تشكيل خلية لجمع شهادات الجزائريين الذي تعرضوا لاعتداءات بمصر ولد عباس: لن نسمح المساس بشعرة من أفراد جاليتنا في مصر موضحا بأن وزارته تعمل حاليا على ضمان امن وسلامة أفراد الجالية الجزائري في مصر الذين أصبحوا عرضة لتهديدات خطيرة جراء الحملة الإعلامية المسعورة التي تقودها بعض القنوات الفضائية المصرية، وقال الوزير بأنه سيعد تقريرا حول أوضاع الجالية في مصر بغية عرضه على الحكومة قريبا، مؤكد بأن الجزائر لن تسمح المساس بأفراد جاليتنا في مصر. رفض وزير التضامن والجالية والأسرة أمس الدخول في معارك إعلامية عقيمة الجدوى للرد على استفزازات المصريين، وقال الوزير في تصريح له على هامش جلسة مناقشة قانون المالية 2010، أن الجزائر لن تنزلق إلى هذا المستوى المنحط للرد على الهجمة الإعلامية المصرية، ودعا الوزير كل الأطراف في الجزائر إلى "تجاهل الإعلام المصري" وأضاف قائلا "نحن شعب متحضر ولن ننزل إلى مستواهم" وأضاف بان رد الجزائر كان في الميدان من خلال صعود الفريق الوطني إلى مونديال جنوب إفريقيا. بالمقابل أبدى الوزير صرامة في التعامل مع كل التجاوزات التي قد يتعرض لها أفراد الجالية الجزائرية، وقال بان الحكومة لن تتسامح إزاء التجاوزات المحتملة التي قد يتعرض لها الجزائريون في مصر بسبب الشحن الإعلامي، ودعوات بعض المتعصبين في مصر إلى ما أسموه "الثأر من الجزائريين"، وأكد ولد عباس بان الجزائر لن تتسامح مع من "يمس شعرة من أفراد الجالية الجزائرية" المتواجدة في مصر. وأعلن الوزير عن تنصيب خلية على مستوى الوزارة لجمع شهادات أفراد الجالية الجزائرية والطلبة الجزائريون في المعاهد المصرية لإعداد ملف حول الاعتداءات التي تعرض لها الجزائريون المتواجدون في مصر، على أن يقدم التقرير خلال اجتماع الحكومة، ودراسة التدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة التصعيد الإعلامي في مصر. وكان عدد من الطلبة والطالبات إلى جانب الجالية الجزائرية الموجودة في القاهرة، قد وجهوا الجمعة الفارط رسالة نجدة لفكهم من الخناق الممارس ضدهم في مصر، وقال هؤلاء الطلبة أنه تم قطع الماء والكهرباء عليهم وأن بعض الطالبات تعرضن لاعتداء من قبل المصريين. كما أضاف الطلبة بأن نجل الرئيس المصري علاء مبارك حرض على الجزائريين المتواجدين بمصر بعد أن وصفهم بالمرتزقة والبرابرة. وهو ما أدى صبيحة أمس حسب قول الطلبة إلى تعرضهم لشتى أنواع الهمجية، حيث لم تسلم حتى الطالبات المقيمات في مصر من هذه الهمجية، وقدر الطلبة عدد الطالبات ممن تعرضن لمضايقات يزيد عن 200 طالبة تدرس بمصر. وكتب هؤلاء الطلبة رسالة بالقول "سيدي الرئيس، لك أن تعلم بأننا نعيش مجزرة، أبطالها المصريون، فنحن محاصرون وممنوعون من شراء الخبز وتم قطع التيار الكهربائي عنا والماء وقد تعرضنا في أعقاب المباراة إلى الاعتداء بالأسلحة البيضاء وتم اقتحام منازلنا وتعرضنا إلى الاعتداءات الجسدية في كل من الحدائق والمعادي والفيصل ومدينة العاشر والسابع والجيزة والبعوث، ولقد حاولنا الذهاب إلى السفارة، إلا أننا منعنا ووجدنا السفارة محاصرة". كما تعرض قبل ذلك مقر سفارة الجزائربالقاهرة لهجمات المتعصبين المصريين، منذ فجر الجمعة، وتمكن أربعة مصريين من الدخول إلى غاية حديقة السفير في القاهرة قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم، ولولا الحصار الأمني المضروب على مقر السفارة لحمايتها، لانتهى مصيرها إلى الحرق، فيما أقدم متظاهرون على حرق العلم الوطني والدوس عليه وكانت وزارة الخارجية قد قامت يوم الخميس الفارط باستدعاء سفير مصر بالجزائر، حيث كلفه وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، بتبليغ سلطات بلده عدم فهم السلطات الجزائرية وانشغالها العميق، أمام تصاعد الحملة الإعلامية في مصر، حسب بيان لوزارة الخارجية. وعبرت الجزائر على لسان الناطق باسم الخارجية الجزائرية، أملها في أن يوضع على الفور حد للحملة التي تشنها وسائل الإعلام المصرية والتي كما قالت وزارة الخارجية لا تخدم مصالح البلدين ولا الشعبين. وذكر الوزير بأن الجزائر اتخذت كل الإجراءات لتهدئة الوضع، قبل وخلال وبعد مقابلتي كرة القدم، وأقامت جهازا أمنيا مدعما، قصد ضمان أمن الرعايا المصريين وممتلكاتهم في الجزائر.