أسعار ملابس الدخول المدرسي أغلى من ملابس العيد تشهد محلات بيع الألبسة بقسنطينة إقبالا يكاد يكون بنفس وتيرة عشية العيد، حيث أكد بعض الباعة في وسط المدينة تفاجئهم بالعدد الملفت للزبائن بداية الأسبوع الجاري على غير العادة ، أين تعرف الحركة التجارية ركودا شبه تام في الأيام الأولى التي تليها. و أكد البائع فارس بمتجر بحي "سان جان" أن محله استقبل في اليومين السابقين الكثير من الزبائن و الزبونات على وجه الخصوص، مرجعا سر تأجيل البعض لعملية اقتناء الملابس إلى أملهم في تراجع الأسعار التي عرفت التهابا قبيل عيد الفطر، بل طيلة شهر رمضان. و ذكرت إحدى السيدات التي كانت بصدد انتقاء سروال "جينز"لابنتها ذات ال15ربيعا بأنها أقنعت بناتها الثلاث بعدم التسرّع في شراء الملابس الجديدة باعتبارهن تجاوزن سن التباهي بكسوة العيد، و انتظار مرور هذه المناسبة الدينية طمعا في الاستفادة من فرص اختيار أكبر، بدل القبول بكل ما يتم عرضه من قبل التجار بما في ذلك السلع القديمة التي تم استخراجها بنية التخلص منها، في هذه الفترة التي يعتبرها الكثيرون أفضل فرصة للكسب. و أسرت سيدة أخرى أنها انتهزت ما جمعه أطفالها في العيد من مال "المعايدة" لشراء مآزر لأطفالها، لأن ميزانية الأسرة لا تتحمل مصاريف إضافية قبل منتصف الشهر تاريخ استلام زوجها لراتبه الشهري و الذي قالت أنه سيخصص لدفع تكاليف شراء الكتب و الأدوات المدرسية، بالإضافة إلى تسديد بعض من الديون التي اضطروا لأخذها من الأقارب ليتمكنوا من مواصلة شهر رمضان، و العيد و ما فرضاه من مصاريف إضافية. و الملفت أن المآزر المدرسية نافست ملابس العيد لثالث سنة على التوالي، حيث لم يتردد الباعة و لا سيما باعة الأرصفة في عرضها حتى ليلة العيد و كأن الأطفال سيرتدونها في هذه المناسبة. و عكس ما توقع البعض، لم تنزل أسعار الملابس من سقفها بعد، حيث ما زال التجار يتحينون فرص الكسب من الطالبات و الطلاب لتيقنهم من إقبال هؤلاء على شراء هندام الدخول الجامعي. و في هذا السياق علّق أحد التجار بحي عبان رمضان "فرحة العيد لن تنتهي بانتهاء عيد الفطر بل ستستمر إلى غاية الدخول المدرسي ثم الجامعي"إشارة إلى اهتمام المتمدرسين و الطلبة عموما بمظهرهم في بداية السنة الدراسية لاعتبارات كثيرة. و أمام استمرار الإقبال على محلات بيع الملابس الجاهزة لم تختف السلع القديمة، بل بقيت تزّين مداخل و واجهات الكثير من المحلات التي لم يغامر أصحابها في عرض السلع الجديدة خوفا من كساد السلع القديمة، مثلما أكد البائع مهدي بشارع فرنسا "الكل يبحث عن ملابس تليق بما بين الفصول، و هذا يعني الخسارة للكثيرين الذين راهنوا على ملابس الصيف". و قالت إحدى الزبونات أنها غير مستعدة لتبذير مالها في اقتناء ملابس لن تلبسها أكثر من أسبوعين، لأن الخريف على الأبواب، و هو سر تأجيلها لشراء كسوة جيدة إلى ما بعد العيد . و في الوقت الذي يظن البعض أنه وفق في اختياره في تأجيل شراء ملابس جديدة، حتى لا يكون ضحية جشع التجار، ندم البعض على قرارهم مثلما أسرت "جهينة"طالبة جامعية و التي قالت أنه لم يبقى في السوق إلا التصاميم البشعة مثلما وصفت، و تمنت لو أنها اختارت ملابسها من قبل لأن فرص الاختيار كانت أكبر قبل رمضان حسبها. و كان الكثير من أصحاب محلات بيع الملابس الجاهزة يرجون في عطلة تزيد عن الأسبوع مباشرة بعد موعد العيد، لأسباب كثيرة، منها تحقيقهم لأرقام أعمال عالية و كسب واسع من جهة و لتفادي مشاكل تغيير البضاعة التي يقعون فيها عموما مع بعض الزبائن الذين يجدون عيوبا في السلع المنتقاة أو يكتشفون بأنها ليست على مقاس الابن أو الابنة فيرغبون في استبدالها بأخرى.