عرفت أسعار الخضر خلال النصف الأخير من شهر رمضان انخفاضا طفيفا، بعد أن سجلت ارتفاعا خلال الأسبوع الأول، مع تراجع تهافت المواطنين على السلع الاستهلاكية، في حين ارتفعت أسعار ملابس الأطفال وانتقلت حمى ارتفاع الأسعار إلى محلات بيع الألبسة التي تشهد إقبالا كبيرا. عرفت أسعار الخضر الأساسية على غرار البطاطا والطماطم والقرعة والخس، بداية الأسبوع الثالث من الشهر الكريم، انخفاضا طفيفا، يعود أساسا إلى تغيير عادات المستهلك، الذي لم يعد يقبل بشكل كبير على الأسواق كما حدث خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، ولا يعكس هذا الانخفاض في الأسعار ذلك الانخفاض المسجل في أسواق الجملة، إذ انخفضت الأسعار بشكل كبير مقارنة بالتجزئة. ولمسنا خلال جولة ميدانية قادتنا إلى سوق ''كلوزال'' وسط العاصمة أمس، استقرار عتبة الأسعار في مستوى وصفه المواطنون ''بغير العقلاني''، حيث استقر سعر البطاطا في حدود 50 دج في حين انخفض في بعض أسواق العاصمة إلى 30 دج، أما الطماطم فاستقر سعرها في حدود 50 دينارا للكيلوغرام بعدما وصل سعرها في الأسبوع الأول من رمضان إلى 80 دج وتراوحت بين 55 دج و60 دج في بعض الأسواق، أما الخس فانخفض سعره من 130 دج إلى 80 دج، وعرفت أسعار الكوسة ''القرعة'' والفاصوليا الخضراء هي الأخرى انخفاضا طفيفا باعتبارها الطبق الثاني في رمضان. وبقيت أسعار الخضار الموسمية ''كالباذنجان'' منخفضة منذ بداية شهر رمضان. من جهة أخرى، تشهد محلات بيع الألبسة هذه الأيام، إقبالا كبيرا، حيث تعرف هي الأخرى التهابا في الأسعار خاصة ملابس الأطفال التي عادة ما ترتفع أسعارها قبيل العيد بأيام. وحسب صاحب أحد المحلات بوسط العاصمة فإن ارتفاع أسعار ملابس الأطفال يعود بسبب ارتفاع الألبسة المستوردة من الخارج، خاصة الملابس التركية التي تعرف أسواقها ارتفاعا بسبب كثرة الطلب عليها من طرف عدة بلدان عربية، وكذا في ظل انعدام المنتجات السورية هذا العام بسبب الأوضاع التي يشهدها هذا البلد منذ مارس الماضي وهي الملابس التي تكون أقل ثمنا من الألبسة المستوردة الأخرى. وعن تهافت المواطنين، أكد محدثنا أن محله وأغلب محلات الشارع تعرف ازدحاما يوميا لشراء ملابس العيد للأطفال فمحله يعرف زيارة حوالي 700 شخص يوميا بعد الإفطار فقط وهذا بدءا من اليوم الرابع من شهر رمضان. وعن كميات البيع يضيف محدثنا أن محله يبيع حوالي 800 وحدة يوميا من أقمصة وأحذية وسراويل وهي نفس الكمية التي تعرفها معظم المحلات المجاورة والمتخصصة في ألبسة الأطفال. وتبرر بعض العائلات التي التقتها ''المساء'' هذا الإقبال الكبير، بحجة استكمال ترتيبات العيد للأطفال للتفرغ في التحضير الحلويات، ويرجع البعض الآخر ذلك إلى تخوفهم من نفاذ قياسات الملابس التي عادة ما تكون سببا في الخروج اليومي إلى المحلات. من جهته أوضح أغلب أصحاب المحلات أن منتجات الأطفال متوفرة بشكل كبير لدى المستوردين في المخازن، باعتبار أن رمضان هذا العام تزامن مع الدخول المدرسي لكن نفاذ السلع -حسبهم- كل يوم بسبب تهافت العائلات، يزيد من رفع سعرها لدى بائعي الجملة.