أعرب عبد القادر حجار، سفير الجزائر بمصر، عن تذمره واستيائه من الحملة المسعورة التي تقودها الفضائيات المصرية ضده، والتي تطالب برحيله، كما استغرب سبب استدعائه من قبل الخارجية، الذي كان من أجل تقديم ضمانات حول حماية رعاياها بالجزائر، فيما رفض تقييم خطاب الرئيس حسني مبارك، من باب أن ذلك يزيد العلاقات الجزائرية المصرية تأزما. هل لاحظتم أي تغييرات على معاملة السلطات المصرية لسعادتكم، قبل وبعد المقابلة التي جمعت المنتخب الجزائري ونظيره الفرعوني؟ تعامل السلطات المصرية معي أنا شخصيا كسيد حجار وكسفير ممثل للجزائر بمصر، لم يطرأ عليها أي تغيير، لازلت أتصل بشكل عادي مع السلطات المصرية وأجهزتها الأمنية، المقابلة لم تخرج عن طبيعتها ولم تتخذ طابعا سياسيا. بصراحة؛ ما تقييمكم للحالة النفسية بصفتكم ممثل للجزائر بمصر ؟ أعيش حالة من الضغط لم يسبق لها مثيل. ومن المتسبب في تدهور حالتكم النفسية ؟ القنوات الفضائية المصرية هي المتسبب في تدهور حالتي النفسية، شنّت ولا تزال تشّن إلى حد الساعة، حملة مسعورة ضدي، وتطالب برحيلي من مصر. كيف كان تدخل الوصايا المصرية بخصوص الحملة المسعورة التي تقودها الفضائيات المصرية، والتي تفاقمت خاصة بعد تأهل الجزائر إلى مونديال2010 ؟ حقيقة هناك مجهودات من قبل السلطات المصرية لتهدئة الأوضاع، وإسكات الحملة الشرسة التي تستهدفني أنا شخصيا. قناة النيل الرياضية، أكدت رفضكم لإجراء مقابلة صحفية معها، بسبب وعكة صحية، ما مدى صحة هذه الادعاءات ؟ تلقيت عدة طلبات من طرف فضائيات مصرية مختلفة لإجراء مقابلات صحفية، لكن رفضت طلباتهم، وبخصوص قناة النيل الرياضية، رفضت في بادئ الأمر الإدلاء بأي تصريح بسبب بحة في الصوت، وبعد إلحاح منها أدليت بتصريح. ماهي الأسباب التي كانت وراء إلحاح قناة النيل الرياضية على إجراء المقابلة ؟ هذه القناة تضع في مخيلتها بأنني المتسبب في تعرض مناصري الفراعنة لاعتداءات من قبل مناصري الخضر في ملعب المريخ بالخرطوم، بكشفي عن تسجيل قتلى في صفوف الجزائريين في المقابلة التي جرت باستاد القاهرة، وأن ما تعرض له مناصريهم المصريين بالخرطوم من اعتداءات، ما هو إلا ثأر على سفك دماء الجزائريين، لذلك أوضحت للقناة بأن سفير الحزائر بمصر، هو أول من أكد عدم تسجيل أية إصابات في صفوف أبناء بلدي هنا بمصر. لماذا استدعيتم من قبل الخارجية المصرية ؟ تم استدعائي من قبل الخارجية المصرية، من أجل تقديم ضمانات للسلطات المصرية حول رعاياهم بالجزائر، خاصة ما تعلق منها بتأمينهم وحمايتهم. وكيف تصفون الأجواء العامة التي تم فيها استدعائكم ؟ استدعائي كان بعد تسجيل الخارجية المصرية لاتصالات بالجملة، من قبل رعاياها بالجزائر، وبالتحديد من قبل المستثمرين المصريين، يطالبون بالترحيل في أقرب الأوقات الممكنة. وهل اقتنعت السلطات المصرية بالضمانات التي قدمتموها؟ أكيد اقتنعت؛ حيث أكدت أن السلطات الجزائرية اتخذت إجراءات صارمة لحماية وتأمين الرعايا المصريين بالجزائر، ولا فائدة من ترحيل المستثمرين هناك، لذلك اقتنعت، وتراجعت رسميا عن قرار الترحيل. مقابل الضمانات التي تقدمت بها السلطات الجزائرية لحماية الرعايا المصريين، هل كانت هناك ضمانات لحمايتكم أنتم كشخص بعد محاصرة مقر سفارة الجزائر بمصر؟ تجمهر العشرات أمام مقر سفارة الجزائر بمصر، وأسفر ذلك عن تسجيل ما يزيد عن 30 جريحا، من ضمنهم 11 شرطيا، علاوة على القيام بتكسير كافة السيارات المركنة بالقرب من السفارة وواجهات المحلات التجارية، أعمال الشغب هذه انطلقت في حدود الساعة الرابعة من ظهيرة الخميس، واستمرت إلى ساعات متأخرة من الليل. هل كنت متواجدا بالسفارة وقت انطلاق أعمال الشغب ؟ للحسن حظي لم أكن متواجدا بالسفارة. وماذا عن التهجم على مقر إقامتكم ؟ تسلل أربعة شبان مصريين عبر قارب إلى مقر إقامتي بالجهة المطلة على وادي النيل لغياب عناصر الأمن في حدود الساعة الرابعة من صبيحة الخميس إلى الجمعة، مدججين بقضبان من حديد، وتمكنوا من دخول الحديقة، لا يخفى على الجميع أن وزير العدل حافظ الأختام قضى ليلة بمنزلي، لعدم تمكنه من الوصول إلى الفندق الذي حجز فيه، في إطار مشاركته في مجلس وزراء العدل العرب بمصر. هل أنتم مؤَمنون حاليا ؟ اتصلت بالسلطات المصرية وأبلغتها بما حدث لي، وجندت أعوان أمن عبر زوارق بالجهة التي تسلل منها الشبان المشاغبون. ما تقييمكم لخطاب الرئيس حسني مبارك ؟ لن أقيّم خطابه، ولو قيّمته سأزيد العلاقات الجزائرية المصرية تأزما.