أكد السيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني أنه لابد من طي صفحة أحداث القاهرة التي سبقت وتوالت وتواصلت بعد مباراة 14 نوفمبر الماضي بين الفريقين الجزائري والمصري، موضحا أن وسائل الإعلام المصرية استغلت الفرصة بشنها لحملة شرسة ضد الجزائر لتوجيه غضب الشارع المصري نحو الجزائر، "لذا لابد أن لا نسقط في هذا الاستفزاز ونطوي هذه الصفحة وننظر إلى الأمام". ويفهم من كلام السيد زياري أن مصر تحاول من خلال هذه الضجة الإعلامية المسيئة للجزائر إلهاء الشعب المصري عن انشغالاته ومشاكله والاهتمام بأمور لا أساس لها من الصحة بالاعتماد على الأكاذيب والإشاعات مثلما ذهب إليه عدد كبير من نواب المجلس الشعبي الوطني الذين نددوا بشدة بهذه الحملة غير الأخلاقية خلال الجلسة التي عقدها المجلس أمس لمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2010. وأضاف السيد زياري انه بالرغم من كل ما حدث فالمنتخب الوطني أظهر قدرة فائقة في الأداء والسلوك والاحترافية المميزة وبذل جهود جبارة رغم الضغوطات والحملة الإعلامية الكاذبة التي تتعارض مع مبادئ الرياضة، حيث حقق فوزا يشهد عليه العالم والتاريخ وهو فوز يستحق الفخر والاعتزاز. وفي هذا السياق أضاف السيد جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج أنه بصدد إعداد تقرير سيرفعه للسلطات العليا في البلاد يروي فيه المأساة التي عاشها الفريق الوطني ومناصروه الذين تعرضوا للاعتداءات من طرف المناصرين المصريين بالقاهرة في ظل غياب الأمن، مشيرا الى أنه حتى الوفد الرسمي والشخصيات التي رافقت الخضر لم تسلم من هذه الاعتداءات والدليل على ذلك ما تعرض له هو شخصيا وهو جالس في المنصة الرسمية عندما رشقه المناصرون المصريون بكمية كبيرة من الحمص على كتفه عند تسجيل الفريق المصري للهدف الثاني في المقابلة، وهو ما يبين أن مصر لم توفر الحماية حتى للوزراء الجزائريين فما بالك بالمناصرين. وفي رده عن سؤال حول موقف الجزائر الرسمي تجاه ما تقوم به وسائل الإعلام المصرية بدعم من دولتها، كعدم احترام النشيد الوطني بملعب القاهرة وحرق العلم الوطني، أجاب السيد ولد عباس في تصريح للصحافة على هامش جلسة المجلس الشعبي الوطني أنه لا بد من تجاهل هذه التصرفات التي سوف تبقى وصمة عار على جبين مصر، مشيرا الى أن الجزائر لا تنزل الى هذا المستوى من الانحطاط ليردف بالقول " أتركوهم، تجاهلوهم ولا تردوا عليهم فرئيس الجمهورية يعرف جيدا ماذا يفعل". أما بخصوص تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك أمام برلمان بلده أول أمس والذي قال فيها "لا نقبل المساس بالمواطنين أو التطاول عليهم، ولا نتهاون مع من يسئ إليهم"، أوضح السيد ولد عباس أنه غير مخول بالإجابة على الرئيس المصري لأن الرد عليه من صلاحيات رئيس الجمهورية لكنه أكد من موقعه كوزير للجالية الجزائرية بالخارج بأن الجزائر أيضا لا تقبل المساس بشعرة واحدة من أبنائها المتواجدين بالخارج في أي مكان كانوا. وأعلن الوزير عن تنصيب خلية على مستوى وزارته للتكفل بالجالية الجزائرية الموجودة بمصر والطلبة الجزائريين هناك، مشيرا الى أن مصالحه في اتصال مستمر مع سفير الجزائربالقاهرة ووزير الخارجية للتكفل بهم وهي تنتظر تلقي أي معلومات من هؤلاء في حال طلبهم التدخل لمساعدتهم". وتواصلت تنديدات نواب الغرفة السفلى للبرلمان بالاعتداءات التي تعرض لها الفريق الوطني والمناصرون الجزائريون بمصر، وبالحملة الإعلامية القذرة التي تقوم بها وسائل الإعلام المصرية التي نست كل ما يربطها بالجزائر ولجأت للكذب والتجريح في محاولة منها لتغطية هزيمتها الكبيرة التي هزت الكرة المصرية. واجمع نواب المجلس الشعبي الوطني "أن هذه الحملة المسعورة مدبرة لإبعاد الشعب المصري عما يجري في دواليب السلطة وكواليسها، لجعله ينسى أزمته السياسية، الاقتصادية والاجتماعية والاهتمام بأمور ساذجة لا تخدم مصالحه".