شرعت الأسر الجزائرية في إعداد برنامج العطلة الصيفية بمجرد انتهاء أغلب أبنائها المتمدرسين من امتحانات نهاية السنة المصيرية ، وقد سارعت أغلبها إلى حجز أماكنها منذ الآن لأن شهر رمضان هو الآخر على الأبواب مما يتطلب استعدادات أخرى من ربات البيوت بشكل خاص لما لهذا الشهر من مكانة مميزة في قلوب الجزائريين دون استثناء تظهر من خلال إعدادهم العدة لاستقبال الشهر الفضيل في نفس التوقيت من كل عام نطلق موسم الاصطياف للعام 2013 في عز الامتحانات المصيرية، وحاولت المركبات السياحية داخل الوطن كعادتها اجتذاب أكبر عدد من المصطافين عن طريق الإشهار لخدماتها الفندقية، باعتبارها السبب الرئيسي لعزوف الجزائريين عن السياحة بالداخل لأن المناطق السياحية ببلادنا خلابة ولا خلاف على ذلك، يقبل الكثيرون هذه الأيام على أخذ إجازتهم الصيفية مباشرة بعد الانتهاء من الامتحانات في المدارس والمعاهد المختلفة، منتهزين الفرصة لأخذ فسحة من الوقت للاستمتاع مع ذويهم وقضاء وقت مميز بعيدا عن ضغوط العمل وانشغالات الحياة وقبل أن يداهمنا شهر الصيام. ولكن اختيار المكان الذي يذهبون إليه يكون دوما نقطة خلاف بين الكثيرين كما أنه يشغل بال الجميع، وفي الأغلب يكون محور الحديث بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء بعضهم البعض إلى أن يتم الاتفاق على المكان المحدد. حاولنا أن نعرف من خلال بعض الآراء المختلفة مكان تمضية الإجازة هذا العام وهل يفضل البعض قضائها داخل الجزائر أم خارجها، وما أسباب اختيارهم في الحالتين. ووجدنا آراء مختلفة ومتعددة نعرضها خلال هذا الاستطلاع. في البداية سألنا كمال موظف في أحد البنوك والذي قال:س في أوقات الإجازات وخصوصا الصيفية أفضل قضائها داخل الوطن، لأنني أستمتع بالأماكن الموجودة لدينا كما أنني لا أحب السفر للخارج إلا إلى دول الجوار كتونس والمغرب. وعن الأماكن التي يفضل زيارتها في الداخل أضاف كمالس أحب أنا وعائلتي أن نستمتع بالمناطق السياحية الموجودة بالشرق الجزائري كعنابه وجيجل، ولكني أتمنى من المسئولين الاهتمام بشكل أكبر بالخدمات الفندقية والمناطق السياحية داخل الوطن وما أكثرها وخصوصا المناطق الساحلية المختلفة والتي على رأسها بجاية وجيجل وتيبازة أيضا، وبزيادة المرافق والخدمات في هذه المناطق. ونرجو عمل متنزهات بالقرب من هذه المناطق لتكون مكان جذب للسياحة الداخلية وللسياحة الخارجية، خصوصا أن السياحة من القطاعات التي من الممكن أن تمثل دخلا كبيرا للجزائر، ولكن إذا زاد الاهتمام بها بشكل أكبر. أما عبد القادر أستاذ جامعي فيرى أن تمضية الإجازة بالمناطق الداخلية للجزائر أفضل اختيار له ولعائلته، حيث يقول زنفضل قضاء إجازتنا داخل الجزائر خصوصا الذهاب إلى بجاية وغيرها من المناطق المميزة فبلدنا بها العديد من المقومات السياحية الرائعة والتي تمثل جذبا سياحيا كبيرا سواء داخليا أو خارجيا وبالطبع فإن اكتشاف أماكن جديدة في بلدان أخرى هو أمر ممتع، ولكني من وجهة نظري أرى أن قضاء الوقت والاستمتاع بالإجازة في بلدنا هو أفضل شيءس. آراء على النقيض عبد المالك موظف لديه نظرة مختلفة عن الموضوع يقول:س بصراحة أنا أفضل قضاء الإجازة الصيفية خارج الجزائر، حيث أنني أغلب إجازاتي أسافر لأماكن وبلدان مختلفة ولي في ذلك عدة أسباب أهمها أني قمت بزيارة أغلب المناطق السياحية الموجودة بالجزائر ولا أعتقد أن هناك منطقة لم أزرها منذ أن كنت طالبا، والحقيقة أنني من واقع ذهابي للعديد من الأماكن السياحية في الداخل و أجد أن هناك تقصيرا في الاهتمام بهذه الأماكن خصوصا من قبل المسئولين عن القطاع. وأضاف: هناك أماكن عديدة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام و تحتاج إلى الرعاية وإنشاء المرافق والخدمات بها، والواقع أنني وغيري من المواطنين نرى أن بلدنا بها مناطق رائعة وجميلة، ولكن المشكلة أنها مفتقدة للاهتمام وهذا ما يجعلنا نفضل الذهاب للخارج. ويقول عزيز طالب جامعي في معهد العلوم السياسية:س أحب أن أقضي الإجازة الصيفية داخل الجزائر، لما تتوفر عليه بلادنا من مناطق سياحية خلابة من شواطئ وصحاري وجبال، ولكن مع ذلك اذا سنحت لي الفرصة للذهاب الى الخارج لقضاء بعض الوقت فلن أفوتها والمسألة هي مسألة وقت ومال وفي المستقبل سأعمل على زيارة الكثير من المناطق خارج الوطن لأكتشف ما يوجد خارج الحدود. ويضيف عزيز: لكي يتوافد السياح الى الجزائر بكثرة يجب على مسئولي القطاع السياحي أن يوفروا خدمات تجعل السائح يشعر بالراحة مثل تهيئة الفنادق والمنتجعات السياحية وحتى الشوارع، وكذا توعية سكان مناطق الجذب السياحي بكيفية التعامل مع السائحين وتوفير مرشدين ذوي خبره كافية وتطوير الأماكن السياحية المختلفة. ومن أهم الأمور التي يجب على أصحاب الفنادق والمنتجعات لجذب السائحين الاعلان عبر مواقع الانترنت عن هذه المواقع السياحية ومميزاتها لان بعض السائحين لا يعلمون عن هذه المناطق شيئا ويحتاجون الى دليل لهم ليشرح ويوفر لهم معلومات كافية عن هذه الأماكن الخلابة التي تتوفر عليها الجزائر. بعضهم يكتفي بخرجات استجمامية بالعاصمة وضواحيها خيارات الجزائريين لقضاء العطلة بعيدا عن السفر إلى الخارج أو إلى المناطق الداخلية للوطن تتمثل في وجهتين اثنين أو ثلاث لا أكثر إما الحمامات و والغابات وإما الشواطئ العاصمية كمتنف آخر للعائلات حيث تتحول هذه الأخيرة إلى يشبه المحتشدات العائلية، حيث تحضر هذه الأخيرة كل مستلزماتها حتى قارورات البوتان الصغيرة، والشواءات الحديدية الصغيرة، والكل يطبخ ويطهو على الهواء الطلق، ولكن للأسف أغلب المواطنين يفتقرون إلى ثقافة الاصطياف ويجهلون أو يتجاهلون معنى العبارة التي نجدها في كل مكان أترك المكان نظيفا لتجده نظيفا. وإذا كانت وجهة الشباب في فصل الصيف البحر، والعائلات إلى الغابات، فإن كبار السن ينالون حظهم أيضا بزيارة الحمامات المعدنية التي تريحهم صحيا وتنعشهم كحمام ريغة بعين دفلة أو حمام ملوان وغيره من الحمامات المعدنية الصحية التي تحظى بها بلادنا. كراء المنازل.. الصفقة المربحة تفضل أغلب العائلات الجزائرية كراء المنازل الخاصة المتموقعة على المناطق الساحلية لتمضية العطلة الصيفية بعدد أفرادها الكامل الأمر الذي لا توفره الفنادق، ومهما بلغت أسعار الإيجار التي التهبت في زمن قياسي إلا أنها تبقى الخيار المفروض الذي ترتاح فيه أغلب الأسر. حتى وإن كان أصحاب البيوت التي تعرض للإيجار قد دخلوا مجال المضاربة على غرار العديد من النشاطات غير الرسمية، فالسعر يتوقف على موقع البيت وعدد غرفه وتهيئته وقد يصل إلى 25 مليون سنتيم شهريا. وبقدر ما حلت هذه البيوت مشاكل العائلات المصطافة كثيرة العدد بقدر ما فكت ضيق أصحابها الذين يسترزقون منها في كل موسم اصطياف ويحلون بعائداتها مشاكلهم المادية المستعصية بعيدا عن الاتجار الذي يلجأ إليه البعض على غرار من يشترطون استئجار بيوتهم للمغتربين فقط وبالعملة الصعبة وهو ما يحدث كثيرا ببجاية. العطلة بالخارج.. لمن استطاع إليه سبيلا يشير تقرير أعدته مديرية شرطة الحدود التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، الى أن حوالي. مما يؤكد أن الجزائريون يفضلون السفر الى تونس، وكان حسب ذات التقرير حوالي 18 ألف جزائري قد تنقلوا الى تركيا خلال نفس الفترة تحت تأثير المسلسلات التركية التي عملت على إنعاش السياحة بتركيا بشكل رهيب. فيما يتزايد عدد الجزائريين المتوافدين على مصر أيضا ومنتجعاتها السياحية على غرار شرم الشيخ والغردقة.إذ تشير التقارير أن أكثر من 10 آلاف جزائري قد قصدوا مصر خلال 6 أشهر للسياحة. وتفيد الإحصائيات أيضا أن 17 ألف جزائري سافروا الى المملكة المغربية خلال 6 أشهر من السنة الماضية. فيما تتصدر الإمارات العربية المتحدة دول الخليج التي يتوافد عليها الجزائريين خاصة إمارة دبي وكان 7955 جزائري تنقلوا الى الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر الستة من العام الماضي أغلبهم للسياحة والاستجمام .