ساركوزي و كاميرون يرسمان صفقاتهما السرية مع قادة المعارضة في ليبيا بحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في زيارتهما أول أمس لطرابلس مع قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الملفات المرتبطة مباشرة بالمصالح الاقتصادية و الاستراتيجية لبلديهما في ليبيا، لاسيما فيما يتعلق بالعقود البترولية و الصفقات الاستثمارية تحت غطاء إعادة الإعمار، في مقابل استمرار باريس و لندن في تقديم الدعم السياسي و اللوجيستي للمعارضة. و تعد هذه الزيارة التي جاءت بعد حوالي ثلاثة أسابيع من سقوط طرابلس في أيدي المتمردين بمثابة ترسيم للصفقات السرية الكبيرة التي أبرمتها كل من فرنسا و بريطانيا مع قادة المعارضة، و التي تحوز فيها باريس حصة الأسد بنسبة لاتقل عن 35 بالمائة من “ الكعكة الليبية” التي سيتم اقتسامها. موسى إبراهيم المتحدث باسم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، انتقد بشدة هذه الزيارة، معتبرا أنها جاءت “لتدشين المشروع الاستعماري واقتسام الكعكة الليبية”. وقال إبراهيم في تصريح لقناة الرأي التي تبث من دمشق أن “الزيارة إعلان لتدشين المشروع الاستعماري في ليبيا وإعلان رسمي لبدء تنفيذ هذه المؤامرة، أنهم يستعجلون ثمار سقوط طرابلس في أيديهم لفترة مؤقتة، فهم يخشون طبعا من قدوم أمريكا وبعض الدول الأخرى لجني الكعكة الليبية كما يرونها”. وأضاف “لقد أسرعوا بالحضور إلى طرابلس كي يقيموا الاتفاقات السرية مع العملاء والخونة ويضمنوا الاستيلاء على النفط وعلى الاستثمار تحت مسمى إعادة الإعمار. و تابع “ها هم الآن يتكلمون عن إعمار ليبيا بمئات المليارات، هم يدمرونها ثم يعمرونها هم بأموال الليبيين، وهم أبعد ما يكون عن الإعمار، إنهم يتسابقون لنيل الكعكة الليبية”. وأكد إبراهيم الذي لم يكشف في الاتصال الهاتفي المباشر بالقناة عن مكان وجوده، أن الهدف من زيارة ساركوزي وكاميرون وسواهما من المسؤولين الأجانب إلى طرابلس هي “تقوية عملائهم في ليبيا”. وقال “تحاول فرنسا تقوية مراكز العملاء التابعين لها، وبريطانيا تحاول الدفع بوجوه سياسية تدور في فلكها مقابل من يدور في فلك الولاياتالمتحدة وقطر”، مؤكدا أن الهدف من هذا هو “تحويل ليبيا إلى إقطاعية للغرب”. وبحسب تعبيره، فإن “هذه الزيارة تم القيام بها في ظروف أمنية مشددة وغير مركزة في العاصمة طرابلس لأنهم حضروا في سيارات حربية وبحماية عسكرية ضخمة جدا وانتقلوا من المطار الى الفندق بطائرات مروحية وكانت زيارة خاطفة لأنهم يعرفون أن مجموعات من المجاهدين المقاومين موجودون في طرابلس”. وأكد الناطق باسم الزعيم الليبي مجددا، أن المعركة لم تنته وأن القذافي سينتصر في النهاية. وقال “مستمرون في ملحمة الجهاد والمقاومة لتحقيق الانتصار واسترجاع ليبيا وتحريرها تماما من هذا المشروع الاستعماري، أؤكد أن المعركة أبعد ما تكون عن النهاية، نحن ما زلنا قادرين على الجهاد والمقاومة والانتصار”، داعيا الى “المقاومة السلبية والعصيان المدني”. وتابع “نحن لدينا آلاف المقاتلين والسلاح والذخائر والأموال والمشروعية، ولدينا الآلاف المؤلفة من الشباب المتطوع الجاهز على كل الجبهات وكلهم حماسة وجهادية من الطراز العالي، وليس أمامنا من طريق إلا الانتصار”. و خلال هذه الزيارة، تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بأن تساعد بلاده في تعقب القذافي. وقال “الأمر لم ينته، سنساعدكم في العثور على القذافي وتقديمه للعدالة.”و ذكر متحدثا في ندوة صحفية مشتركة مع الرئيس الفرنسي “نحن على استعداد لتقديم العون لكن نريد أن نعرف ما هو أهم شيء تريدونه منا، هذه هي اللحظة التي يمكن أن يتحول فيها الربيع العربي الى الصيف العربي ونرى الديمقراطية تزحف الى دول أخرى أيضا.” في ذات السياق، قال ساركوزي أنه يجب اعتقال القذافي وكبار مسؤوليه السابقين ومساءلتهم عن أفعالهم بموجب القوانين الدولية عما اقترفوه. العمل مع السلطات القضائية الدولية في تعقب المسؤولين بحكومة القذافي مؤكدا أنه لن تكون هناك أي مصالحة في ليبيا ما لم تتحقق العدالة. وكان ساركوزي وكاميرون قد زارا أول أمس طرابلس رفقة وزيري خارجيتهما، و تركزت محادثاتهما بالأساس مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل و رئيس مكتبه التنفيذي أحمد جبريل.