مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل لمناهضة الحرقة أطلقت صفحات كثيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مؤخرا، حملة لمحاربة ظاهرة الحرقة، ردا على محاولة عدد كبير من الشباب الجزائري الوصول إلى الضفة المقابلة عبر زوارق الموت. راح نشطاء فرادى و في شكل مجموعات لتغيير صور بروفايلاتهم، عبر كتابة شعارات "لا للحرقة"، "ستوب"، "نعيش في بلادي ولا ذل الغربة"، و صفحات أخرى، حولها أصحابها إلى منابر يرافعون عبرها لتوجيه و إرشاد الشباب الذي يحلم أو يفكر بالهجرة غير الشرعية، كما نشرت صورا للشباب الذين قضوا غرقا في البحر ، في طريقهم لتحقيق أحلامهم. و قد بدأت هذه الحملة منذ أيام، و ذلك عقب الرحلات التي نظمها شباب ينطلقون في مجموعات كبيرة على متن زوارق خشبية، خاصة من شواطئ غرب البلاد وشواطئ ولاية بومرداس التي رحل منها المئات، بعضهم تمكنوا من الوصول إلى أوروبا، والبعض الآخر تعذر عليهم ذلك و عادوا إلى أوطانهم جثثا هامدة، كالشباب الذين انطلقوا من شاطئ تيقزيرت بتيزي وزو الأسبوع الماضي، و تم العثور على جثثهم بشاطئ دلس ببومرداس بعد أيام قليلة. موجة الحرقة التي تعرفها الجزائر في الآونة الأخيرة، دفعت ببعض الفايسبوكيين للعمل على توعية و تحسيس الشباب الذين سيطرت على عقولهم فكرة ترك الوطن من أجل حياة أفضل في دول أوروبية، حيث شرعوا في وضع منشورات تدعو لمحاربة الظاهرة، و نشروا صورا و فيديوهات لضحاياها، ممن ذهبوا دون عودة، و هناك من نشر فيديوهات لجنائزهم، و حرقة أهلهم و هم يبكون دما على فلذات أكبادهم، إضافة إلى تجارب أشخاص كتب لهم أن يعودوا إلى أوطانهم بعد أن وطأت أقدامهم أرض أوروبا، وذلك بعد إصدار قرار بالطرد من سلطات الدول الأوروبية التي قصدوها بطريقة غير شرعية. و ربما لا تزال حادثة 15 حراقا الذين غادروا البلاد ، انطلاقا من أحد شواطئ مدينة دلس ببومرداس شهر أكتوبر من العام الماضي، تصنع الحدث و تغذي هذه الحملة، بظهور أولياء يبحثون و يدقون كافة الأبواب، سعيا لمعرفة مصير الذي لا يزال مجهولا. يذكر أن مساجد ولاية بومرداس هي الأخرى شاركت الجمعة الماضي في هذه الحملة، عبر توحيد موضوع الخطبة التي تحدث فيها الأئمة عن الحرقة، مسبباتها و كيفية إقناع الأبناء بالتخلي عن فكرة الموت في عرض البحر.