سجلت الوكالات السياحية انتعاش السياحة الداخلية، لا سيما اتجاه المناطق الصحراوية على غرار جانت وتمنراست بشار، مع عودة قوية للسياح الأجانب الذين يستهويهم جمال الصحراء الجزائرية، حيث سارعت عديد الأسر لحجز أماكن لها على مستوى هياكل الاستقبال تحسبا للعطلة الشتوية المقبلة. حرصت كثير من الأسر على تخصيص ميزانية لقضاء العطلة الشتوية بإحدى الولايات الجنوبية المعروفة بطابعها السياحي، أو بالحمامات المعدنية أو ما يعرف بالسياحة الحموية، في حين فضلت عديد العائلات التوجه نحو المناطق الجبلية للاستمتاع بأجواء الشتاء، خاصة بالمناطق المعروفة بتساقط الثلوج، على غرار جبال شيلية بخنشلة والشريعة بالبليدة، ما ساهم في انتعاش نشاط الوكالات السياحية خلال هذه الفترة من السنة، وجعلها تدخل في سباق فيما بينها، عن طريق تقديم أفضل العروض والأسعار لاستقطاب الزبائن الذين قرروا تمضية جزء من العطلة الشتوية بالمناطق الداخلية نظرا لما توفره من مناظر طبيعية خلابة، وخدمات في مستوى تطلعات السواح. وأكد في هذا الصدد عضو الفيدرالية الوطنية للوكالات السياحية شريف مناصر ارتفاع الطلب على السياحة الداخلية، مضيفا بأن كافة الفنادق الموجودة بأقصى الصحراء، من بينها تمنراست وجانت وتيميمون تم حجزها من قبل الوكلاء السياحيين لفائدة سياح محليين وأجانب، الذين تستهويهم بالدرجة الأولى منطقة جانت بسبب حرية التنقل على مستوى كافة ربوعها، دون الحاجة إلى المرافقة الأمنية، ما يوفر فرصة مناسبة لعشاق الصحراء للاستمتاع بجمال المناظر الخلابة والنقوش الأثرية التي تعود لآلاف السنين، فضلا عن التمتع بدفء أشعة الشمس والرمال الذهبية. وبحسب المصدر فإن أغلب السياح الأجانب يأتون من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وتعد لأجلهم الوكالات السياحية برنامجا ثريا يتضمن التعريف بمختلف المناطق الأثرية المتوزعة عبر ربوع الصحراء الواسعة، إلى جانب التعريف بالجانب الثقافي وبالصناعات التقليدية التي تختص بها الولايات الجنوبية، مع تنظيم خرجات إلى المناطق المتميزة بمناظرها الطبيعية الخلابة، في حين فضلت كثير من الأسر الجزائرية، وكذا فئة من الطلبة التوجه إلى ولاية أدرار وبالضبط إلى منطقة تيميمون، إلى جانب منطقة تاغيت ببشار للاحتفال بدخول السنة الميلادية الجديدة، وذلك عن طريق الاتصال بالوكالات السياحية لتمكينها من حجز أسرة على مستوى المؤسسات الفندقية المتواجدة بالمنطقة، مع الاستفادة من خدمات شاملة من بينها النقل والإطعام. وتكلف رحلة سياحية باتجاه هذه المناطق الصحراوية ما بين 4 و6 ملايين سنتيم للشخص الواحد، مع احتساب ثمن تذكرة الطائرة، وتشمل هذه المصارف كافة الخدمات التي يطلبها الزبون خلال فترة إقامة مدتها خمسة أيام، وفق ما أكده ممثل فيدرالية الوكالات السياحية، موضحا بأن كافة الأسرة المتوفرة تم حجزها، مما استعصى على الوكالات استقبال طلبات جديدة، مما اضطر بعض الأسر إلى تغيير وجهتها نحو الخارج، من بينها تركيا وتونس وكذا المغرب، في انتظار تدعيم قدرات الاستقبال بفتح مؤسسات فندقية جديدة بالجنوب. كما توفر الوكالات السياحية خرجات للاستجمام نحو المناطق الأثرية والحمامات لمدة يوم واحد لفائدة الأسر التي لا تسمح لها ظروفها المادية باستئجار فندق لتمضية بضعة أيام بالمواقع السياحية، وتكلف الرحلة للشخص الواحد حوالي 1500 دج، وتتضمن هذه المصاريف النقل والإطعام، وتهدف هذه الخرجات إلى مساعدة الأسر ذوي الدخل المحدود على الاستمتاع بالعطلة والتعرف على مناطق السياحية المتوزعة عبر مختلف الولايات، ولا يوفر هذا النشاط أرباحا كثيرة للوكالات السياحية وفق تأكيد المصدر، بقدر ما يتيح لها فرصة للتشجيع على السياحة الداخلية، وإدخال البهجة والسرور على عديد الأسر. وتحتل بدورها السياحة الجبلية أو باتجاه المرتفعات مكانة هامة ضمن العروض التي توفرها الوكالات السياحية خلال فصل الشتاء حيث تكتسي المرتفعات الحلة البيضاء عند تساقط الثلوج، ومن بين المناطق التي يكثر الإقبال عليها جبال شلية بخنشلة حيث يبلغ ارتفاع أعلى قمة 2929 م، إلى جانب جبال جرجرة وكذا الشريعة بالبليدة، فضلا عن تنظيم رحلات استجمام باتجاه الحمامات المعدنية بأسعار جد معقولة.