سد بوحمدان بقالمة يتعافى بعد موجة جفاف طويلة ارتفع منسوب سد بوحمدان بقالمة، إلى أكثر من 80 مليون متر مكعب خلال الساعات الماضية، بعد نشاط فعال للمجاري الطبيعية المتواجدة بحوض المصب المتربع على مساحة تفوق الألف كلم2. و يعد هذا أكبر حجم يبلغه السد منذ 3 سنوات تقريبا، بعد أن مر بموجة جفاف حادة كادت أن تأتي على مخزونه من المياه بالكامل، كما حدث الصيف الماضي عندما تراجع الاحتياطي إلى 12 مليون متر مكعب من المياه، في واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة. و يتوقع المتابعون لوضعية أكبر سد بالولاية، أن يستمر حجم الاحتياطي في الصعود خلال الأيام القادمة، لكنه مازال بعيدا عن الحجم الكلي المقدر بنحو 185 مليون متر مكعب من المياه. و قد ساعدت الأمطار و الثلوج المتساقطة على حوض المصب منذ بداية فصل الشتاء، في انتعاش السد و تراجع شبح الأزمة التي ظلت تخيم على قطاعات الزراعة و مياه الشرب و الصناعة و غيرها من المجالات الأخرى التي تعتمد على الطاقة المائية. و قالت مصادر للنصر، أمس الأحد، بأنه لا يستبعد تشغيل محيط السقي بقالمة الربيع القادم بعد مصاعب كبيرة الصيف الماضي أدت إلى توقف محطات الضخ المغذية للأراضي الزراعية بسهل سيبوس الكبير. و تعاني ولاية قالمة من نقص في الطاقة المائية بسبب موجات الجفاف المستمرة و ضعف قدرات التخزين، حيث أصبح السد الوحيد بالمنطقة غير قادر على مواجهة الضغط المتزايد على مياه الشرب و السقي، حيث ارتفع الطلب السنوي على الطاقة المائية إلى أكثر من 60 مليون متر مكعب في السنة، منها 40 مليون متر مكعب للسقي و ما لا يقل عن 20 مليون متر مكعب لتزويد أكثر من 300 ألف نسمة بمياه الشرب عبر 6 بلديات بما فيها عاصمة الولاية. و لم يتوقف سكان الولاية عن المطالبة ببناء مزيد من السدود لتخزين مياه الأودية التي تصب في البحر كل شتاء، لكن هذا المطلب مازال لم يتحقق حتى الآن و كل المقترحات مازالت مجرد أفكار، بما فيها فكرة بناء سد على وادي الشارف، حيث بينت الدراسات، بأن الطبيعة الجيولوجية لا تسمح بوضع حاجز السد الذي كان من المقرر بناؤه خلال السنوات الماضية بقدرة 100 مليون متر مكعب من المياه الموجهة للسقي المحاصيل الزراعية و الصناعة.