومات الصادرة عنه، الأمر الذي أضفى مزيدا من الغموض حول حقيقة ما يجري في ليبيا و طرابلس بالذات. وصل سيف الإسلام في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الى فندق "ريكسس" بطرابلس الذي ينزل به المراسلون الأجانب مع مجموعة من أنصاره وطالب أنصاره بالاحتشاد لصد المعارضين.وانتقل سيف الإسلام إلى هذا الفندق ليعلن أن الحكومة تنتصر في المعركة مع المعارضة.اصطحب الصحفيين الى باب العزيزية معقل والده. وأظهرت لقطات تلفزيونية سيف الإسلام وهو يبتسم ويلوح ويصافح أنصاره وكذلك يرفع يديه بعلامة النصر. وقال نجل القذافي أن طرابلس تحت سيطرة الحكومة وأنه لا يبالي بأمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية التي تسعى لاعتقاله هو ووالده بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مصرحا أمام ثلاثة صحفيين ، بينهم مراسل وكالة الأنباء الفرنسية "أنا هنا لتكذيب الإشاعات والكلام" في إشارة الى الإعلان عن اعتقاله. وسخر من تصريحات رئيس الجنائية الدولية مورينو-اوكامبو قائلا "طز بالمحكمة الجنائية"، وأضاف "جذبنا الثوار الى فخ".وذكر أن "الشعب الليبي هب بالكامل برجاله بنسائه ومواطنين وقاموا بكسر العمود الفقري للمتمردين والجرذان والعصابات أمس واليوم."وطالب أنصاره بحمل السلاح وقال أنهم سيهاجمون المعارضين. ".وتابع أن "الغرب عندهم تقنية عالية.. شوشوا على الاتصالات وبعثوا رسائل للشعب الليبي.. إنها حرب الكترونية وإعلامية لبث الفوضى والذعر في ليبيا.و عندما سئل عما إذا كان والده بخير في طرابلس أجاب "بالطبع و كل عائلة القذافي موجودة في طرابلس".ونقل الصحافيون الثلاثة على متن سيارة حتى مجمع باب العزيزية من قبل ممثلين عن النظام قبل أن يلتقيهم سيف الإسلام خارج المبنى. وفي باب العزيزية، أمام المبنى الذي دمر في قصف أمريكي في 1986، كان بانتظاره عشرات من أنصاره رفعوا صوره وصور والده وأعلام ليبية. و جاء الظهور المفاجئ لسيف الإسلام ليدحض تماما المعلومات الصادرة في وقت سابق عن المجلس الانتقالي المعارض و الجنائية الدولية و التي أكدت اعتقاله من قبل عناصر المعارضة بعد دخولها العاصمة. حيث أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الأحد الماضي انه يملك "معلومات أكيدة بان سيف الإسلام قد اعتقل"، مؤكدا انه "في مكان آمن بحراسة مشددة بانتظار إحالته الى القضاء". كما صرح مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو "أنه تلقى "معلومات موثوقة مفادها" أن المعارضين تمكنوا من أسر سيف الإسلام الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية تتهم سيف الإسلام بأنه لعب "دورا رئيسيا في تنفيذ خطة" وضعها والده وتهدف الى "قمع الانتفاضة التي بدأت في فيفري بجميع الوسائل ومن بينها اللجوء الى العنف والقتل". وأصدرت الجنائية الدولية في 27 جوان مذكرات توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام "39 عاما" وصهره رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي "62 عاما". عودة سيف الإسلام إلى الأضواء، وظهوره أمام وسائل الإعلام الأجنبية بمعنويات مرتفعة، أدخل المعارضة في حالة ارتباك قصوى، لم تستطع معها التشكيك في ظهوره المدوي، وقال مصدر من هذه المعارضة أمس أن سيف الإسلام القذافي اعتقل بالفعل إلا أنه تمكن من الفرار، وأن الجولة التي قام بها كانت داخل باب العزيزية. و وجدت الجنائية الدولية هي الأخرى نفسها في موقف حرج للغاية بعدما ظنت أنها ستشرع قريبا في محاكمة نجل الزعيم الليبي، و قالت أمس أنها لم تتلق قط تأكيدا رسميا من المجلس الانتقالي الليبي المعارض لاعتقال سيف الإسلام القذافي.وقال فادي العبد الله مسؤول المحكمة الجنائية الدولية "لم يرد تأكيد رسمي من المجلس الوطني الانتقالي، وردت إجابات مختلفة، كان هناك بعض الغموض". و لاشك أن ظهور نجل الزعيم الليبي المثير للجدل، يقدم مؤشرا قويا على الأوضاع في ليبيا ما تزال غامضة، مثلما أقر بذلك مساء أول أمس الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة مع الانتشار الواسع للدعاية. محمد.م